الرئيسية / محليات / كيف تردّ ميرنا الشالوحي ومعراب على كلام الحسن؟

كيف تردّ ميرنا الشالوحي ومعراب على كلام الحسن؟

مجلة وفاء wafaamagazine

خير الكلام ما قلّ ودلّ. شعار اتبعته وزيرة الداخلية السابقة ريا الحسن طيلة فترة ولايتها في هذه الحقيبة السيادية، وإن كانت خرقت هذا الصمت مرات معدودة على أصابع اليد الواحدة لترد على الاتهامات المكالة لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري، في سياق السجالات المزمنة بين ركني التسوية الرئاسية، التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، والتي أدت إلى انفجار التسوية بينهما بفعل استقالة الحريري على وقع ضغط الشارع.

غير أن الأهم يكمن في أن الحسن اختتمت عهدها الوزاري بقنابل سياسية من العيار الثقيل فجرتها في إطلالتها التلفزيونية في وجه رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل، متهمة إياه بـ “تعطيل حكومة الحريري، شأنه في ذلك شأن القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي -الحليفان التاريخيان لبيت الوسط- وحزب الله. موقف عالي السقف يأتي في وقت انقطعت العلاقة بين الحريري وباسيل بعيد استقالة الأول “المباغتة”، بحسب تعبير العونيين، وفيما ساد التوتر العالي على خط معراب بيت الوسط، بفعل الخروج القواتي من الحكومة الحريرية في ثاني أيام ثورة تشرين، معطوفا على احجام معراب عن مد الحريري بغطاء مسيحي يعيده إلى السراي الحكومي، “لأن القوات لم تر في ذلك مصلحة للبلد”، على ما أعلن رئيس الحزب سمير جعجع في مقابلة صحافية أخيرا.

التيار

تبعا لهذه الصورة الملبدة بالتناقضات وتصفية الحسابات السياسية، اعتبرت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر عبر “المركزية” أن “كلام الحسن يأتي في سياق الحملة التي يشنها اليوم فريق الرئيس الحريري على التيار بشخص الوزير (السابق) باسيل، علما أن الجميع عاد وسار بطرحه القائم على تأليف حكومة اختصاصيين من رأسها إلى وزرائها، على عكس ما كان يريده الرئيس الحريري، من حيث عودته إلى السراي على رأس فريق من الاختصاصيين”.

وشددت المصادر على أن الوزير باسيل لم يكن يملك التعطيل في الحكومة لأن الحريري كان رئيسها، مذكرة بأننا وثقنا بالرئيس الحريري على اعتبار أنه يريد بناء وطن ومؤسسات ومحاربة الفساد، لكن يبدو أنه لم يستطع الخروج من عباءة هذه المنظومة”، معتبرة أن “تبرير فشل الرئيس الحريري بإلصاق كلام بباسيل “ما إلو طعمة”، ولا يمكن أن يفصل عما جرى منذ إعلاننا أننا لن نشارك في أي حكومة يرأسها الحريري، لأننا لا نريد أن نكون جزءا من الفشل”.

وفي ما يخص العلاقة مع المستقبل في المرحلة المقبلة، أكدت المصادر أن “لا مشكلة شخصية مع الرئيس الحريري، وما يهمنا يكمن في مصلحة الوطن. أما عودة المياه إلى مجاريها مع المستقبل، فتحددها الظروف المقبلة على البلد، خصوصا الحكومة الجديدة وما ستفعله، التي لم تكن لترى النور لولا التنازلات التي قدمها الوزير باسيل”.

القوات

أما على الضفة القواتية، فلا تبدو الأمور على هذا المستوى من الحدية، لكن الأولوية للتذكير بالنهج الاصلاحي الذي سارت بهديه معراب في الحكومة السابقة. وفي السياق، أوضح أمين سر تكتل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم لـ “المركزية” أن “ما اعتبرته الوزيرة الحسن عرقلة، لم يكن كذلك. ذلك أن القوات اللبنانية كانت واضحة، علما أن في الملفات التي اتهمت القوات بعرقلتها، كنا نقدم نظرة إصلاحية. بدليل أن الأيام أثبتت أحقية ما حذرنا منه، ولو أخذ بكلامنا، لكان وضع البلد أفضل بكثير لنا وللبنانيين وللرئيس الحريري”.
وأشار كرم إلى “تمايز بيننا وبين الأفرقاء الآخرين في الحكومة (السابقة)، خصوصا في العامين الأخيرين. فعندما كان معظم الأطراف يريدون الابقاء على النهج نفسه في إدارة الحكومة، كانت القوات تتمايز بالدعوة إلى اتباع منهجية إصلاحية جريئة لإنقاذ البلد الذي كنا نراه ينهار. لذلك، اتسعت الهوة بيننا وبين الآخرين.

وأكد أن “الرئيس الحريري يستطيع أن يعول على القوات كحليف استراتيجي. لكننا اختلفنا في كيفية انقاذ الوضع، وقد اعتبرنا أن عودة الرئيس الحريري إلى السراي بشروط قد تكون مدمرة، أمر سيتحمل مسؤوليته هو شخصيا، كما القوات اللبنانية”.
وأشار إلى “أننا نعتبر اليوم أن إخراج انفسنا من هذه الشروط، ومساعدة الحريري على القيام بالأمر عينه يصب في مصلحة إعادة تكوين حالة معارضة، إذا كانت الحكومة ستبقي على النهج عينه القائم على المحاصصة وتجيير مؤسسات الدولة وأرزاق اللبنانيين إلى أحزاب وشخصيات سياسية”.

وعن احتمال عودة العلاقات مع المستقبل إلى سابق عهدها تحت قبة المعارضة التي من المفترض أن تضم القوات والمستقبل إلى الاشتراكي وحزب الكتائب، نبه إلى أن “من المبكر تقويم الأمور على هذا النحو في انتظار ما ستفعله الحكومة الجديدة . لأن موقف القوات ليس سلبياً تجاه أي أمر معين بالمطلق، بل نريد أن نراقب أداء الحكومة”، مشيرا إلى أننا لن نعطي الحكومة الثقة لأننا طالبنا، قبل الثورة بفريق من الاختصاصيين المستقلين. وهذا ما لم يحصل بل جيّرت الحكومة بالكامل إلى فريق سياسي معين”.