مجلة وفاء wafaamagazine
لمناسبة يوم المرأة العالمي كتبت الناشطة الإجتماعية الاستاذة مهى جعفر عبر وسائل التواصل الإجتماعي قائلة :
في يومك المعطّر بعبق الورد وطعم الخبز، أقدّم لك تحايا مخلّدة من يوم أنجبت بلا دنس، وشققت الأرض تنبتين زمزم إلى يوم اكتشفتِ اليورانيوم، وكنتِ سفيرتنا إلى النّجوم… إلى يومنا هذا…
سيّدتي،
أنت “أنثى”، اجتمعت فيك كلّ صفات الحياة وأسرار اسْتمراريّتها.
فلا تطلبي حقًّا هو لك من أحد، فالحقّ يا سيّدتي إثبات وجود وهو يُؤخذ ولا يُعطى…
ثوري على كلّ أساليب التنميط الجنسيّ والتّعنيف والقهر…
سيّدتي،
آمني بنفسك وبالمرأة عمومًا كي تأخدي حقوقك، ولا ترضي بأنصاف الحلول….
أيّة حقوق أعطوكِ وأنت محرومة من حضانة أولادك ومن إعطائهم جنسيّتك؟
أين التحرّر في دفعك بثقافتهم وشرائعهم لتكوني نموذجًا جنسيًّا ثمّ يقولون لك أنت عورة؟
أين العدالة وأنت مقيّدة ب “كوتا” نسائيّة؟ وإن كنت ذكية وناجحة وتابثة رُميتِ بالاسترجال، أما إنّ كنتِ جميلة ومغرية اشتهوكِ حتّى الموت واتّهموكِ بالانفلات…
محرومة أنت من التّعبير: فالجرأة حرام، والإبداع حرام، والرّغبة حرام….
سيّدتي،
كوني أنتِ: رقيقة، جميلة، شغوفًا، حنونًا، ناجحة، ثابتة، حرّة، جريئة…
أحبّي نفسك فهي أوّل ما يستحقّ المحبّة والاهتمام، واعلمي أنّ فاقد الشيء لا يعطيه…
إبقي طفلةً في جسد أنثى، وأحسني إمساك أطراف الثبات والنّجاح من الرّزانة، والإصرار، والثّقافة، واحترام الجسد والنفس… ولا تسوّقي لنفسك بجسدك، بل اجعلي من يراكِ يستشعر قوّتك من مجرّد هالة وجودك، وارسمي له أنت حدوده التي تريدين…
لا تقبلي أن ينعتوك ب”أخت الرّجال” أو تساوين “ألف رجل”، فأنت تساوين نفسك وهذا النعت ينتقص من قدرك: من قال أن الرّجل مقياس الكمال لك؟
لا تسقي أحدًا من دمعك ملحًا ولا سكّر…
أنت متفوّقة : أمّ،عاملة،مربية، زوجة، حبيبة، صديقة، ابنة، مفكّرة… تتقنين الجمع بين أطراف المجد بلا صعوبة تُذكر… افتخري بكونك امرأة…
سيّدتي
أيتها الجميلة بلا قيود ولا قوانين تكمّم كيانك… أنتِ قدسيّةٌ… الغد أنت تلوّنينه، فاختاري ألوانك بعناية، لأنها سترسم خاطة حياة النساء والرّجال من بعدك… وتظهر ملامح المجتمع وتشكّل حضارته….
كلّ عامٍ وأنت أيّامه بتفاصيلها…. كلّ عامٍ وأنت كل الخير…