بلا ولا شي

مجلة وفاء wafaamagazine

كتب د. طلال حاطوم في “الجمهورية” :

دندن زياد اللحن الأخير…

لم يكتبه «نوتة»… ولا عزفه مع فرقة…

أصلاً… لم يقرأ القصيدة!

بلحظة موت،

ألغى زياد من ذاكرتنا الجماعية جزءاً من وطن…

كنا نتغنى فيه بـ «سهريّة»…

حملناه معنا في ترحالنا بحثاً عن «نزل السرور»…

معك، عرفنا أنّنا نحاول الهرب من «فيلم أميركي» لم نستطع أن ننهيه… لأنّنا كشعب «شي فاشل»…

انتفضنا على واقعنا بـ «عناد» الشعب الذي يبتغي «الكرامة»…

صحيح، لم ننتصر على ذاتنا لكنّنا أبقينا على «فسحة الأمل»…

نبّهنا زياد إلى مشاريع «أفران اللحم بعجين»، وإنّ أبو الجواهر لا يعرف الحساب: «ما في 180 بالمية».

أعادنا من غربتنا، التي اخترناها بملء إرادة وعن سابق تصوّر وتصميم، إلى يوميات نهرب من لظاها بـ «نكتة»، ساخرة، فيها طعم مرارة، قالها يوماً زياد الذي عرف أنّ الأوطان «وحدهن بيبقوا» لأنّ في أرضها «زهر البيلسان».

زياد المتمرد لحّن «تراتيل» إيمانه لأنّه «مش كافر».

في وداعه كانت «الأم الحزينة» الصابرة التي عرفت أنّ «في الآخر في وقت فراق».

استعجل زياد وقت الفراق…

في التشييع «قديش كان في ناس»، «حبّوا بعضهن» في تحيّتهم لزياد…

أرسلوا له «سلملي عليه»…

نزلوا من «البوسطة» تاركين هديرها ليسمعوا «العود الرنان»…

«سأل الناس» عنه، فردّ بلحن الموت: «أنا صار لازم ودّعكن…»


قبلنا يا زياد… ولكن «بالنسبة لبكرا شو؟» في غيابك الذي لا يلتئم؟؟؟

جيل، نحن منه، عرف زياد، وجيل لم يعرفه… سمعه، أنشد أغانيه، بحث عن مسرحياته… فعرف بعضاً منه؟

زياد كان السهل الممتنع الممنوع من الصرف.

زياد… «من عزّ النوم» سرقتنا، ولأنّك «حبسنا وحرّيتنا»، أجبرتنا على الكتابة، بسكين، على حافة الجرح: حتى فرحنا… حين يكون… يكون حزيناً.

«اللحن حزين، والكلمات مكسورة الخاطر».

اليوم يا زياد، بـ «معرفتي فيك»، «مش كاين هيك تكون»، ونحن: «بلا ولا شي…».

وداعاً…