مجلة وفاء wafaamagazine
إعتبر عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون أن كلام رئيس الحكومة حسان دياب امس “يعكس إستياء كبيراً من تدهور الواقع المالي، ومن قلّة التنسيق بين مصرف لبنان والحكومة، وهذا أمر محزن، لأن المرحلة تتطلّب تعاوناً كبيراً بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف، لإنقاذ الوضع المالي كي تكون الخطوات متكاملة. فالأولوية اليوم هي لإنقاذ السفينة من الغرق وإيصالها الى الشاطئ، حيث يجب أن تجري المساءلة والمحاسبة لاحقاً”.
وقال عون لـ”نداء الوطن” ردّاً على سؤال: “مُخطئ كثيراً من يعتقد، أكان مصرفياً أو سياسياً، أنه يُمكنه غسل يديه من المسؤولية، بمجرّد رميها على الآخر، بل ما يفيد هو أن يعمل الجميع سوياً، لمعالجة النكبة المصرفية التي تهدّد جنى عمر الناس من جهة، وقدرتهم الشرائية من جهة أخرى، الى حين يأتي وقت المحاسبة وتحميل المسؤوليات. ولكن تأجيل هذه المحاسبة والسجالات الى مرحلة لاحقة مشروط بأن يتغيّر على الأقلّ الأداء وتتّخذ الخطوات الإنقاذية. أما إذا استمرّت الممارسات كما في السابق، فهذا يقود الى التوتر الكبير الذي نشهده اليوم والذي بلغ ذروته بمطالبة البعض باستقالة حاكم المصرف المركزي”.
وأضاف: “هنا تُطرح تساؤلات كثيرة ومشروعة حول أداء القطاع المصرفي، بجناحيه المركزي وجمعية المصارف: هل صحيح هذا الحجم من التحويلات الى الخارج وخصوصاً خلال سنة 2020؟ وكيف يمكن لمليارات الدولارات ان تتحوّل الى الخارج ولصالح من، بينما يحرم معظم المودعين من سحب دولار واحد من مدخراتهم؟ لماذا هذا التكتمّ على هوية التحويلات للخارج ما بعد 17 تشرين الأول من السياسيين وأصحاب المصارف؟ ماذا يجري بسعر الصرف؟ كيف يمكن ضبط الكتلة النقدية التي تخرج من المصارف بالليرة اللبنانية جراء التعاميم الجديدة كي تفيد الناس من دون أن تؤذي سعر الصرف؟
وقال: “كثير من التساؤلات تطالب بها الناس وكذلك الحكومة التي لا يمكنها الوقوف موقف المتفرّج فقط على التدهور الحاصل”.
وأبدى عون اعتقاده بأن “حاكم مصرف لبنان الذي هو في عين العاصفة النقدية المالية والنقمة الشعبية اليوم، يُخطئ اذا بقي على صمته، فهو مُطالب امام الرأي العام بعرض الوقائع والحقائق بشكل شفّاف من جهة، كما هو مُطالب بعرض تصوّره للخروج من الأزمة من جهة أخرى. فما تريده الناس من أي حاكم مصرف مركزي في هذه اللحظة هو أن يكون القبطان الذي يمكنه أن ينقذ السفينة من الغرق، ويعيد الثقة لها بأنه قادر على ذلك، وإلاخفاق في ذلك سيحمّله الى حدّ كبير مسؤولية الإنهيار المتسارع، كما يحصل معه الآن”.
وشدد عون على “أن الناس اليوم في حالة قلق شديد على حاضرها ومستقبلها ولا شيء سيطمئنها الا خطة إنقاذية موثوقة تضعها الحكومة، تترافق مع خطوات نقدية ومالية يقوم بها مصرف لبنان بالتنسيق الكامل معها”. وقال: “لبنان بجميع أجنحته (الحكومة، المجلس النيابي، مصرف لبنان) يجب أن يخرج بتصوّر متماسك وذي مصداقية، كي يبقى لنا أمل بمساعدة ما للخروج من الأزمة، أكانت هذه المساعدة من لبنانيين مقتدرين سيستعيدون الثقة ببلدهم أو دول صديقة أو صندوق نقد دولي أو أي مصدر مانح أو مستثمر آخر”.