مجلة وفاء wafaamagazine
أمين أبوراشد
“ليس بإمكان أحد أن ينتصر على وباء الكورونا إلَّا بالتكافل الإجتماعي.. وخطَّة حزب الله تعمل وفقاً لإجراءات تنسجم مع سياسات وزارة الصحة وتدابير الحكومة والدولة اللبنانية”.
بعض مما ورد في إعلان حزب الله بعض تفاصيل خطته لمواجهة كورونا، عبر رئيس المجلس التنفيذي السيد هاشم صفي الدين، في مقابلة له على شاشة قناة المنار مساء الأربعاء، وكما كل الخطط الميدانية الواقعية، أعلن السيد صفي الدين، أن الحزب وضع في خطَّته أسوأ السيناريوهات، وجهَّز لمواجهتها كل الإمكانات والقدرات المُتاحة، ومن ضمنها عديد صحِّي ولوجستي من 24500 شخص، للتعاون مع الأجهزة الرسمية والأهلية والبلدية على الأرض، وتأهيل مراكز إستيعاب، واستئجار مستشفيات خاصة لإستخدامها عند الحاجة، بما فيها 32 مركزاً مؤهلاً لإستقبال حالات الكورونا على امتداد الأراضي اللبنانية، مع شمول الخطة خدمة اللبنانيين في بلدان الإغتراب لمساعدتهم وفق الإمكانات المُتاحة، وتخصيص مبلغ ثلاثة مليارات ونصف المليار ليرة لبنانية لمواجهة ما يعتبره الحزب عملاً لوجه الله، الهدف منه الحدّ من انتشار الوباء.
وإذا كان اللبنانيون قد اختلفت وجهات نظرهم في السابق حتى في تصنيف الصديق والعدوّ، فإن الإجماع التلقائي على مواجهة الكورونا كعدوّ للإنسانية جمعاء، فرصة وإن كانت مؤلمة، تجمع بين من أصابهم الوباء، سواء على المستوى الصحي أو الإجتماعي أو الإقتصادي، ولو أن الحجر المنزلي باعد بين الأحبة والأقارب والأهل وزملاء الدراسة والعمل، في أكبر محنة يواجهها العالم، وتفاوتت خلالها مستويات المواجهة بين دولةٍ وأخرى، لكن الثابت، أن التنظيم المُجتمعي الواعي والمسؤول هو الكفيل بمنع انتشار الوباء وحصر مخاطره.
قام حزب الله بما هو مطلوب، وبدأ تطبيق ما هو مدروس: تعبئة، تنظيم، تدريب، ووضع إمكاناته بتصرُّف وزارة الصحة والحكومة، وهذه هو التفاعل المجتمعي الواجب الوجود في أخطر مرحلة يواجهها لبنان منذ العام 1914، مع فارقٍ كبير، أن مجتمعنا الحرّ اليوم، يمتلك قدرات علمية وعملية وروح مسؤولة يجب تعميمها لتفعيل طاقات كل الشرائح الشعبية، وتنظيمها لتشكيل جبهة مواجهة لهذا الوباء القاتل، ولو أن أفضل وسائل هذه المواجهة التزام المنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة والواجب.
يبقى علينا كلبنانيين، الإيمان بالله وبأنفسنا وبقدراتنا على النصر، وهذا الوباء كبيرة مخاطره، لدرجة أن دولاً كبرى عجِزَت عن مواجهته، ربما لأنها فشِلَت في التنظيم المجتمعي واعتماد العزل المنزلي حيث يجِب، والنزول الى الأرض للمكافحة العلمية حيث يجِب، وعسى أن تكون من إيجابيات هذا الوباء، أنه قد يُلغي بعد انحساره، عقلية الإستكبار التي تحملها بعض الأنظمة الحاكمة، المُقنَّعة بهالةٍ من الهيبة المُبالغ بها، هذه الهالة التي بَدَت كرتونية بمواجهة هذا الفايروس.
نعم لمواجهة كل الأوبئة التني تُهدِّد الإنسانية، وإذا كان الكورونا وباءً طارئاً، فهو الى انحسارٍ ولو بعد حين، كما كل الأوبئة التي اجتاحت العالم عبر التاريخ، لكن أيادي العدوان التي فرملت تحركات جيوشها خوفاً عليها من الكورونا، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن، تُحرِّكها أوبئة أخلاقية أخطر من كل جراثيم الأرض وهي ملعونة ملعونة في كل شرائع السماء، ومواجهتها واجبة على كل الأحرار من أهل الأرض…
موقع المنار