مجلة وفاء wafaamagazine
احتفل القطاع التربوي في تيار الكرامة بعيد المعلم برعاية رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي، في دارته في طرابلس، وحضره مديرو مؤسسات تربوية واساتذة التعليم الأساسي والمهني في القطاع التربوي في التيار.
عيد
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني ودقيقة صمت والفاتحة عن روح الرئيس الراحل عمر كرامي والمربية أمل فخرالدين. ثم تحدث المربي حسام عيد عن “أهمية دور المعلم في بناء الوطن”، لافتا الى “معاناة المعلم مع الأزمات التي تفتك بالبلد”.
شعراني
ثم تحدث مسؤول القطاع التربوي في تيار الكرامة ماهر شعراني، مهنئا “المعلمين والمعلمات في عيدهم”، شاكرا لـ”البيت الكرامي حرصه على القطاع التعليمي منذ الاستقلال حتى يومنا هذا”.
خليل
وكانت كلمة لمسؤول قطاع التعليم المهني في التيار الدكتور خليل خليل، مؤكدا ان ” البيت الكرامي لم يتورط يوما بشبهة أو بفساد”، وقال: “رغم أزمة الكورونا وكل الأزمات الأخرى إلا ان الأمل موجود بالله وبجهود فيصل كرامي الحريص دوما على رعاية حقوق الناس والمعلمين ولعب دوره الرقابي في البرلمان للحفاظ على حقوق الناس”.
وطالب بـ”رفع الظلم عن قطاع التعليم والمتعاقدين والعمل على تثبيتهم، ودفع مستحقاتهم، وإدخالهم الى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي”.
كرامي
كلمة الختام، كانت لراعي الاحتفال الذي توجه الى المعلمين والمعلمات بالتهنئة في عيدهم وقال: “الرفيقات والرفاق في قطاعي التعليم التربوي والمهني في تيار الكرامة، نحتفل اليوم معا بعيد المعلم، وهو عيد رمزي لتكريم هذه المهنة النبيلة. والمفترض ان يكون عيدا للتأكيد على أهمية الرسالة التربوية التي يحملها نساء ورجال يشكلون مدماكا أساسيا في بناء الأجيال وصون الاوطان وترسيخ القيم الاخلاقية. ونحن في تيار الكرامة من المؤمنين بأن مستقبل الوطن يبنى في المدارس والجامعات والمؤسسات التربوية، وعلى هذا الأساس اولينا قطاع التربية والتعليم مكانة بارزة واهتماما اساسيا، وأردنا على الدوام ان تكون علاقتنا بهذا القطاع علاقة وثيقة بل حميمة والفضل في ذلك يعود للست ام خالد السيدة مريم عمر كرامي، التي اختارت ان تمنح الوقت والجهد للاشراف على شؤون التربية والتعليم في التيار بكثير من التسامي. من الطبيعي ان اقول لكم في هذه المناسبة كل عام وانتم بخير، ولكن من المنطقي والواقعي ايضا ان نعترف جميعنا بأن لا شيء يمكن ان يكون بخير طالما ان الوطن ليس كذلك”.
أضاف: “فعليا، أيها الرفيقات والرفاق، تحول عيد المعلم في لبنان الى عيد التضحية والمعاناة، وفعليا فإن العيد الحقيقي للمعلم في هذا الوطن يكتمل شكلا ومضمونا حين تأخذ هذه المهنة مكانتها التي تستحقها في بنية الادارة اللبنانية.
المعلم في لبنان اليوم، وفي كل مراحل التعليم، يتحمل وزر سياسات مجحفة والأدق وكما وصفها رئيس الحكومة في الامس القريب هي سياسات فاجرة دفعت بالمعلمين الى الشارع للمطالبة بأدنى حقوقهم المكتسبة وبرفع الظلم اللاحق بهم، سواء كانوا في التعاقد او في الملاك، وهو ما يجعل العملية التربوية كلها في لبنان موضع اعادة نظر اذا كنا فعلا نسعى الى بناء دولة ومجمتع واجيال جديدة تصون هذه الدولة وهذا المجتمع. كل عام وانتم صابرون ومناضلون ومحافظون على رسالتكم التربوية والوطنية”.
