مجلة وفاء wafaamagazine
معارك قاسية يخوضها أبطال الجيش العربي السوري على محاور أرياف إدلب وحلب، خرج فيها العدو «الأصيل» هذه المرة إلى العلن، إلى جانب جيوش من الإرهابيين المرتزقة الذين أحضرهم من كل حدب وصوب لاحتلال الأراضي السورية.
المعارك التي يقدم فيها الجيش خيرة أبنائه في سبيل استعادة الأرض والسيادة، قدم فيها أيضاً أداء عسكرياً أسطورياً، كلف الاحتلال التركي عشرات القتلى حتى الآن، ويبدو أنه سيكلفه لاحقاً خسارة إستراتيجية للفكر والمشروع الذي طرحه رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الذي تحول إلى رجل «مسعور»، كما يرى «مراقبون»، بعد مقتل خيرة قوات النخبة لديه، ورؤية ما خطط له لسنوات ينهار سريعاً ليجد ضالته ومخرجه الوحيد بخطابات مملوءة بالأكاذيب، لم تعد تنطلي على أحد.
ومنذ بدأ الجيش السوري حملته العسكرية لتنفيذ اتفاق «سوتشي» بالنار الذي وقّع عليه أردوغان كذباً، وحوّله وسيلة لتدعيم التنظيمات الإرهابية وترسيخ احتلاله للأراضي السورية، لم يخل يوم من تصريحاته الكاذبة، التي تحولت إلى خليط من «الجنون والأحلام»، حسب وصف مراقبين تحدثت لهم « الوطن»، فمن هو الذي سيصدق أن خسائر الجيش السوري وصلت إلى عشرات الآلاف من الجنود في غضون أيام، وكيف لجيش يقاتل بهذه البسالة أن يخسر عشرات بل ومئات الدبابات، وأين هو المعمل «الكيميائي» الذي ضربته قوات الاحتلال التركي، لم يجد حتى صورة كاذبة يسوقها لأجله على طريقة «صور دوما» التي انكشفت للعالم، وماذا عن حدود التقدم والسيطرة التي يزعمها رئيس النظام التركي، وغيرها من سلسلة طويلة من الأكاذيب، التي باتت محل سخرية العالم كله، وحتى الداخل التركي الذي يحاول تهدئته بهذه الأكاذيب، بدأت ملامح الغضب تظهر عليه، وخرجت الأصوات لتطرح التساؤل الأوحد، ماذا نفعل في سورية؟!
الحديث عن أعداد الشهداء الذين يتحدث عنهم كذباً الرئيس التركي لا يعني أن المعركة الصعبة القائمة في إدلب اليوم، لم تسل فيها دماء السوريين الطاهرة، ولا يعني أيضاً أن دماء كثيرة أخرى لن تسيل، لكن المعركة «الفصل» كما يصفها «مراقبون»، تحتاج لتقديم الكثير، ورجال الجيش المدعومون بحلفاء أقوياء وثابتين، هم على عهدهم، ويدركون أن «العثماني» الذي أدخل كل هذا الإرهاب إلى بلادهم، لابد لهم من أن يقاتلوه، أما زعمه وكذبه بأن دخوله واحتلاله للأراضي السورية جاء بطلب من السوريين، فالرد عليه سيكون بتطهير الأرض منه ومن جنوده ومرتزقته المحتلين.
حملة التضليل لرئيس النظام التركي توازت مع تواصل المعارك وتصدي الجيش العربي السوري لهجمات شنها جيش الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية المرتبطة به في محيط مدينة سراقب، حيث كبد المهاجمين خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد.
مصدر ميداني في ريف إدلب الشرقي أكد لـ«الوطن»، أن الجيش السوري أفشل الهجمات التي يقودها جيش الاحتلال التركي في محيط مدينة سراقب حتى الآن، وعلى الطريق الدولي المحاذي لها والذي يصل حلب بحماة، وشدد على أن عدد قتلى مرتزقة تركيا من «جبهة النصرة» وغيره من التنظيمات الإرهابية المرتبطة به يفوق أضعافاً مضاعفة عدد شهداء الجيش السوري، الذين سقط معظمهم في استهداف الطائرات المسيّرة والطائرات من دون طيار لجيش الاحتلال التركي.
وأوضح أن وحدات الجيش السوري التحمت بشكل مباشر بالإرهابيين في محيط سراقب وخاضت حرباً شرسة، نجحت من خلالها في احتواء هجماتهم وقتل أعداد كبيرة منهم.
في السياق ذاته، وجّه النظام التركي مرتزقته بزعامة «النصرة» و«الحزب الإسلامي التركستاني» إلى خطوط الاشتباك الجديدة، التي رسمها الجيش السوري بتقدمه في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وفي سهل الغاب الشمالي الغربي غرب حماة، ودارت مساء أمس اشتباكات عنيفة في محيط بلدة كفرعويد وجبال الدقماق الإستراتيجية المطلة على سهل الغاب في الضفة الغربية لجبل الزاوية، استطاع خلالها الجيش السوري تلقين الإرهابيين درساً بالغاً سيعينه على استكمال مهمته التي أوكلت إليه بالوصول إلى الطريق الدولي بين سراقب وجسر الشغور بموجب اتفاق «سوتشي».