الرئيسية / محليات / عكّار في عين عاصفة “كورونا”.. ما آخر مستجدات انتشار الوباء؟!

عكّار في عين عاصفة “كورونا”.. ما آخر مستجدات انتشار الوباء؟!

مجلة وفاء wafaamagazine

تحت عنوان: “محافظة عكار في عين العاصفة… ما آخر مستجدات انتشار الوباء والاجراءات المُتخذة؟”، كتب ميشال حلاق في صحيفة “النهار”: مما لا شك فيه، أن عدم التزام المغتربين العائدين أخيراً، لا سيما من نيجيريا وليبيريا وسيراليون وأوكرانيا وقطر، إلى بلداتهم وقراهم في محافظة عكار، ومخاطرة بعضهم بخرق حجرهم المنزلي المفترض ومخالطتهم العشرات من الأقرباء والزوار المهنئين، والاستهتار المفرط وقلة الاحتراز، دفعت بالوضع الصحي العام في المحافظة، الى واقع سلبي جديد غير محسوب النتائج، لا سيما في ظل ميل مفرط من أبناء المنطقة، بغير وعي ومن دون أي مبرر، الى خرق كلّ مقررات التعبئة العامة وخطة الطوارئ الصحية، واصرارهم على عدم الالتزام والابقاء على نمط الاختلاط والعادات الاجتماعية التي كانت سائدة قبيل تفشي وباء كورونا المستجد، في ظلّ تراخٍ، لا بد من الاشارة اليه، من قبل بعض الجهات المعنية التي كان من المفترض أن تتشدّد أكثر في تطبيق القرارات الرسمية المعلنة، وإجبار الجميع بالتزام منازلهم.

أكثر من 10 ايام متواصلة وعداد المصابين بكورونا في عكار كان مستقراً على الرقم 27 منذ بدء الأزمة، لحين وصول المغتربين من الخارج، الأمر الذي دفع، خلال ايام قليلة الى رفع عدد المصابين صعوداً، الى حدود الـ 50 مصاباً، وما يزيد على الـ 300 شخص من المخالطين الذين من المفترض بقائهم في الحجر المنزلي، واجراء فحوص الـpcr لهم.

قلق كبير وعام يسود المنطقة، بخاصة في بلدتي جديدة القيطع (15 إصابة والعدد مرجح بلوغه الـ20 )، ورحبة (4 إصابات حتى الآن، قد يرتفع ايضا). الأمر الذي رتّب على الجهات المعنية المبادرة الى اعلان شبه حالة طوارئ وقيام فرق طبية وتمريضية من وزارة الصحة بالحضور إلى كِلا البلدتين اللتين هما في عين العاصفة الآن، لاخذ ما يزبد على الـ150 عينة من الاشخاص المخالطين للمصابين لإجراء فحوص الـPCR، بمتابعة من محافظ عكار المحامي عماد اللبكي وهيئة ادارة الكوارث، ورئيس مركز طبابة محافظة عكار الدكتور حسن شديد، والصليب الأحمر اللبناني بالتعاون مع خلايا الازمة في البلديات المعنية، لمواجهة هذا التحدّي والتخفيف والحد قدر الامكان من تداعيات تفشي الوباء.

ومن المتوقع أن يعقد محافظ عكار اجتماعاً طارئاً يوم غد الاثنين في سرايا حلبا الحكومية، مع كل الجهات المعنية لمواكبة الامور وتنسيق الخطوات وتسريعها.

وأُفيد بأنّ قرار عزل بعض البلدات والقرى، واعلان حالة طوارئ مشدّدة فيها، أمران قيد البحث الجديّ، بالتنسيق مع كل الوزارات المعنية والمجلس الأعلى للدفاع وهيئة إدارة الكوارث، بمواكبة من البلديات وهيئات المجتمع المدني والأهلي المحلي ومستشفى الدكتور عبدالله الراسي الحكومي، وكلّ المستشفيات الخاصة ومراكز الحجر المتوفرة.

ومن المتوقع، لا بل المطلوب، العودة فوراً الى قرار التعبئة العامة في عكار، بخاصة خلال هذه الفترة، ومنع التجمعات أمام المصارف والأفران والمحال التجارية في كل القرى والبلدات، ووقف حركة النقل في الحافلات والفانات والسيارات، لمنع تفاقم الوضع الصحي، خصوصاً أنّ عكار تعتبر الخاصرة الرخوة على الصعيد الصحي والاستشفائي بفعل النقص الكبير في التجهيزات والمعدات والكادر الطبي والتمريضي، وضعف الجهوزية في حال تفاقم الوضع الوبائي على نحو متسارع.

وفي هذا السياق توجه عضو “كتلة المستقبل” النائب وليد البعريني بنداء عاجل للحكومة بكل وزاراتها المعنية، وللمؤسسات العسكرية والأمنية، ولاتحادات البلديات والبلديات، من أجل “التشدّد الفوري بتطبيق إجراءات الوقاية من وباء كورونا، والعودة لاعتماد التدبير رقم واحد، من أجل انقاذ عكار والشمال”.

وجدّد البعريني مطالبته أهالي عكار والشمال بـ”التحلي بالمسؤولية” قائلاً: “مناطقنا مسؤوليتنا جميعاً، وأي خطأ أو إهمال سيودي بنا إلى الهلاك، وكما واجهنا كورونا بالوعي في أسابيعها الأولى، علينا اليوم تكرار التجربة لمنع تفشي الفيروس بين أهلنا وأولادنا وأحبائنا”.

هذا وأطلقت مجموعة من “شباب هيئة الطوارئ” في بلدة جديدة القيطع مبادرة بالتعاون مع الأهالي، بسبب ارتفاع أعداد المصابين بكورونا الى 15 إصابة، تقوم على منع الاهالي من الخروج من منازلهم الا في الحالات الطارئة، وتطوع عدد من الشباب لتأمين حاجات كل عائلة، وإقفال عدد من مداخل البلدة باستثناء المدخل الرئيسي حيث ستراقب شرطة البلدية الداخلين والخارجين وأخذ حرارة الجسم والتشدد بضرورة وضع الأقنعة الواقية.

وأعلن عن وقف الصلاة في المساجد بسكل موقت واقفال المقاهي التي سيقتصر عملها على الدليفري.

 

المصدر: ميشال حلاق – النهار