الرئيسية / آخر الأخبار / اعترافات متزايدة بـ”دولة فلسطين”… البرغوثي : لا تعالج اختلال ميزان القوى

اعترافات متزايدة بـ”دولة فلسطين”… البرغوثي : لا تعالج اختلال ميزان القوى

مجلة وفاء wafaamagazine

كتب جاد ح. فياض في” النهار”:

اعتراف دول جديدة بفلسطين، بينها فرنسا، وبدفع سعودي، إضافة إلى تلويح بريطانيا بالإقدام على ذلك في أيلول/سبتمبر المقبل إن لم توقف إسرائيل حرب غزة، خطوات متقدمة في سياق الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، وإن كانت خلفياتها مرتبطة بسباق نفوذ وتأثير وسيطرة، إلّا أنها تلاقت مع حقوق الفلسطينيين ووجوب الاعتراف بها، لكنها تبقى ناقصة ما لم يُدفع باتجاه إنهاء الحرب في غزّة وإيجاد الحلول المستدامة لإنهاء الصراع.

الأنظار تتجه نحو التأثير الذي سيتركه الاعتراف بفلسطين على المجتمع الدولي ومعادلات الصراع، خصوصاً أن الدول التي اعترفت بها حتى الآن لا تتمتع بتأثير واسع على إسرائيل بقدر دول كالولايات المتحدة وألمانيا، لكنها خطوة قد تؤسّس لتبدلات في السياسات الدولية تدفع بمزيد من الدول لتشكيل ضغط على حلفاء إسرائيل، إما دفعهم للاعتراف بفلسطين أو تعديل بعض من سياساتهم تجاهها.

ويتحدث الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، لـ”النهار” عن الاعتراف الدولي بفلسطين، معتبراً إياه “تأكيداً لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ومعارضةً للإجراءات الإسرائيلية غير القانونية لجهة عمليات الاستيطان والتهويد التي إما يقرها الكنيست أو تقوم بها إسرائيل” من خلال الممارسة.

لكن هذه الإجراءات “غير كافية” بتقديره، لأنها “لا تعالج اختلال” ميزان القوى و”تمرّد” إسرائيل على المجتمع الدولي، ولأنها لا تتمتع بدعم أميركي في ظل رفض الولايات المتحدة التي “تخضع بالكامل للمصالح الإسرائيلية” المشاركة في المؤتمر، ويشدّد على أن المطلوب ترافق الاعتراف مع “فرض عقوبات” على إسرائيل لوقف الحرب.

الموقف الإسرائيلي “الغاضب” من الاعتراف الدولي بفلسطين مثّله وزير الخارجية جدعون ساعر، الذي يشير إلى أن بلاده “ترفض” أيّ مساعٍ لإقامة دولة تكون حركة “حماس” جزءاً منها، معتبراً أن “الضغط الدولي على إسرائيل خلال الأشهر الماضية أتاح لحماس تقوية موقفها”، مشدّداً على أن المحاولات لإجبار إسرائيل على الموافقة على حل الدولتين لن تجدي.

ويرى مسؤول الإعلام في “حماس” في لبنان وليد كيلاني أن الأوان قد حان للاعتراف بفلسطين كدولة، خصوصاً أنها “الوحيدة في العالم الواقعة تحت الاحتلال”، واعتراف الدول بفلسطين، واتجاه دول أخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة كبريطانيا، يعكسان تبدّل الموقف الدولي من القضية الفلسطينية “بعدما انكشف الوجه الإسرائيلي الحقيقي” خلال حرب غزّة وسياسات التجويع.

ثمّة من يعتبر أن عملية “طوفان الأقصى” كان لها دور مهم في الدفع الدولي نحو الاعتراف بفلسطين واتخاذ إجراءات تتعارض مع السياسة الإسرائيلية، لأن تجربة غزّة والانتهاكات الجسيمة التي جرت لحقوق الإنسان مع سياسات قتل المدنيين والتجويع كانت أبرز العوامل التي دفعت الرأي العام والسلطات السياسية للتحرّك واتخاذ إجراءات داعمة للفلسطينيين.

ويؤكد كيلاني، لـ”النهار”، أهمية محطة “طوفان الأقصى” التي يقول إنها “كشفت” ممارسات إسرائيل والكثير من الدول التي تدعمها، ويعتبر أنها عملية عسكرية “ذات أبعاد سياسية” تحمل أهدافاً عدة، بينها إيجاد دولة للفلسطينيين، معتبراً أن المساعي السابقة التي حصلت، وعلى رأسها اتفاق أوسلو، لم تحقق السلام والحقوق للشعب الفلسطيني.

ويقرأ كيلاني المتغيّر الدولي من منظار إيجابي، إذ يعتبر أن التغيير “لا يحدث بضربة واحدة مباشرة، بل يحتاج إلى وقت”، ويرصد متغيرات تحصل على مستوى الرأي العام في الولايات المتحدة وأوروبا، ويشير إلى أن نخب هذا الرأي العام ستصل إلى السلطة في هذه الدول، وهذه النخب تشهد ما يحصل في غزّة من انتهاكات تتسبب بها إسرائيل.

في المحصلة، يمثّل اعتراف دول، بينها فرنسا، خطوة متقدمة باتجاه إقرار حقوق الفلسطينيين على المستوى الدولي، لكن تبقى هذه الخطوة ناقصة ما لم تعترف دول أكثر فاعلية على مستوى المجتمع الدولي بفلسطين، وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تمتلك التأثير الأكبر على إسرائيل، وسيكون لاعترافها بفلسطين وقعٌ أكبر على الصراع العربي – الإسرائيلي.