مجلة وفاء wafaamagazine
وفاء بيضون
ما يحصل في المصارف جريمة بحق المواطن وجريمة ستتفاقم طالما العقل المصرفي الانتهازي النفعي الذي استغل لحظة الفقر والجوع والحرمان وخروج أصحاب الحقوق المشروعة سابقا وحاليا ومستقبلا إلى الشوارع بصدورهم مطالبين بحقوقهم المشروعة والمسلوبة منذ آمادٍ طويلة.
إن هذا الوضع المتفلت الذي لا رقيب ولا حسيب عليه يجري تحت أنظار الجميع ” جميع المسؤولين” الوضع المالي والنقدي يزداد سوءًا وتردٍّ يومًا بعد يوم وذلك جرّاء الاجراءات الحديثة المبتكرة من تلك العقول التعسفيّة التي يتخذها أرباب المصارف في فرض المزيد من القيود على عمليات السحب بالدولار !!
حيث وصل خفض سقف السحوبات بالدولار إلى نسبة 50% منذ مطلع الشهر الجاري لتصبح عمليات السحب النقدي المسموح بها كل 15 يوما وليس كل أسبوع بمعدلات أدنى تبلغ 600 و 500 دولار شهريا حتى أن بعض المصارف لا يسمح إلا بسحب 100 دولار شهريًا فقط . مع الإشارة أنه كان قد وُعد المودعون، بعد تأليف الحكومة، بعودة الأمور للأفضل؛ ولكن للأسف ما حصل هو العكس تمامًا .. فبدل أن يتقدم الوضع للأحسن تراجع للأسوأ !!
فالمصارف التي تدير عمليات أموال المودعين هي الآن ولاحقًا كما سابقًا تحت أعين المتربّعين على كراسي المسؤولية ، لقد انكشف الوجه البشع والذي ظهر للجميع فما يحصل هو عن سابق تصور وتصميم..
إن عامل الإخلال لهذا الاستقرار كان عبر خطوات متتالية في سياق عملية سطو تدريجي على أموال المودعين ورواتب الموظفين ، ما سيقود عن قصد أو عن غير قصد إلى انفجار اجتماعي والذي بدوره قد يفجر الوضع الأمني ..
