مجلة وفاء wafaamagazine
نظم “المركز التربوي للبحوث والإنماء”، لليوم الثاني، لقاء مع مدير التعليم في منظمة “التعاون الدولي والتنمية OECD” أندرياس شلايخر، تحت عنوان: “أهمية ال PISA والتجربة الدولية، دروس ورؤى من أجل لبنان”، مع مديري المدارس والمعلمين والطلاب من المدارس المشاركة في التجربة الميدانية لعام 2020، تخلله تكريم للمتعلمين المتميزين، أصحاب الأداء العالي، وتكريم للمدارس، التي حصلت عل معدل يفوق المعدل العالمي التابع للOECD، التي شاركت في الاختبار عامي 2015 و2018.
حضر اللقاء، الذي أقيم في قاعة المؤتمرات في الجامعة اللبنانية – المدينة الجامعية – الحدت، رئيسة المركز الدكتورة ندى عويجان، رؤساء المكاتب والوحدات ومديرو دور المعلمين والمعلمات والمسؤولون الفنيين، والعاملون في برنامج الS2R2، ومديرو مؤسسات تربوية وهيئات تعليمية.
عويجان
بعد النشيد الوطني، ألقت عويجان كلمة، شكرت فيها “الحضور المميز للدكتور أندرياس شلايخر في المركز التربوي”، كما أثنت على “مقاربته لموضوع الPISA وعلى محاضرته، التي يفصل فيها ماهية اختبار “بيزا”، وما هي الأهداف من خوض هذا الاختبار وكيفية تطوير الأداء، للنجاح والتفوق في هذا المجال”.
وشكرت “المدارس 69 التي تشارك حاليا في المرحلة التجريبية للاختبار 2020″، وأشارت إلى أن “هذا الأمر سيحفزنا للمشاركة بقوة واندفاع في العام المقبل في هذا الاختبار، لتحقيق الهدف التربوي السليم، الذي نسعى إليه، ولإعطاء صورة صحيحة عن قدرات طلابنا، ورفع اسم لبنان عاليا بين الدول، خصوصا وأننا نعلم جيدا طموحات وقدرات طلابنا التي لا حدود لها”.
وهنأت “المدارس ال 57 التي حصلت عل معدل يفوق المعدل العالمي التابع للOECD، في اختبار الPISA في عامي 2015 و 2018، والمدارس التي ساهمت بتحسين أداء طلابها في الاختبار”، كما هنأت “ذوي الطلاب”ن ودعتهم ل”لاعتزاز بأولادهم وبالمدارس على نتائجهم في الاختبار”.
وتوجهت إلى الطلاب قائلة: “نحن فخورون جدا بكم طلابنا الأعزاء، لا سيما وأنكم كنتم من المتفوقين في اختبار “بيزا” من خلال مجهودهم الشخصي، ودعم الهيئة التعليمية في المدارس والأهل كذلك، وأنوه بكم جميعا، ونحن نفتخر بكم، وعليكم أيضا أن تفتخروا بأنفسكم، بأهلكم وبمدارسكم، لأنكم وصلتم إلى مراحل متقدمة في هذا الاختبار”.
وختمت مشددة على “تطوير المناهج التربوية، تماشيا مع التطور العلمي والتكنولوجي في العالم، مع الأخذ في الاعتبار، ما يناسبنا ويناسب حاجات مجتمعنا وعاداتنا وتقاليدنا وسوق العمل، الذي نطمح له، وضمن إطار الانفتاح على العالم، والاستفادة من الخبرات الناجحة”، آملة أن “نستفيد من خبرة الدكتور أندرياس، قدر المستطاع، من خلال المحاضرة، التي سيلقي الضوء فيها، على أهمية خوض تجربة اختبار “بيزا” العالمي”.
أندرياس
واستهل أندرياس محاضرته، مهنئا “الطلاب الذين فازوا في الاختبار”، وقال: “إنكم تمثلون مستقبل لبنان، وأهنئكم على مشاركتكم في اختبار “بيزا” العالمي، الذي يعتبر أحد المؤشرات الأكثر شمولية وموثوقية، لقياس جودة التعليم وفعاليته في مجالات القراءة والرياضيات والعلوم، ويستخدم أيضا كأداة فعالة تستخدمها البلدان لتطوير سياسات التعليم الخاصة بها”.
أضاف: “إن هذا الاختبار يهدف الى تقييم مستوى ونوعية معرفة الطلاب لمحتوى المواد، إضافة الى قدرتهم على تطبيق معرفتهم بشكل خلاق، خاصة في سياقات غير مألوفة، لحل مشكلات عملية محددة، عادة ما يواجهها الطلاب في حياتهم العملية، وقدرتهم على إعادة صياغة ما يقرأونه، وتوسيعه وتحليله، والتفكير مليا وعميقا في معناه ومغزاه، وليس فقط لامتحان ما يتذكرونه من معارف ومعلومات، ويتضمن الاختبار، إضافة إلى مواد القراءة والرياضيات والعلوم، على قسم اجتماعي حول البيئة التعليمية، كما يتم تقييم إضافي للطلاب في مجالات مبتكرة مثل: حل المشكلات بشكل تعاوني (2015)، الكفاءة العالمية (2019) والتفكير النقدي (2021)، ويخضع للاختبار كل 3 سنوات، عينة من الطلاب بعمر 15 سنة، من عدة فصول دراسية ومدارس، من المستويات الأكاديمية والاجتماعية كافة، وقد شارك لبنان مرتين في 2015 و2018، حيث خضع في المرة الثانية 5,614 طالبا من 320 مدرسة رسمية وخاصة، بنسبة 57.2% من المدارس الرسمية، والباقي من المدارس الخاصة”.
