مجلة وفاء wafaamagazine
هذا الوقتُ غيرُ صالحٍ للحبِ
إذاً
أطبقي الكتابَ على اسمَينا
وروحي
روحي تئنُ من البرد
لبست كنزتَي صوفٍ
وما
زلت
أرجفُ ….
أرشفُ قهوتي باردةً
ككلِ المطمئنين في بلادِ الكفرِ
أقرأُ جريدةَ الأمسِ
أرتّبُ الوقتَ
أربّتُ على كتفَي قاتلي ……
وأنصتُ جيدًا
ذاك الذي في مرآتي كثيرًا يشبهُني
كغريبٍ أنظرُ من نافذتي إلى الخارج
ألغيمُ سعالُ البحر
ننهرُه أنا وأنتِ بأصابعِنا المرتجفة
ونجلسُ كعجوزين لا يذكران شيئاً من ماضيهما
يَهشّانِ على الشوق بيدينِ ثقيلتين
ويشتمانِ الآتي ….
خجولٌ أنا الآن
كيف أخبّئُ وجهي منك
إلى أين أهربُ
كيف أقولُ لك أحبُك
وجَيبي فارغٌ
كيف أغمرُ كل هذا الجمالَ الصارخَ أمامي
كيف أكونُ رومنسيًا هكذا دفعةً واحدة
وأمعاءُ الأطفالِ تُطلقُ صفاراتِ الفراغِ في وجهي ….
ما أسخفَنا
كيف نتكاثرُ في بلدٍ مأكولٍ من حراسِه
أذكرُ
قالها لي يومًا أبي
لا تتركِ اسمَك وحيدًا في العراء
فأنجبت أربعةً ليحملوه
عنّي
معي
بَعدي ….
ما أثقلَ أسماءَهم على ظهري
تذكرتُ صديقي الذي أمّن على حياتِه
قبل حياته
وضحكت …
ربما علينا أن ننامَ طويلاً
لنحلم بوطن
( ربما علينا أن نموتَ لننجو )
سأنتظرُ أولَ تلفازٍ يلاحقُ خبرا في الخارج
لأُسمعَ الثوارَ قصيدةً
ونرقصَ معاً
فوق أنقاضِ الحلم الذي قضى
يا أمي
لا تقفي على الباب طويلاً
وتنتظري صغيرَك الذي مضى
نحن في بلادٍ لا قطاراتٌ فيها تعودُ للوراء
هذه الدروبُ خاويةٌ يا أمي
والذين يتوارَون
يأكلُهم الغيابُ
يصيرون أشباحًا
كلما ذكرناهم قرأنا المعوذتين
قل أعوذُ بربِ الناس
برب الفلق
طفلُك يا أمي الذي كبرَ
جرفَه الويلُ
لا تقلقي عليه
لا تفعلي شيئا لأجلِه
فقط أغمضي عينيك الضيّقتين
ومدّي صوتَك المتجعّد من شباكِك الخشبي
وتأمّلي
ربما
يعودُ
يومًا
فراشة …..