وتابع: “كل ما يجري اليوم كنا قد حذرنا منه في السابق وما لحق بقطاع التعليم لحق بكل القطاعات الأخرى الأساسية التي كانت تبني البلد. وثروة لبنان الحقيقية ليست في المياه ولا في النفط ولا في البيئة ولا في التاريخ، ثروة لبنان الحقيقية هي في العلم وهذا ما علمنا إياه ديننا وهذا ما علمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم، وقد تم ضرب أسس القطاع التعليمي كما ضربت كل القطاعات الأخرى وتم حرمان من هو مستحق على حساب من هو مستزلم وحرم المثقف والمتعلم والذي يعمل على حساب من يريد أو من يجب ان ينتخب هذا أو ذاك”.
واكد اننا “أمام مرحلة جديدة في لبنان، علينا ان نتعاون من اجل نصرة المظلوم وأنتم القطاع الأكثر ظلما في لبنان. لذلك نحن سنكون معكم وبجانبكم، ووضع الدولة اللبنانية صعب جدا وهذا سبب التأخير في دفع المستحقات، لذلك علينا بقليل من الصبر والتعاون والتواصل مع من نثق انه يستحق ثقتنا”.
وتطرق الى فيروس كورونا، فقال: “الموضوع الآخر هو موضوع مستجد على الساحة المحلية والإقليمية والدولية ويحتل الجزء الأكبر من حديث الناس، وهو موضوع جدي ولكن للأسف لا يتم التعامل معه بشكل جدي، وهو موضوع الكورونا. وأنا من هنا أعلن لكم ان هذا الاحتفال سيكون الأخير حتى إشعار آخر والوصول إلى نتيجة إيجابية بموضوع الكورونا. ما يعنيكم ويعنينا هو موضوع إغلاق المدارس، وهو تدبير احترازي، ولكن ما يجب ان نعرفه هو ما نوعية هذا المرض الذي يفتك بالناس واليوم نسمع بزيادة عدد المصابين به في لبنان، ولكن أصبح هناك الكثير من الخبراء الذين يظهرون ليعطونا نظريات دون ان نعلم ما هو اختصاصهم وخلفيتهم الثقافية. وهذه الظاهرة شهدناها سابقا في أزمة النفايات والكل اصبحوا خبراء، وكذلك الأمر بموضوع أزمة الدولار والاقتصاد وغيرها. وهم يتحفونا كل يوم بنظرية جديدة، لذلك على الدولة اللبنانية ان تحسم هذا النقاش، وعلى وزير الصحة ان يحدد هل هذا وباء او ليس وباء. هل هو شديد الخطورة أم لا! وما هي المحاذير التي يجب ان نتبعها! كلنا مع أي تدبير يحمينا ويحمي اولادنا، ولكن أين الأولاد! خارج البيوت يلعبون ويلهون. في البلاد التي يفتك بها الكورونا نلاحظ إخلاء تاما لمدن وشوارع، لذلك لا يمكننا إغلاق المدارس وترك الأولاد يلعبون وتركنا أيضا نعيش حياتنا دون وقاية. يجب ان يكون هناك ارشادات واضحة لنحمي أنفسنا. والى متى ستبقى المدارس مغلقة! ان بقي الفيروس للعام الدراسي المقبل، هل نقفل المدارس كل العمر؟ نقفل المؤسسات؟ نعلم اولادنا عبر التطبيقات الإلكترونية؟ وكيف ندفع الاقساط! إلكترونيا ايضا؟ لذلك نتمنى من الناس وقف النظريات بهذا الأمر، فالناس ليسوا لعبة بيد أحد”.
