
مجلة وفاء wafaamagazine
كتب سمير سكاف في” اللواء “ :
قد تكون «دولة» فلسطين جاهزة، ولكن العالم ليس جاهزاً بعد للاعتراف بها… بانتظار شهر أيلول/سبتمبر المقبل في اجتماع الهيئة العامة للأمم المتحدة! وان كان رأيها… استشارياً!
في المؤتمر الدولي في الأمم المتحدة حول حل الدولتين، الذي بادرت لتحقيقه المملكة العربية السعودية وفرنسا مجتمعتين، بدا الأمين العام أنطونيو غوتيريس متشائماً جداً. وهو تخوّف أن هذا الحل يبدو بعيداً اليوم أكثر من أي وقت مضى! وأن الأفق السياسي حالياً يبدو مسدوداً!
هذا المؤتمر الذي يستمر على مدى 3 أيام، يجري بغياب أميركي «فاضح»! إذ يعتبر الأميركيون المؤتمر هو «إهانة» بحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية تامي بروس. وهو ليس «الديبلوماسية الجديّة»! مضيفاً أن التوقيت خاطىء، وأن الأميركيين يعملون ويجهدون على تحقيق السلام الفعلي والمستدام.
ما أهمية هذا المؤتمر إذن؟
الأفق مسدود. والحل أميركي. وهو ينتظر الحسم الإسرائيلي. وهذا الحسم يتحايل على الظروف لتحرير 10 أسرى أحياء لدى حماس و18 أسيراً ميتاً! وتحرير الأسرى ينتظر الاتفاق. وأفق الاتفاق مسدود، حالياً على الأقل! حلقة مفرغة!
ومع ذلك، فإن وضع القضية تحت أضواء الاعلام الدولي يرفع من منسوب الاهتمام الدولي بهذا الاعتراف. ويشجع عليه «بالمفرق»، حيث هناك استحالة في الوصول إليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، صاحبة الدور «الاستشاري»! كما يستحيل التصويت عليه في مجلس الأمن مع فيتو أميركي غب الطلب!
فرنسا، تريد أن تعترف بدولة فلسطين في أيلول/سبتمبر المقبل، كما صرح وزير خارجيتها جان نويل بارو. وهو ما سيفتح الباب أمام دول أخرى مثل بريطانيا أو كندا أو حتى ألمانيا في دائرة الدول التي يمكن أن تدخل نادي الدول المعترفة بدولة فلسطين! وهي تستطيع عندها اللحاق بدول إيرلندا والنرويج وإسبانيا وسلوفينيا وغيرها…
كير ستارمر رئيس الحكومة البريطانية ليس بعيداً عن الاعتراف بدولة فلسطين. وهو تحت ضغط من طلب موقّع من أكثر من 220 نائباً في البرلمان البريطاني. ولكن بريطانيا تتحفّظ، حتى تحقيق شرطين، وهما التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق حماس للرهائن الإسرائيليين لديها.
ومع ذلك، فإن وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي أوضح في المؤتمر أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في الهيئة العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل.
الجو الإعلامي بشأن فلسطين جيد، ولكن الجو السياسي، بالأثقال الاميركية سيئ جداً! فالرئيس الأميركي دونالد ترامب كان اعتبر تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول الاعتراف بدولة فلسطين أنه لا قيمة له!
اعتراف فرنسا هو انطلاق جديّ للاعتراف بدولة فلسطين. إذ أن السبحة ستكرّ بين الدول الغربية المؤيدة في العادة للسياسة الإسرائيلية. وهذا الاعتراف هو خطوة أولى في مسيرة الألف ميل. وشهر أيلول/ سبتمبر المقبل هو مرحلة انتقالية جدّية، حتى ولو لم يتمً تكليل التصويت في مجلس الأمن على قرار بشبه الإجماع اللهيئة العامة للأمم المتحدة لحل الدولتين!