الرئيسية / سياسة / مسار التهدئة بدأ وجنبلاط يغرّد: مَن الحاكم؟

مسار التهدئة بدأ وجنبلاط يغرّد: مَن الحاكم؟

الأحد 09 حزيران 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

 كتبت النهار في افتتاحيتها على الانترنت تقول:”فرضت مناخات التشنج التي سادت البلاد غداة جريمة #طرابلس الإرهابية، على خلفية احتقان سياسي كان سبقها، العودة الى التهدئة بعدما فتحت هذه المناخات البلاد على كل احتمالات التصعيد والمواجهة. واذا كانت حادثة طرابلس بما رتبته من ثمن باهظ سطره بالدم شهداء الجيش وقوى الامن الداخلي قد سلطت الضوء مجددا على الوضع الأمني من باب المخاوف الكامنة في احياء نموذج عمليات الذئاب المنفردة، فإن البلاد تعود اعتبارا من الغد الى روتينها السياسي مع استئناف لجنة المال والموازنة النيابية جلساتها بمعدل جلستين في اليوم في إطار تسريع خطوات انجاز درس مشروع قانون #الموازنة العامة تمهيدا لرفعها الى الهيئة العامة للمجلس لإقرارها.

في الموازاة، ومع ترقب عودة رئيس الحكومة سعد #الحريري من اجازة الفطر، تواصلت حركة الاتصالات الرامية الى تخفيف حدة التشنج، تمهيدا لعودة مجلس الوزراء الى استئناف جلساته في اجواء هادئة، علما ان المجلس سيكون امام استحقاق مهم يقف وراء الأجواء التصعيدية السائدة ويتصل بملف التعيينات التي وَضَعَت على نار حامية.

وينتظر ان يكون للحريري فور عودته لقاء مع رئيسي الجمهورية والمجلس الذي يعود بدوره الى بيروت مطلع الاسبوع.

وتأتي زيارة وزير الدفاع الياس #بوصعب الى طرابلس، لتصب في إطار أخذ ” التيار الوطني الحر” مبادرة التهدئة بعدما رفعت مواقف بو صعب حدة التوتر بين التيار وتيار ” المستقبل”. واكد بر صعب من طرابلس “ان المدينة ستبقى دار السلام”، رافضا التعليق على الخلافات السياسية بل “اتحدث عن التضامن المطلوب منا جميعا لتمرير المرحلة وهناك تفاهم ان يكون التضامن على أعلى مستوياته لان الوضع يتطلب ذلك، ودعونا ننتظر التحقيق في حادثة الاثنين الارهابية ونطالب بكشف كل الحقيقة وبأن يشمل التحقيق كامل الملف من أوله الى اخره”.

وفي انتظار الزيارة التي سيقوم بها رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران #باسيل او مَن يمثّله، الى دار الفتوى مطلع الاسبوع، زار بو صعب مفتي الشمال الشيخ مالك الشعار، مؤكدا على الأثر انه “من المؤمنين أن لا دين للإرهاب”، لافتا الى “أننا حريصون على التعاون بين كافة الأجهزة الأمنية أي بين وزارة الدفاع ووزارة الداخلية التي ستظهر واضحة في الايام المقبلة”. وأكد “العمل مع قياديي المدينة وأهلها لكي نعيد الامن والاستقرار لطرابلس بتوجيه من رئيس الجمهورية”. وتابع “هناك أمر آخر يتعلق بما يعاني منه اهل المدينة وهو المحاكمات البطيئة في المحاكم اللبنانية، وهذا الأمر نحن سنهتم به بأسرع وقت ولكن التأخير كما تبين لنا ليس موجودا في المحكمة العسكرية ولا عند الأجهزة الأمنية، هناك بعض الملفات احيلت إلى المجلس العدلي وستكون لدينا متابعة لنرى كيف بإمكاننا تسريع هذه الأمور، لكن يجب أن تكون هناك تفرقة بين الإرهابي والمتديّن ويجب ألا يكون هناك ظلم لأحد ولا تساهل مع أي إرهابي يقتل أبناء وطنه”. ورأى “أن طرابلس ليست مدينة حاضنة للإرهاب وترفضه وهذا الفكر الذي يأتي من الخارج مرفوض والتحقيقات ستستمرّ لإظهار الحقيقة”. اما الشعار فأكد “أن القاصي والداني يعلم أن طرابلس مدينة السلام والعيش المشترك وهذا خيارنا”، مضيفا “أملنا كبير كما وعدنا الرئيس عون أن يكون أباً لكلّ المناطق ولجميع اللبنانيين حتّى ننعم بالأمن والإستقرار”. وتابع “يجب على كافة اللبنانيين أن يفتخروا بجيشهم والقوات الامنية التي قتلت الفتنة بثلاث ساعات وقدمت تضحيات للوطن”.

على خط المختارة – بيت الوسط، تابع وزير الصناعة وائل ابوفاعور اتصالاته لحل الخلاف الذي تسببت به “بلديتا شحيم والجية”. ورغم ان الموقف يأتي في سياق مختلف ولا يتصل بمنشأزالخلاف السابق، الا انه يعكس التوتر المستمر على خط العلاقة الجنبلاطية – الحريرية. فقد فاجأ رئيس الحزب “التقدمي الإشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط بتغريدة عبر “تويتر”، قال فيها “سمعنا أخبار دير الأحمر حول طرد السوريين ونسمع مجدداً أخبار عرسال وهدم الخيم والبيوت، ومن قبل أتحفنا وزير بارز بالنظريات العنصرية تجاه الفلسطينيين والسوريين. مَن الحاكم في هذا البلد وما هو موقف رئيس الوزراء، أم أنّ كلّ ما يجري داخل في التسوية المشؤومة؟ هل سنرحل هؤلاء إلى التصفية في #سوريا؟”.

سياسيا ايضا، عايد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رجال قوى الأمن الداخلي، في الذكرى الـ158 لانشاء هذه القوى التي تصادف اليوم ونوه عون بتضحيات رجال قوى الأمن، الذين يشكّلون مع رفاق السلاح في الجيش والقوى الامنية الاخرى، الدرع الذي يصون السلم الاهلي ويحفظ الاستقرار ويؤمن الطمأنينة للمواطنين. وفيما استذكر شهيدي قوى الأمن اللذين سقطا في الاعتداء الارهابي في طرابلس، شدد على ان تضحيتهما الى جانب شهيدي الجيش، تشكل حافزا للاصرار على ان لا تهاون مع الارهاب بكافة اشكاله ولا تساهل مع اي جهة يمكن ان تجد تبريرات لأولئك الذين اعتدوا بالفعل ام بالقول على سيادة الدولة ومؤسساتها الامنية، او استهدفوا الابرياء والاستقرار في البلاد. وشدد عون، من جهة اخرى، في “يوم شهداء القضاء” على الترابط القائم بين عمل الاجهزة الامنية والقضاء في سبيل احقاق الحق والعدالة، مجدداً التأكيد على ان استقلالية السلطة القضائية لا تتحقق في النصوص فحسب، بل عبر تعاون القضاة مع بعضهم البعض، كونهم يشكّلون جسما واحداً يزداد تماسكاً من خلال الحوار والاصغاء والتفاهم في ما بينهم.