مجلة وفاء wafaamagazine
في المعركة مع “العدو الفيروسي – كورونا”، لا تبدو المواجهة سهلة، ولا وشيكة النهاية. بل إن وقائع الانتشار بين الدول، وخطورته تفرض على المجتمعات أعلى درجات الاستعداد والاستنفار. إنها معركة عالمية نوعية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وبالتالي تتطلب أسلحة نوعية دقيقة للتصدي ثم الانتصار.
السلاح هنا هو: القطاع الصحي، القطاع الطبي، المختبرات، الاجراءات الوقائية، وصولاً إلى النظام الاستشفائي، أي المستشفيات وجهوزيتها، مع الكوادر الطبية واللوازم الاستشفائية، وهو ما افتقدته كبرى دول العالم، حتى بدت عاجزة أمام استقبال المرضى، وعزلهم، ومعالجتهم، ومتابعتهم صحياً، ايطاليا ثم اسبانيا وبعض والولايات الأميركية نموذج لما نقول.
فماذا عن مستشفيات لبنان؟ كيف تتحضر ونحن على أبواب المرحلة الأخطر من انتشار الوباء؟ وما هو الدور الذي تقدمه خطة “حزب الله” في هذا الاطار؟ للاجابة على هذه الأسئلة أجرى موقع “العهد” الإخباري مقابلة خاصة مع مدير عام مستشفى الرسول الأعظم (ص) ورئيس مجلس ادارة مستشفى السان جورج الدكتور محمد بشير.
* قدرة مستشفيات لبنان الاستيعابية مقبولة
ما يقارب الأربعين يوماً على المواجهة مع “كورونا”، وما تزال مستشفى رفيق الحريري الجامعي تستقبل حالات مصابين بالفيروس اضافة الى مستشفيات خاصة أخرى. نحو 6550 شخصاً خضع لفحص كورونا، سجل منهم 446 مصاباً (حتى نهار الإثنين 31/03/2020). أمام هذه الأرقام، يقول د. بشير لموقعنا “حتى الآن القدرة الاستيعابية للمستشفيات مقبولة، على الرغم من أنه في بداية الانتشار كان هناك ضغط كبير على المستشفيات، بعد تدفق الناس اليها لإجراء فحوصات كورونا بناء على تشخصيات غير دقيقة، أما اليوم، وبعد تثبيت عدد من الإجراءات الوقائية والصحية والطبية، فإنه يمكن القول إن قدرتنا الاستشفائية مقبولة لناحية استقبال المرضى، وفحصهم، وعزلهم، ومعالجتهم”.
* مستشفى السان جورج أصبح جاهزاً لاستقبال حالات كورونا
اذاً، تستنفر المستشفيات في لبنان لتكون على مستوى الحدث، يعتبر د. بشير أنه “عملياً، يمكن تصنيف مستشفى الحريري الجامعي، الأكثر جهوزية من بين كل المستشفيات الحكومية، التي يُعمل على تجهيزها في اطار الخطة الاستشفائية لوزارة الصحة”.
أما على مستوى المستشفيات الخاصة، والتي تتحضر لمساعدة المستشفيات الحكومية في حال تطورت أرقام الانتشار، فيؤكد مدير عام مستشفى الرسول الأعظم (ص) لموقعنا “إننا في مستشفى الرسول والسان جورج، بدأنا بنفس التوقيت باتخاذ اجراءات صحية ووقائية، كاستقبال بعض الحالات المشكوك باصابتها، وعزلها وتحويلها بطريقة صحية آمنة إلى المستشفى الحكومي المعتمد – رفيق الحريري الحكومي- بالتوازي نحن استحدثنا غرفًا، وفرقًا طبية، ومعدات ولوازم، وهو ما ساهم ويساهم في تخفيف الضغط عن المستشفى الحكومي، ويضعنا على سكة المواجهة مع الفيروس لحماية مجتمعنا”.
لا يخفي د. بشير تهيّبه من مشهد المستشفيات في بعض الدول “كايطاليا، اسبانيا، وولاية نيويورك الأميركية، كيف انهار هناك النظام الصحي، بعدما عجزت المستشفيات عن استقبال المصابين” لذلك، كان لا بد من بناء منظومة تعاون وتكامل ما في النظام الاستشفائي في لبنان، فكانت الفكرة التي وردت في خطة حزب الله، لناحية “الوقوف إلى جانب أهلنا ومجتمعنا، ومساندة النظام الصحي الحكومي، حيث اتخذ القرار بتجهيز مستشفى السان جورج بأكمله وتحويله إلى مستشفى خاص بمصابي كورونا، في حال عجزت المستشفيات الحكومية عن استيعاب الانتشار الكبير، حالما يقع”.
ويعلن د. بشير في مقابلته مع موقع “العهد” أن “مستشفى السان جورج الآن أصبح جاهزا ضمن خطة لاستقبال 70 مصاباً بكورونا مع قدرته على استيعاب 12 من المرضى الذين يحتاجون إلى جهاز تنفس اصطناعي”.
هذا الإنجاز ليس عادياً، من يعمل بالقطاع الصحي والاستشفائي يعلم ماذا يتطلب من تجهيز وتحديث وتعديل وفرق طبية ولوازم ومعدات “كل هذه الاجراءات عملنا عليها، المستشفى أنجز كل الاجراءات الخاصة ليصبح مستشفى كاملا وليس قسما منه، لمرضى كورونا، يراعي اليات العلاج وطرق الوقاية من الانتشار” يؤكد د. بشير، مشيراً إلى إنجاز حتى الترتيبات المتعلقة بطريقة الدخول والخروج والاليات الإدارية واللوجستية في طوابق المستشفى.
يقول د. بشير المقابلة لموقع “العهد” مستندا إلى كلام الامين العام “لحزب الله السيد حسن نصر الله”، إن “المعركة مع كورونا تبدو طويلة، وعمرها لن يكون أياما أو اسابيع، لذلك الارقام الجيدة للمصابين، وقدرة المستشفيات المقبولة، لا يجب أن تدفعنا إلى الاسترخاء، أو التفلت من الضوابط الصحية والطبية”. لذلك، “كانت ركيزة خطة حزب الله قاعدتين: المصابين، والمستشفيات، وهو ما أنجز بشكل سريع واستباقي ووقائي، لناحية:
1 – المراكز التي أنشئت في المناطق، والتي من شأنها أن تخفف الكثير من الضغط على المستشفيات.
2 – تجهيز كامل مستشفى السان جورج وتخصيصه للمصابين بكورونا، ومساهمة مستشفى الرسول (ص) في الكشف على المصابين وفحصهم، وتحويلهم الى الجهات الصحية المعنية، خصوصا أن مستشفى الرسول مجهز بأهم أجهزة الكشف الصحية”، يختم د.بشير.