مجلة وفاء wafaamagazine
لم يكن مشهد الجدارن الاسمنتية المحيطة بالمداخل المؤدية الى مجلس النواب، تزامنا مع انعقاد جلسة الموازنة ليمر مرور الكرام، بل كان كفيلا ليعبّر عن واقع الحال وانعدام الثقة بين الوكيل والاصيل في هذه الدولة.
“جدران العار” كما وصفها اللبنانيون والتي حمت أركان السلطة الحاكمة من غضبهم، أعادت الذاكرة الى الجلسات النيابية التي كان يحضرها النواب سابقا والتي تظهر الفارق الشاسع بين الامس واليوم.
وفي هذا الإطار، وثقّ فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة وصول النواب عام 1970 للمشاركة في جلسة نيابية من دون الحاجة لاتخاذ تدابير أمنية مشددة، حيث ظهرت حركة الناس والسيارات طبيعية، تزامنا مع ترّجل النواب من السيارات من دون الاستعانة بمرافقين ورجال أمن.
هذه المقارنة، أظهرت جليا الخط الانحداري الذي يتبعه حكام هذا البلد في إدارتهم للمؤسسات، ورغم أن ماضينا كان أفضل من حاضرنا على كافة الصعد الا أن اللبنانيين يعوّلون على قدرتهم على تأسيس غدٍ أفضل لم يكن ليبصر النور لولا انتفاضة 17 تشرين القادرة على تغيير المشهد.