مجلة وفاء wafaamagazine
د. إيلي جرجي الياس أستاذ جامعيّ وباحث استراتيجيّ
هي هذه اللحظة التاريخية بالذات، التي يقف فيها جنرال من النخبة، قائداً للجيش، رئيساً لحكومة وهبها الشعب الشرعية المطلقة، ليدعو إلى تحرير بلاده من الاحتلال، وحيداً صامداً، جريئاً ناصعاً، في عالم ارتضى الصمت الرهيب تجاه الظلم والظالمين!! إلا أن هذا القائد العنيد، استمد إرادة التحدي والصمود من شعب عظيم وجيش باسل كريم، ليطلق شعار المقاومة البطولية حتى الرمق الأخير!!
هكذا كان الرئيس اللبناني الجنرال ميشال عون، والرئيس الفرنسي الجنرال شارل ديغول، نطقا بالحق وتسلقا جبال الكرامة حتى قمم الشموخ، وحصدا محبة الشعب حتى خيل للجماهير أن الزعيم والشعب والقضية واحد!!
وفي منعطف خطير في التاريخ العالمي، سببه الأول انكفاء أهل الحق عن قول كلمة الحق، اضطر الرئيسان إلى الرحيل قسراً عن بلديهما، الى المنفى الهادئ، بعيداً عن بلد أم ساكن القلب والبال، واعتقد كثر إن المسيرة انتهت، إلا قلة مؤمنة بالنصر الحاسم، لأن الباطل مهما ساد، لا بد سينهزم مستقبلاً أمام الحق، وهكذا كان!!
إلا أن الجنرال الكبير ميشال عون، في منفاه القسري، ولد من جديد، كما الجنرال شارل ديغول، وإن احتفظ بالعناد والجرأة والكرامة والعزة والكبرياء وروح التمرد، إلا أنه أدرك كيفية إدارة المجال الاستراتيجي محلياً وإقليمياً وعالمياً، ومكافحة الفساد وتعزيز الإنتاجية، حتى ليستوعب لاحقاً كل تكتيكات الأصدقاء وهجمات الخصوم ولو مجتمعين!!
وعاد الجنرال عون إلى بيروت، كما عاد الجنرال ديغول إلى باريس، فتجسد كطائر الفينيق، بطل الابطال وسيد الأحرار وملك الساحات وحبيب القلوب، وأصبح رئيساً للجمهورية، حريصاً أن يعبر لبنان الرسالة الزمن الصعب، سيداً حراً مستقلاً عظيماً، وكأن لبنان مع فخامة الرئيس القائد الجنرال الدكتور ميشال عون يولد من جديد!!
وفي يوم ذكرى 13 تشرين الأول من كل عام، يستحضر شعب لبنان العظيم، تضحيات الرجل الكبير الكبير، قائد لا تمنعه الصعوبات والتحديات أن يحقق الإنجازات ويراكم الانتصارات!! على قاعدة العدالة والحق والمحبة، فالجنرال عون و الجنرال ديغول رئيسان استمدا من مسيرة المخلص يسوع المسيح، أهمية دور المحبة في انتصار الشعب والوطن!!