أضاف: “الاخطر من فيروس الكورونا في وطننا المنكوب هو فيروس انعدام المسؤولية الذي بدأت عوارضه تظهر للعلن لدى منظومة متكاملة لها سياسيوها ومنظروها واعلاميوها ولها ايضا جمهورها وكلها تشتغل على فكرة واحدة وهي التشكيك بقدرة الحكومة على تحقيق الانجازات الانقاذية بل ووصل الامر ببعض السياسيين والمنظرين الى اعتبار خطوة رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب بتعليق دفع الاموال المستحقة للدائنين الخارجيين والداخليين عبر سندات اليوروبوندز بأنها اعلان عن افلاس لبنان. العجيب هو ان الكثير من المطالبين بإجراءت ثورية وإنقاذية جذرية من بينها إعادة هيكلة الدين العام للدولة اللبنانية “يتفاصحون” اليوم ضد قرار الحكومة وضد القرار الشجاع الذي اتخذه رئيسها.
وقال: “انا شخصيا لست متفاجئا، فأنا اعرف حجم جمهورية الفساد المتنامي في لبنان واعرف ان لهذه الجمهورية دولتها الخفية وجمهورها الخفي ومصارفها واعلامها وحتى يمكن القول ان كل هؤلاء سوف يبذلون كل ما بوسعهم لإفشال قرار الحكومة وللدفاع عن الدائنين ولكن لا بأس، فإن الاقنعة بدأت بالسقوط والحقائق بدأت تنكشف وبوسعنا اليوم ان نراقب التصريحات والتعليقات والتغريدات ونحدد فعليا من هم المتضررون من محاربة الفساد ومن اعادة هيكلة الدين العام ومن قرار الحكومة الاخير بتعليق دفع سندات اليوروبوندز”.
وإذ لفت الى أن “المنظرين يدعون ظلما وزورا بأن كلمة الرئيس دياب كانت كلمة انشائية”، قال: “أنا سأصارحكم لماذا هم يعتمدون هذا التوصيف اي اتهام الرجل بأنه يقول كلاما انشائيا. لقد اشار الرئيس دياب وبوضوح وبكلمات واضحة ودقيقة في كلمته بأن النموذج الاقتصادي المعتمد في لبنان منذ 30 سنة قد وصل الى حائط مسدود وانه النموذج المسؤول عن النهج التدميري للوضع المالي اللبناني. هذا ليس انشاء، هذا كلام خطير وحقيقي. وهناك امر آخر ألفت نظركم اليه، لقد أشار الرئيس ايضا بكلام دقيق وواضح لا يحتمل التأويل بأن الحكومة بصدد إعادة النظر واتخاذ الاجراءات اللازمة التي تحاول اعادة الامور الى نصابها الحقيقي والواقعي والذي حدد بشكل واضح ان لبنان ليس بحاجة الى قطاع مصرفي يمتلك 4 اضعاف قدرات الدولة المالية، وهذا ايضا كلام خطير وجريء وهو ايضا لن يمر بسهولة، وسيستنفر المتضررون للدفاع عن مصالحهم وعن فسادهم وعن مصارفهم بكل الوسائل”.
واردف: “اشار الرئيس دياب بكلمته وايضا بكثير من الوضوح والدقة الى ان الخطط الحكومية تسعى الى انتقال طبيعي ولكن سريع من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد المنتج ولا تتوقعوا ان يمر هذا الكلام مرور الكرام، فالذين يغتنون ويثرون منذ 30 سنة بواسطة الاقتصاد الريعي وبواسطة الهندسات المالية المريبة وبواسطة سياسة المديونية العامة والفوائد المهولة التي دمرت مالية لبنان، كل هؤلاء لن يتخلوا عن مكتسابتهم بسهولة”.
وتابع : “أريد أن أضيف على ما قاله الرئيس دياب في كلمته حينما قال إن الفساد بدأ خجولا ثم أصبح جريئا ثم وقحا ففاجرا، أضيف أن الفساد أصبح نظاما كاملا له حراسه وقوانينه التي ترعاه. اصبح نظام لبنان، للأسف”.
