الرئيسية / آخر الأخبار / شريفة أثنى على زيارة دريان للرؤساء الثلاثة: الخطاب المتوازن حاجة وطنية

شريفة أثنى على زيارة دريان للرؤساء الثلاثة: الخطاب المتوازن حاجة وطنية

مجلة وفاء wafaamagazine

اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة خلال القائه خطبة الجمعة في مسجد الصفا، انه “في زمنٍ تتكاثر فيه الأزمات، وتشتدّ فيه المحن، يبقى الخطاب المتوازن هو حاجة وطنية، لا ترفًا لغويًا، فلبنان اليوم بحاجة إلى الكلمة التي تجمع، لا التي تُفرّق، وإلى رؤيةٍ ترتكز على أولويات الناس، لا على صراعات المصالح”.

وقال: “نجدّد مطالبتنا لوزارة الطاقة والمياه بالتحرّك العاجل لضبط التفلّت الحاصل في أسعار شاحنات نقل المياه، والتي تُرهق كاهل المواطن اللبناني، لا سيما في بيروت وضواحيها. فكأنّ اللبناني لا يكفيه ما يُعانيه من انقطاع المياه، نتيجة شحّ الأمطار، حتى يُعاقَب مرة أخرى بجشع بعض التجّار الذين استغلّوا الأزمة، ورفعوا الأسعار بشكل جنوني، وسط غياب واضح للرقابة”.

أضاف: “إن ما يحصل هو استغلال لحاجة الناس، واعتداء على حقّهم الطبيعي في العيش الكريم، فأين دور الدولة؟ أين الجهات الرقابية؟ لماذا يُترك المواطن وحده يواجه الفوضى؟ الماء حقّ، وكرامة الناس لا تحتمل التلاعب ولا التسويف”.

وحذّر من “الاستسلام الكامل للإملاءات الخارجية، فبعض الدول المانحة لا تقدم مساعداتها إلا مشروطة ومربوطة بسلسلة تنازلات، وكأنّها تُعيد إنتاج الاستعمار بثوب جديد. كما قلنا سابقًا: إن الشروط التي تُفرض على لبنان تشبه حال الطالب الذي رفض أن ينطق بحرف “الألف”، فلما سُئل قال: إذا قلت الألف سيطلبون مني الباء، ثم التاء… وهكذا حتى نهاية الأبجدية، وهذا هو حالنا مع بعض الدول، يريدون كل شيء، مقابل لا شيء، وعودٌ لا تغيّر شيئًا في الواقع. أما الدعم الحقيقي، فهو الالتزام بتطبيق القرار 1701 من جانب إسرائيل، لا من لبنان فقط”.

وقال: “منذ وقف إطلاق النار، لبنان التزم، لكن العدو الصهيوني لم يتوقف يومًا عن الخروقات والاعتداءات، التي تجاوزت الـ 4000 خرق، ورغم ذلك، لا نسمع إلا نقدًا موجّهًا للمقاومة، بينما تبقى إسرائيل بمنأى عن أي محاسبة، وهذا التناقض مؤسف ويشكّل خطرًا على السيادة الوطنية”.

تابع: “أمام هذه التحديات، نُثني على الخطوة الإيجابية التي قام بها مفتي الجمهورية للرؤساء الثلاثة، خطوة نأمل أن تتكرّر، وأن تفتح الباب أمام مزيد من اللقاءات الوطنية، وكسر الجليد بين الفرقاء”.

ورأى أن “ما نراه من استقواء على الأقليات، ومن استعراضات تعجرف فارغة، ليس سوى فعل فرعوني متكبّر، نهايته السقوط، كما قال تعالى: “ومن قُتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانًا. وقال الإمام علي: “لا تعتدِ، فالمعتدي مصروع.” فلنُنقذ ما تبقّى من هذا الوطن، بخطاب جامع، وموقف أخلاقي، وضمير لا يخون أهله”.

وختم: “تبقى غزة ذلك الجرح النازف والوجع الكبير حيث يموت اهلها جوعا تحت مرأى ومسمع من عالم طالما اتحفنا بحقوق الإنسان”.