مجلة وفاء wafaamagazine
وسع الجيش العربي السوري أمس رقعة عملياته العسكرية في حلب على وقع انهيار صفوف المجاميع الإرهابية، التي لم يسعفها تدخل مشغلها التركي إلى جانبها بشكل مباشر وصريح، وفتح أكثر من جبهة في آن واحد، معلناً تقدمه على أكثر من محور حيوي، فبدّل خريطة السيطرة لمصلحته في زمن قياسي.
وبعد سيطرة الجيش السوري على طريق عام حلب حماة، وتأمين هامش أمان على طول ضفتيه والشروع بإزالة السواتر من مدخل حلب الغربي باتجاه العاصمة دمشق، إيذاناً بتأهيله ووضعه في الخدمة، فتح الجيش السوري محاور جديدة على مشارف المدينة من جهة الغرب لتأمينها، وحقق إنجازات ميدانية، في وقت فتحت وحداته المتمركزة في بلدة نبل بالريف الشمالي، محور عمليات باتجاه بلدة الشيخ عقيل، أضيفت إلى محور الريف الجنوبي الغربي الذي شهد تقدما واسعا للجيش وضعه أمام كل الاحتمالات والسيناريوهات.
وأوضح مصدر ميداني في حلب لـ«الوطن»، أن الجيش السوري واصل تقدمه في ريف حلب الجنوبي الغربي من نقاط ارتكازه في بلدة الشيخ علي وريف المهندسين الثاني، ومد نفوذه إلى مقر «الفوج ٤٦»، الذي يعتبر القاعدة العسكرية الأهم في ريف المحافظة الغربي، وتبلغ مساحته ١٢ ألف متر مربع، حيث تعد السيطرة عليه، مقدمة لإحكام السيطرة على بلدة الأتارب الإستراتيجية التي تبعد ٣ كيلو مترات إلى الشمال الغربي منه، على طريق معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا في ريف إدلب الشمالي، وذلك إثر اشتباكات ضارية مع «جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به، والمدعومة من جيش الاحتلال التركي الذي أقام نقاط مراقبة في محيط المنطقة.
وأضاف المصدر: إن وحدات الجيش السوري، تقدمت من محور بلدة ميزناز جنوب كفر حلب باتجاه بلدة معارة النعسان، لتبسط هيمنتها عليها بعد قتل وجرح العديد من الإرهابيين، ولتضع موطأ قدم لها في أول بلدة بريف إدلب الشمالي الشرقي والتي ستمهد لتساقط باقي بلدات وقرى المحافظة بالتدريج، وخصوصاً الواقعة على طريق حلب إدلب القديم حيث يسعى الجيش للسيطرة عليه وصولاً إلى إدلب المدينة التي تقدم منها من جهة بلدة النيرب من جهة الشرق غربي سراقب.
وبين المصدر أن الجيش السوري انطلق من بلدة أورم الكبرى، التي سيطر عليها أول من أمس على طريق حلب إدلب القديم غربي بلدة خان العسل، وتمكن من فرض هيمنته على جمعية الرضوان وبلدة كفرناها آخر معقل لإرهابيي «النصرة» غرب خان العسل بريف حلب الجنوبي الغربي، ثم تابع تقدمه منها شمالاً نحو منطقة البحوث العلمية المتاخمة لحي حلب الجديدة من الغرب، وليحكم قبضته عليها، ويؤمن هامش حماية لمدينة حلب من منطقة لطالما استخدمها الإرهابيون لقصف حلب بالقذائف الصاروخية.
وأوضح أن وحدات الجيش السوري واصلت زحفها من «البحوث العلمية» نحو منطقة الراشدين الأولى إلى الشمال منها، والتي تشكل مع الراشدين الثانية والثالثة ما يسمى «الراشدين الشمالية» التي تحد حلب من الغرب، واستطاعت فرض نفوذها عليها موسعة طوق الأمان حول حلب في معركة ستمتد صوب محيط حي الزهراء لطرد إرهابيي «النصرة» و«اجناد القوقاز» و«الحزب الإسلامي التركستاني» من خطوط التماس، وصولاً إلى الصالات الصناعية في الليرمون وضهرة عبد ربه، شمال غرب حلب، لتأمين المدينة بشكل كامل من الإرهاب.
ولفت إلى أن الجيش السوري تمكن أيضاً من السيطرة على بلدة المنصورة غرب البحوث العلمية من جهتي الشرق والجنوب، وهي البلدة الأبرز والأهم غربي حلب، وبذلك تمكن من تأمين جبهة غرب حلب وتطويق الراشدين ٢ و٣ وجمعية الزهراء، من جهتي الشرق والجنوب.
خدمياً، استنفر مجلس مدينة حلب كادره، وباشرت مديريات الخدمية أعمال قشط وتنظيف طريق حلب دمشق الدولي من جهة مدخل الأولى الغربي، وشملت الأعمال إزالة السواتر والكتل الصخرية وترحيل الأتربة والأنقاض، وتنظيف الأرصفة، وتقليم الأشجار في منصف الطريق، كما عملت وزارة النقل على تجهيز خطوات تأهيله وإصلاح الأضرار التي أصابته، ويجري العمل بدءاً من مدخل حلب عند العقدة صفر تحويلة حلب باتجاه الحدود الإدارية مع محافظة إدلب عند قرية الشيخ أحمد بطول 37كم، ويتضمن عقدة تحويلة حلب، نفق أبو شليم، عقدة خان طومان، عقدة ريف المهندسين، جسر سكة القطار خط حلب اللاذقية، عقدة البرقوم، وذلك بالتزامن مع تأهيل الطريق من جهة حماة إلى إدلب وحتى سراقب.