ورأى ان “قرار الحكومة الأخير هو قرار شجاع لكنه قرار عادي اعتمدته دول كثيرة في العالم، هو قرار ليست له اي تطورات دراماتيكية بالمعنى الجدي، اذ ان الحكومة ستشرع للبدء بمفاوضات مع الجهات الدائنة الداخلية والخارجية لإعادة وضع هيكيلية جديدة لهذه الديون، وهو امر ايضا عادي واتبعته العديد من الدول”.
وقال: “ان الجهات الخارجية لم تتحمس كما تحمس بعض اللبنانيون ضد دياب وحكومته، وفهمكم كفاية. ان ما يحصل اليوم من هجمة شعواء على الحكومة انما يتعلق بالمواضيع الثلاث التي اشرت اليها، اي اعلانه فشل النموذج الاقتصادي المتبع في لبنان منذ 30 سنة، والامر الثاني هو اعلانه ان تضخم القطاع المصرفي ليس ضروريا وليس امرا منطقيا في اقتصاد الدولة اللبنانية، والامر الثالث هو اعلانه ان الحكومة بصدد اجراءات تعيد الاعتبار الى الصناعة والزراعة والسياحة واقتصاد المعرفة والتربية الى جانب قطاعات اخرى. وفي هذا السياق فإن الحكومة من حيث تدري او لا تدري، وانا اعتقد انها تدري جيدا ماذا تفعل، قد أعلنت الحرب على منظومة الفساد وهي حرب هادئة وعاقلة ومنطقية وهو ما أثار حفيظة المنظومة الفاسدة. من هنا يتوجب علينا نحن المتضررين من كل هذه السياسات الخاطئة، وانا اسميها خاطئة احتشاما لا اكثر، لأنها ليست خاطئة بل متعمدة، بل هي سياسات كما وصفها الرئيس دياب فاجرة، من هنا يتوجب علينا دعم الحكومة والوقوف الى جانبها في هذه الخطوات الجريئة والشجاعة وهو ما سنفعله بكل قدراتنا وهو ما يجب ان يعيه اللبنانيون جميعا لأنه جوهر الانتفاضة الشعبية الحقيقية”.
واعتبر أنه “من الغريب ايضا ان تتعرض هذه الحكومة لكل هذا الهجوم وهي تتخذ اجراءات ثورية نوعية في حين ان احدا لم يتحرك ضد المسؤولين الحقيقيين عبر السنوات المتعاقبة والذين اوصلوا البلد الى الهاوية”، قائلا: “هناك علامة استفهام حول كل ما يجري، والغريب ان الناس تتظاهر وتنتقد من يصلح ومن يصحح ما وصل اليه البلد ولا ينتقدون من اوصلنا الى هذه الحال! واقول اكثر انه من الغريب مع انني اعلم ان لا شيء غريب في هذا البلد، وان مسيرة الانقاذ صعبة لكنها وبعون الله قد انطلقت وهي لن تتوقف”.
وختم كرامي: “بقي أن أقول لكم ان موقعنا الحقيقي والدائم كان الى جانب الناس، والى جانب الحق. نحن تيار يؤمن بدولة القانون والمؤسسات. وأقول هنا ان دوركم في مؤسساتنا التربوية وفي كل المؤسسات التربوية التي تعملون بها هو الدفاع عن الحق، وهو الحرص على بناء الاجيال الواعية والقادرة على بناء الدولة التي يتسحقها اللبنانيون، دولة العدالة ودولة القانون والمؤسسات”.
مجددا اقول لكم كل عام وانتم بخير، كل عام وانتم اهل للرسالة التي تتصدون لها. كل عام وانتم مناضلون في سبيل لبنان الذي تشتهيه الاجيال الجديدة. وافتخروا بأنكم تنتمون الى تيار الكرامة الذي ينتهج الاستقامة في ممارسة العمل السياسي والديني والانمائي على مدى اكثر من 100سنة، وبأن هذا التيار من انزه وانظف التيارات السياسية في لبنان”.
بعد ذلك، تسلم كرامي هدية رمزية من المعلمين، وتم قطع قالب الحلوى واقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.