مجلة وفاء wafaamagazine
اعتبر عضو كتلة “الوسط المستقل”، النائب الدكتور علي درويش، أنّ تجربة التعليم عن بعد بشكلها العام والطبيعي هي أمر متقدّم في مجال التربية، وفي لبنان أتت هذه التجربة بشكل مفاجئ وقسري وبدون أي تحضير إن كان في البنى التحتية أو القدرات”.
وقال درويش في خلال حوار أجراه معه مسؤول “لجنة طلاب 2020″، عمر الحداد، حول ملف الطلاب والدراسة عن بعد: “رأى الطلاب والأساتذة وحتى أهالي الطلاب أنفسهم أمام صعوبات عديدة منها:
1- عدم وجود عدد هواتف ذكية متطورة وكافية في البيت الواحد وخاصة إذا وجد في هذا البيت عدة تلاميذ.
2- إن خدمة الإنترنت في لبنان لا تزال غير متطورة من حيث السرعة لإستخدامها في هذا المجال وخاصة في الريف.
3- عدم وجود برامج تعليمية “softwares” متخصصة لتسهيل عملية التواصل بين الطرفين وخاصة بالموادة العلمية التي يستعمل فيها الرموز.
4- إن اللجوء لعرض فيديوهات تعليمية على اليوتيوب أو على شاشة التلفزيون لهو أمر جيد ولكنه غير كاف لأنه يقتصر على السرد دون تفاعل بين المعلم والمتلقي وكذلك بالنسبة للعامل الزمني.
5- إن شرح أي درس على شاشة التلفزيون بمستوى معين قد يظلم بعض الطلاب نظراً لوجود تباين بالمستوى العلمي أو اللغة الأجنبية بين الطلاب”.
وأضاف: “لهذه الأسباب أقول إن التعليم عن بعد أتى اليوم لإبقاء الطالب بالجو الدراسي وليس كبديل عن التعليم الصفي”، معتبراً أنّ “إجراء إمتحانات لطلاب الشهادات الرسمية يتطلب تحضيراً جيداً للطلاب وخاصة أن مستوى شهادة البكالوريا اللبنانية مشهود له عالميا من حيث المستوى. لذلك أرى أن نبقى بحالة التعليم عن بعد إلى أن تنجلي هذه الغيمة السوداء فيعود الطلاب إلى مدارسهم ولو في الصيف ويعاد شرح الدروس السابقة بشكل مكثف لإجراء إمتحانات رسمية في أواخر شهر أيلول”.
وعن الضرورات التي يجب توفيرها قبيل اعتماد التعليم عن بعد، رأى النائب درويش أنّه “قبيل إعتماد طريقة التعليم عن بعد يجب إجراء دورات تدريبية للمعلمين على أساليب إستخدامها لرفع الكفاءات وتأمين المستلزمات الضرورية وخاصة في المدارس الرسمية وكذلك تأمين شبكة إنترنت سريعة ومجانية بالإضافة إلى حل موضوع التقنين بالكهرباء”.
وحول قدرة المناهج التعليمية التقليدية على تحمل هذه النقلة النوعية من التحديث التعليمي ختم درويش قائلاً: “أرى أن هذه التجربة تفرض على المعنيين بالشأن التربوي العمل في المستقبل على إستبدال المناهج القديمة بأخرى أكثر تطوراً بحيث تحاكي التطور العالمي وكذلك نمط تفكير الأجيال القادمة وتحسباً لأية حالة طارئة مشابهة لا سمح الله”.