مجلة وفاء wafaamagazine
وجه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب رسالة الجمعة، فقال: “ان صرخة الناس بوجه التضخم والغلاء والاحتكار في ظل تدني سعر صرف الليرة، مبررة وطبيعية، وهي نتيجة معاناة لا يمكن لعاقل تجاهلها، فالأوضاع المعيشية صعبة جدا وينذر تفاقمها بانفجار اجتماعي لا تحمد عقباه، فالجوع كافر والفقر ذل ومهانة؛ وما نشهده من تفشي ظاهرة الاحتكار والاستغلال ورفع الأسعار بشكل جنوني أعمال مشينة ندينها، ونطالب الحكومة بمحاسبة المستغلين والمحتكرين من أصحاب النفوس الجشعة الذين يراكمون الثروات على حساب جوع الفقراء والمحتاجين الذين تتزايد أعدادهم في لبنان، المبتلى بطبقة فاسدة من السياسيين والسماسرة واللصوص والمرتشين الذين نعتبرهم مسؤولين بشكل مباشر عن التردي الاقتصادي والمعيشي الذي نعانيه، وهؤلاء يتحملون المسؤولية في إنقاذ الإقتصاد الوطني، ويجب أن يحاكموا وتسترد الاموال المنهوبة منهم، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال ان يتحمل المواطنون ولاسيما العمال والموظفون في القطاعين العام والخاص، مسؤولية سداد الديون التي راكمتها سياسة اقتصادية ربوية عممت الربى والفساد والرشى والكسب الحرام”.
أضاف: “ان الفساد والهدر والمحاصصة والتلزيم بالتراضي مظاهر وممارسات سيئة أنتجت دولة فاشلة تعاقب على حكمها مجموعة سياسيين خانوا أمانة شعبهم واثرياء حرب ومرتزقة اسهموا في نهب البلد وتجويع الناس المطالبين بالوقوف مع الحكومة في استعادة المال العام المنهوب، ومحاسبة الفاسدين والمرتشين بكل شفافية، بعيدا عن المحاصصة المذهبية في المحاسبة”.
واستنكر الاعتداء على الجيش والقوى الأمنية “من قبل مندسين يريدون حرف المطالب الشعبية المحقة عن مسارها واخراجها عن سلميتها، واغراق لبنان في فتن طائفية ومذهبية، فالجيش حريص على امن المتظاهرين وهو ضمانة حفظ السلم الإهلي وتوفير الامن والاستقرار لكل اللبنانيين المطالبين بالوقوف خلف جيشهم في مهامه الوطنية لحفظ لبنان وشعبه”.
وأردف: “أما وقد أقرت الحكومة خطتها الاقتصادية والمالية التي نأمل أن تنجح من خلالها في اخراج البلد من ازماته المالية وتصويب المسار الاقتصادي بما يدعم القطاعات الإنتاجية، التي توفر فرص عمل جديدة تحد من البطالة المتفشية وتنعش الدورة الاقتصادية في مختلف المناطق اللبنانية، فإننا نطالب الحكومة بالمحافظة على قيمة النقد اللبناني دعما لقدرة اللبنانيين الشرائية الذين خسروا أكثر من نصف رواتبهم بفعل الارتفاع الجنوني لسعر الدولار، ونحن نحمل الحكومة المسؤولية المباشرة عن كشف المتلاعبين والمتورطين في ضرب الليرة اللبنانية ومحاسبتهم باعتبارهم المتسببين في سرقة لقمة عيش اللبنانيين وتجويعهم”.
وهنأ العمال في عيدهم “الذي يحمل هذا العام الحزن والألم والمعاناة لما وصلت إليه حالهم من انعدام فرص العمل وتفشي البطالة وتدني الرواتب واقفال آلاف المؤسسات”، متمنيا “ان تسهم خطة الحكومة الاقتصادية في التأسيس لقواعد جديدة تنهض بالقطاعات الإنتاجية من زراعة وصناعة وسياحة ونحوها، وتوفر الاستقرار المعيشي لكل اللبنانيين”.
واستنكر “إدراج الحكومة الألمانية حزب الله في خانة الإرهاب امتثالا للضغوط الأميركية والإسرائيلية، في قرار جائر نأمل من الحكومة الألمانية التراجع عنه، فهذا القرار يضر بالعلاقات اللبنانية الألمانية التي تتسم بالصداقة والتعاون، وبدورنا نحرص على تعزيزها وتعميقها، فهذا القرار يخدم العدو الصهيوني الذي يمارس الإرهاب على مستوى كيانه بحق الشعب الفلسطيني وتوسع في استيطانه للأرض الفلسطينية وتهديد لبنان وسوريا وخرق سيادتهما، والتي كان آخرها العدوان فجر اليوم على القنيطرة السورية في عمل مدان نستنكره ونشجبه بشدة ويكشف عن طبيعة الكيان العدوانية وتهديده لأمن المنطقة واستقرارها”.