وأشار إلى أن “نتائج طلاب لبنان في اختبار PISA للعام 2018، وجاء مركز لبنان من بين 77 دولة مشاركة كما يلي:
– معدل العلامات في القراءة: 353 (المعدل العالمي: 455)، وحل لبنان في المركز 73.
– معدل العلامات في الرياضيات: 393 (المعدل العالمي: 460)، وحل لبنان في المركز 67.
– معدل العلامات في العلوم: 384 (المعدل العالمي: 460)، وحل لبنان في المركز 71″.
وقال: “لا شك أن هذه النتائج ضعيفة، وغير مرضية، خاصة لما تتمتع به المنظومة التربوية في لبنان من تميز وعراقة، وتعود أسباب هذه النتائج جزئيا في الشكل، إلى مدى دقة تمثيل عينة المدارس المشاركة لواقع التربية في لبنان، وإلى عدم التحضير الكافي لما يجب أن يتوقعه الطلاب في هذا الاختبار، وفي المضمون إلى تركيز المناهج الحالية بشكل أساسي على تعميق معرفة الطالب للمادة الدراسية، وبشكل أقل على تزويده بمهارات التفكير النقدي والإبداعي، وحل المشكلات غير المألوفة، بطرق مبتكرة وفعالة، والتحليل المنطقي السليم والتعبير الواضح الدقيق والتطبيق العملي المرن، وهي ما تهدف المناهج الجديدة، التي بدأ المركز التربوي للبحوث والإنماء على تطويرها وتدريب المعلمين على اعتمادها في السنوات المقبلة”.
وختم متوجها إلى الطلاب: “عليكم أن تصقلوا مواهبكم، من خلال المتابعة المكثفة للثقافة والعلوم، والمثابرة في دروسكم، وتوسيع آفاقكم، للوصول إلى تحقيق أهدافكم بتفوق وحرفية والمساهمة، في رفع اسم وطنكم في العالم”.
السبعلي
بدوره، أشار خبير تطوير المناهج في المركز التربوي الدكتور ميلاد السبعلي، إلى أن “المركز التربوي للبحوث والإنماء، يعمل على خطة الاستجابة والتحضير لاختبار PISA، في سياق خطة استراتيجية طموحة، لتطوير المنظومة التربوية في لبنان، تقوم على أسس ثلاثة:
1- تطوير المناهج من خلال التركيز على الكفايات المعاصرة، وتعزيز عقلية النمو، وتنمية مهارات التفكير النقدي والإبداعي، والتعلم الذاتي النشط، والبحث العلمي عند الطالب، وتنويع الأنشطة والفعاليات والمشاريع العملية والتجارب العملية.
2- تدريب المعلمين على الطرائق المعاصرة للتعليم والتعلم والتدريس، والاستخدام الأمثل والفعال للتكنولوجيا التعليمية، وتزويدهم بالموارد والأدوات التعليمية المعاصرة، وإدارة العملية التربوية بكفاءة عالية، لبناء جيل جديد من المبدعين والمبتكرين والمواطنين الصالحين.
3- تطوير البيئة التعليمية وتزويدها بأفضل التجهيزات والتقنيات والبنى التحتية، لتسهيل تطبيق الأساليب والطرائق الحديثة في التربية والتعليم، وتعزيز الأنشطة اللاصفية والمشاريع والخدمات الاجتماعية”.
ولفت إلى أن “المركز التربوي للبحوث والإنماء، إضافة إلى ما سبق، يخطط لتطبيق هذه الخطة الوطنية، بشكل تدريجي لمدة عشر سنوات، حيث سيتم تطوير المناهج خلال السنوات الثلاثة القادمة، تليها مرحلة تطبيقها في المدارس وتدريب المعلمين وتجهيز المدارس وتطوير البيئة التعليمية، لمدة خمس إلى سبع سنوات، بالتوازي مع الخطة الوطنية لاختبار PISA”.
وختم “تجدر الإشارة إلى أن الارتقاء بالمنظومة التربوية في لبنان، يجب أن يكون هدفا وطنيا استراتيجيا للجميع، ولا يمكن تحقيقه إلا بمشاركة فعالة ونشطة ومبادرة، من كل عناصر المنظومة التربوية”.
وختاما، وزعت الدروع التقديرية للمدارس المتفوقة وللطلاب المتميزين، والتقطت الصور التذكارية.