الثلاثاء 11 حزيران 2019
شدّد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على أنّه “لا يجب أن نضع الدول العربية والسعودية في موقع الخصومة مع لبنان، آن لنا أن نفهم أن مصالح البلد قبل مصالحنا الخاصة والسياسية والولاء الى لبنان يتقدم الولاء لأي محور”.
الحريري، وخلال مؤتمر صحافي مسهب في السراي الحكومي، هنأ بـ”سلامة طرابلس التي افتداها الجيش وقوى الامن بأرواح 4 أبطال”، مؤكداً أنّ “خروج ارهابي من اوكار التطرف لن يبدل هوية طرابلس، هي ستبقى مدينة الإعتدال والعيش المشترك رغم أنف المشككين ومستغلي الفرص وموضوع العفو لا بد أن يمشي”.
وأشار إلى أنّ “هذه المدينة تعرف كيف ترد الظلم وتعرف من اخترع فتح الاسلام، ومن فتح الأبواب للارهابيين للخروج من السجون ودخول لبنان، وكل اللبنانيين يعرفون طريقتي بالعمل وأنني لا أحب المزايدات والمناكفات الطائفية، ولو أحب ذلك لكان البلد في مكان أخر”، وقال: “تربيت على ثقافة الحوار والعيش المشترك، ثقافة وطنية تعمل مع الجميع وترى الجميع، ونحن لسنا هواة مشاكل وخلافات ومعارك ولا يمكن أن نسكت عن الخطأ وتجاوز الخطوط الحمراء والأصول والأعراف”.
وأكد الحريري أنّ “البلد لا يجوز أن يدار بزلات اللسان والسقطات، والسجالات فرضت علينا وأتت بعد مرحلة التزمت فيها الصمت وكنت أغلي من الداخل تجاه ممارسات ونقاش بيزنطي كان يمكن الانتهاء منه بـ10 جلست وليس 19″، مشيراً إلى “اننا جمدنا البلد 9 أشهر من أجل تشكيل الحكومة والبلد لا يرتاح يوما واحدا من الكر والفر الإعلامي، رغم أن القوى على طاولة واحدة في الحكومة، أشهر طويلة ضاعت من عمر البلد بالكلام والناس تنتظرنا أن نقوم بشيء. واليوم ترون ما يحصل وكأن معظم الذين أقروا الموازنة في الحكومة من كوكب آخر، الوزراء مع نواب كتلهم سيذهبون في مجلس النواب للاعتراض على الموازنة”.
وأضاف: “البعض صحيح تحفظ على بعض البنود، هل تريدون سيدر أن يمشي أم لا؟ هل تريدون ماكنزي أم لا؟ هل تريدون الأخوة العرب أن يعودوا أم لا؟ نحن ندور حول أنفسنا نفس الدورة يوميا 10 مرات”، مشيراً إلى أنّ “الموازنة يجب أن تمشي ويجب أن نحافظ على نسبة العجز التي تم التوصل اليها، وهذه أول خطوة اصلاحية، واذا كنتم تريدون المناكفة أنا أعرف كيف أناكف أيضا”، لافتاً إلى أنّ “الذي لديه اي اقترح لموازنة 2020 فليتقدم به، ونحن لدينا أكثر من 30 اقتراح وفرضت علينا سجالات واشتباكات على عدة جهات”.
وتابع الحريري: “في الأسابيع الأخيرة فرضت علينا سجالات واشتباكات على جهات عدة، نحن انتهينا من الموازنة ولم يهنأ أحد بالعيد. بالأساس لم أكن أريد أن يحصل ذلك ولكن الغضب في الوسط السني لا يمكن اعتباره غير موجود، هو غضب حقيقي ناتج عن مواقف من شركاء اساسيين، وفي هذا المجال سأتكلم عن علاقات لبنان مع الدول العريبة، يجب أن يكون معلوما أن هذه العلاقات غير خاضعة لمزاج البعض، أول سطر في الدستور يقول أن لبنان بلد عربي، فهذا لأن لبنان بلد عربي وعضو مؤسس لجامعة الدول العربية، ومن المفيد التذكير أنه عندما يقف رئيس الحكومة على أي منبر فهو يتكلم بإٍسم لبنان وأنا حضرت قمة مكة وباسم لبنان ووافقت على القرارات باسم لبنان، وموقفي وكلمتي في القمة هما قمة بالالتزام بالبيان الوزاري ومن يرى غير ذلك فليعود الى كل قرارات القمم السابقة ويرى من يخرق النأي بالنفس”.
وقال: “في موضوع التسوية والسجال مع “التيار الوطني الحر”، كنت منزعجاً جداً من الكلام الذي نقل عن وزير الخارجية جبران باسيل في البقاع، وأفضل ما قام به باسيل أن نفى الكلام ولكن ليت النفي أتى فورا، لأن ارتدادات الكلام كانت سيئة جدا وذهبنا بالسجال الى أماكن غير مقبولة، وسمعنا كلاما بخلفيات طائفية ثم أتى حكم المحكمة العسكرية بقضية زياد عيتاني وتفجير طرابلس، وخطر على باله أن يحاسب مؤسسة لأن ليس هناك من يحاسبه، هذا أمر غير مقبول ولن أقبل في أي وقت أن يتم التطاول على المؤسسات الأمينة او العسكرية”.
وشدّد الحريري على أنّ “الجيش والقوى الامنية، مؤسسات للدولة لكل الشعب وممنوع أن يتم وضعها في خانة المحاصصة، بعد الهجوم الارهابي في طرابلس سمعنا كلاما بلا طعمة، عن البيئة الحاضنة وكيف خرج الارهابي من السجن، ووضعوا تحقيقات شعبة المعلومات في دائرة الشك، والمحكمة العسكرية حكمت عليه وقضى كامل محكوميته، تفضلوا اسألوا الامن العام والشرطة العسكرية والمحكمة العسكرية”.
ولفت الى أنّ “مشكلة النازحين السوريين ليس مشكلة طائفية بل مشكلة عند كل اللبنانيين وعلينا أن نعمل على حلها مع بعضنا البعض”، معتبراً أنّ “الكلام العنصري لا يُعيد النازحين السورين الى بلادهم بل يولد الاحتقان وهذه المشكلة تطال كل اللبنانيين”، وأضاف: “من يعتقد أنّ مشكلة النازحين السورين هي مشكلة طائفية هو على خطأ، ولا يوجد أي فريق سياسي في لبنان لا يريد عودة النازحين السوريين بأسرع وقت”.
وقال الحريري: “لست خائفاً لا على نفسي ولا على موقع رئاسة الحكومة، وأنا أريد أن أبني البلد”، لافتاً الى أنّ “هناك تدخلاً سياسياً حصل في قضية زياد عيتاني وما حصل أمر غير طبيعي ولن اسكت عن الخطأ. فالدولة إرتكبت غلطة بالتجني على بريء”.