الخميس 23 أيار 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
أعادت معلومات نشرتها وسائل الإعلام الأميركية حول خطة لدى البنتاغون، طلبها مجلس الأمن القومي، لتعزيز القوات الأميركية في المنطقة، التوترَ إلى مستويات مرتفعة، في وقت لم تغب فيه رسائل الجهوزية المقابلة الصادرة من إيرانفي مؤشر جديد على نية واشنطن إبقاء التصعيد مع إيران عند مستويات مرتفعة، نقلت وسائل إعلام أميركية على نحو شبه متزامن معلومات عن نية البيت الأبيض دراسة خطة يعكف عليها البنتاغون لإرسال تعزيزات كبيرة إلى المنطقة. ونقلت شبكة «سي أن أن» الأميركية عن ثلاثة مسؤولين أن وزارة الدفاع بصدد «إعداد خطة عاجلة لإرسال آلاف الجنود الإضافيين إلى منطقة الشرق الأوسط»، سيطلع عليها اليوم (الخميس) مسؤولون رفيعو المستوى في مجلس الأمن القومي، من دون تحديد هل سيحضر الرئيس دونالد ترامب الاجتماع. وقالت المصادر إن واشنطن قد ترسل عدداً من الجنود «كإجراء رادع (لإيران)، ثم تعزز وجودها العسكري في المنطقة بباقي القوات، في حال اقتراب الضربة العسكرية»، مضيفة أن الخطة تشمل «إرسال صواريخ باليستية، ومنظومات دفاعية، وصواريخ توماهوك على غواصات وسفن، إضافة إلى القدرات العسكرية الأرضية من أجل ضرب أهداف بعيدة المدى، ولم يتم تحديد هذه الأسلحة بعد». كذلك، أعادت وكالة «رويترز» تأكيد هذه الأنباء، ناقلة عن مسؤولين أميركيين أن العدد الذي يدرس البنتاغون إرساله هو خمسة آلاف جندي.
بموازاة ذلك، تتزايد الأصوات في الولايات المتحدة المحذرة من استغلال التوتر القائم مع إيران من جناح في الإدارة «يسعى إلى إشعال الحرب». وفي هذا الصدد، عقد العضوان في مجلس النواب، الديمقراطية باربرا لي، والجمهوري توماس ماسي، مع أعضاء آخرين، مؤتمراً صحافياً داخل الكونغرس دعوا فيه إلى إلغاء قانون التفويض باستخدام القوة العسكرية المقر في 2001 عقب هجمات 11 أيلول، الذي يستخدمه الرؤساء كمبرر للهجمات العسكرية منذ 18 عاماً. وعبّر المشرعون عن مخاوف لديهم من أن يصدر ترامب أمراً بمهاجمة طهران. يأتي ذلك بعد أن أقرت لجنة فرعية في مجلس النواب أول من أمس تعديلاً على مشروع قانون الإنفاق الدفاعي، ما من شأنه إلغاء قانون التفويض باستخدام القوة.
ثمة مساعٍ في الكونغرس لإلغاء تفويض الرئيس بالعمليات العسكرية
وفي وقت رُصدت فيه زيارة للقائم بأعمال السفير الأميركي لدى بغداد جوي هود، إلى مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، أمس، عقب مبادرة رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، للوساطة بين طهران وواشنطن، أوضح مكتب الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أن «وساطة عدد من الدول لا تعني التفاوض مع واشنطن».
في المقابل، نقلت وسائل الإعلام الإيرانية أن «الجيش أرسل قطعاً من الأسطول البحري رقم 62، مكون من المدمرة بايندر والبارجة بوشهر والبارجة لاوان»، على أن تقوم بعد انتشارها في المياه الدولية خلال الأيام المقبلة بـ«مهمات بحرية ودوريات تفقد أمنية والتصدي للقرصنة فضلاً عن المشاركة في تدريبات على الإغاثة مع البحرية العمانية». رغم ذلك، يوحي هذا الإعلان برسائل جهوزية عالية تحسباً للتطورات، فقد ترافق مع تصريحات لنائب قائد الحرس الثوري، علي فدوي، أكد فيها أن «كل شيء في شمال مضيق هرمز تحت سيطرتنا»، لافتاً إلى أن تحركات «السفن الحربية الأميركية في المنطقة تحت السيطرة الكاملة للجيش الإيراني والحرس الثوري».
وفي السياق نفسه، عقد المرشد الإيراني، علي خامنئي، لقاء بطلاب جامعيين لمناقشة الأوضاع العامة في البلاد. خامنئي جدد انتقاده للاتفاق النووي قائلاً إنه «لم يكن مقتنعاً كثیراً بالصورة التي تم فیها تحقیق الاتفاق… قلت هذا الأمر لرئیس الجمهوریة ووزیر الخارجیة مراراً ونبهتهم إلى الكثیر من الحالات». وفي ما بدت رسالة رمزية في ظل التوتر القائم، ظهر أثناء اللقاء إهداء طالب صورة لنادر مهدوي رفعت إلى جانب خامنئي، ومهدوي هو أحد الذين قضوا في الثمانينيات أثناء مهاجمة بارجة أميركية في الخليج.
(رويترز، الأناضول)