مجلة وفاء wafaamagazine
منذ وقوع الإستهداف الذي طال قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سُليماني على اسوار مطار بغداد ، والعالم يترقب ويحبس أنفاسه مستعداً “لرد ايراني” وصفه المسؤولون الإيرانيون على أكثر من لسانٍ مسؤول بأنه سيكون صاعقاً، رامياً “العميد قاٱني” خليفة الجنرال سليماني ب “جثث المارينز” على التراب العراقي وغرب ٱسيا بأكمله !!
كما توجهت كل اركان القيادات الإيرانية من رأسها بدأً بالمرشد السيد علي خامنئي نزولاً حتى أصغر الجنود والمناصرين “بالويل والثبور وعظائم الأمور” لمن قام بعملية القتل لشخصيةٍ لطالما تغنى بها الشعب الإيراني ومحور المقاومة بأكمله ..
فيما كان لافتاً الخطاب الذي ألقاه أمين عام حزب الله والذي بدى فيه وكأنه يتوجه بالخطاب العلني للقيادة الايرانية فيما تحدث فيه عن ضرورة رد ايران والمحور على اغتيال سليماني واصفاً عدم الرد بأنه فرصة للأمريكي لاستباحة الشرق الأوسط مع أن الإيراني كان يقول بأنه حتميّ !
فيما وجده نصرالله من تردد او تخبط لدى هذه القيادة في موضوع الرد او حجم الرد ، وتوجه أيضا في خطابه لفصائل المقاومة في المحور بأن ايران “لن تطلب منكم الرد ” مع تفادي استهداف المدنيين من ” القتلة ” وفيه تخفيف وطأة المسؤولية عن ايران في حال قيام احداها باستهداف القوات الامريكية في المنطقة وحصر الرد الأمريكي عليها في حدود دولنا بعيدا عن الشواطئ الايرانية..
يقابل هذا الخطاب تغريداتٍ للرئيس #ترامب منذ اللحظة الأولى للإغتيال بوضع العلم الامريكي وفيه رسالة للداخل
“امريكا اولا” وتأكيدا على خطابه المتكرر بعمله من اجل مصالح بلاده فقط ثم التغريدة اللاحقة التي اعترف فيها بقيام “الجيش الامريكي” بقتل سليماني بأوامر منه (حدد القاتل والمحرض ) استباقاً لأعمالٍ ارهابية كان يعد لها المغدور ولحقتها تغريدة فيها شيئ من الرسائل للقيادة الايرانية بالقول ” ايران لم تربح حرباً قط ولكنها لم تخسر في المفاوضات ” وهي نوعاً من الحث على العودة لطاولة المفاوضات ايماناً منه بلا قدرة لإيران على مجابهة الجيش الأمريكي “لاقتنائه افضل المعدّات في العالم “حسب قوله،
وتوالت الرسائل منه لإيران غبر أكثر من وسيط بأهمية الخشية والإنتباه من أي ردة فعل ” مبالغ فيها ” انتقاماً لسُليماني…
مع كل هذه الأحداث وقراءةً بسيطة للمعطيات نرى أننا على أبواب تسوية ربما بحجم الإتفاق النووي السابق وربما أكبر حيث أنه لم يكن من تصعيدٍ بين إيران والولايات المتحدة سابقاً إلاّ وكانت التسوية تطبخ على نار التصعيد مثل الذي حدث تماماً مع ادارة الرئيس اوباما ، فقرعت طبول الحرب مراتٍ عديدة وتوالت الإستفزازات الإيرانية الى حد اعتقال جنودٍ من التحالف ، وهددت اسرائيل بضرب المفاعلات وظهرت سيناريوهات عديدة للعملية وجيئ بالأساطيل وبيعت الأسلحة للخليج بكميات هائلة تحضيراً للحرب انتهت بعقد تسوية كبرى مع ايران سُميت “بالإتفاق النووي” الذي شمل اكثر من ملف وسُمح معه لسُليماني بأخذ دوره الكامل في المنطقة تحت أنظار الولايات المتحدة ثم عاد التصعيد بين البلدين مع تمزيق ترامب للإتفاق السابق وتعقّدت الأمور مع إسقاط ايران للدرونز فوق الخليج فوضع ترامب المعادلة التالية
” لا تصعيد بظل تفادي اصابات بشرية امريكية حصراً “
وهو ما لمسته ايران مع مقتل المقاول الأمريكي وردات الفعل من ضرب الحشد الشعبي حتى دماء سليماني !!
وشهدنا في ساعات الصباح رداً ركيكاً لا يصح القول فيه الا انه لم يصل حتى حدود بروبغندا سيرة سلماني لا الثأر لدمائه !!!
موضحاً ربما هاجس نصرالله في خطابه من عدم الرد او حجمه !
فما بين التهويل بالرد ومخاوف نصرالله والرد الإيراني الليلة كلامٌ مثير يصول في المحور بأكمله حتى ولو توالت الردود على فترة استكمالاً للثأر مع ان وزير الدفاع الإيراني قال بأن الثأر ينتهي مع عدم الرد الأمريكي على هجومٍ في ظلّ قواعد اشتباك ( لا اصابات بشرية في الهجوم ) لم تنتهك اصلاً حتى في الثأر !!
الجدير بالذكر “لأصحاب البصيرة ” أن ما أصدره البرلمان العراقي أخطر عمليا من الهجوم الصاروخي الإيراني!!
الأمريكي ثبّت قواعده وقتل سُليماني ووجه دعوة للتفاوض ، ” والإيراني ثأر بحدود قواعد ترامب ” والتسوية ٱتية لا محالة
“والأولية لإيران حماية نظامها “
قد نرى بوادرها في لبنان مع الحكومة المقبلة لا حكومة دياب إن أبصرت النور اساساً…
#مقتل_سليماني
#ترامب #ايران
#التسوية_القادمة
كتب : محمد سلوم