مجلة وفاء wafaamagazine
عقدت نقيبة الممرضين والممرضات الدكتورة ميرنا ابي عبدالله ضومط مؤتمرا صحافيا بعنوان: “#حقكن_تاخدو_حقوقكن”، لمناسبة يوم الممرض العالمي والسنة العالمية للتمريض 2020، في مقر النقابة- سن الفيل، في حضور عدد من الصحافيين ومع احترام قواعد التباعد الاجتماعي.
ولفتت ضومط بداية الى أن “المناسبة هذه السنة مختلفة عن كل السنوات مع أزمة صحية وبائية عالمية غير مسبوقة في عالمنا الحديث”.
وقالت: “بدل أن يتفرغ الممرضات والممرضون للإحتفال بشكل مختلف عن باقي السنوات كان قدرهم أن يقاتلوا الوباء في الصفوف الأمامية بكل طاقاتهم وقدراتهم وعزيمتهم دفاعا عن صحة اللبنانيين.
لا يخفى على أحد أن انتشار فيروس كورونا في لبنان كان ضعيفا لأن القطاع الصحي كان قويا ومتماسكا وكان العمل رائعا وعلى قدر كبير من المسؤولية. وكعادته يفاجئ اللبناني أكبر المجتمعات ويتفوق على نظرائه عندما تتاح له الفرصة وتفتح له آفاق النجاح والتميز”.
أضافت: “خلال الأزمة، برهن قطاع التمريض ما كنا نردده سابقا، أنه ركن أساسي من أركان النظام الصحي، ولا صحة من دونه، ولا استشفاء من دونه، ولا مؤسسات صحية من دونه. هو خط الدفاع الأول عن المجتمع والناس في كل ظرف وفي كل موقع. لكن، بالرغم من كل هذه الإيجابيات والمعنويات وتضامن المجتمع معنا، وبدلا من أن نحتفل بما أنجزناه، ونحتفل وقد وصلتنا حقوقنا، نرى أنفسنا مضطرين الى دق ناقوس الخطر مرة جديدة، فما نخسره في التمريض لا يمكن أن نعوضه في أي ظرف آخر”.
وأوضحت أن “قطاع التمريض يعاني من ظروف عمل غير مؤاتية ورواتب متدنية (إن دفعت) وشروط عمل قاسية وغير آمنة انعكست سلبا على جهود العاملين في المهنة”. وقالت: “إن بعض المؤسسات الصحية بحجة الوضع الإقتصادي اتخذت تدابير قاسية وتعسفية بحق الممرضات والممرضين وهذا ما دفع بالنقابة الى التحرك في كل الإتجاهات، ولم توفر أي جهد مع المعنيين، ونخص بالذكر فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء ومعالي وزير الصحة ومعالي وزيرة العمل الذين أبدوا كل التضامن مع مطلب الممرضات والممرضين ولكن تبقى العبرة في التنفيذ”.
وتابعت: “اذا كنتم فعلا تريدون توجيه شكر للممرضات والممرضين على آدائهم، أفضل وسيلة هي المطالبة بإعطائهم حقوقهم كاملة وتحسين ظروف عملهم من أجل استبقائهم حتى لا يصبحوا طاقات مهاجرة لا يبقى من أثرها في لبنان إلا الذكرى والحنين وتبقون أنتم بلا عناية. نعم، إن قطاع التمريض في لبنان لم يتدهور لغاية الآن بسبب صمود الممرضات والممرضين وتشبثهم وإرادتهم. لكن الأمر يختلف عندما يصبح أمنهم الإجتماعي واستقرارهم الإقتصادي ولقمة عيشهم بخطر. صحيح أن الأوطان تبنى بجميع قطاعاتها وكل له أهميته، لكن في الأزمات تبرز أولوية قطاع على غيره. وفي أزمة كورونا برهن القطاع الصحي أنه الأهم والتمريض هو القلب النابض لهذا القطاع. لذلك المطلوب حماية الممرضات والممرضين من خلال صون حقوقهم . إن الظروف الإستثنائية التي حتمت صرف مستحقات المستشفيات من الدولة وصندوق الضمان هي الفرصة الأخيرة لإعطاء الممرضات والممرضين حقوقهم فلم تعد حجة الوضع المالي حجة مقبولة وإلا سيدخل الجسم التمريضي نفق المجهول”.
أضافت ضومط: “وفي وقت حددت منظمة الصحة العالمية الحاجة الى تسعة ملايين ممرضة وممرض للسنوات المقبلة، نرى أن بعض المؤسسات الصحية اللبنانية والمؤسسات التربوية والحضانات تحطم ممرضاتها وممرضيها وتستغلهم وتنكل بحقوقهم لدفعهم الى ترك المهنة، فعن أي مستقبل صحي تتحدثون؟ وأي عناية للمرضى ستقدمون؟ وبأي قطاع إستشفائي ستفاخرون؟ وبدون التمريض، كيف ستستمرون؟ هل يدرك أحد منكم جيدا خطورة ضرب قطاع التمريض وتداعياته السلبية على صحة الناس والمجتمع؟
هل بحرمان الممرضات والممرضين من حقوقهم تكافئونهم على عملهم الجبار؟”.
وتوجهت الى الممرضات والممرضين بالقول: “إن الظروف الصحية تحول دون اللقاء بكم في المناطق والمحافظات، لكنكم دوما في اهتمامات النقابة “وحقكن تاخدو حقوقكن”. إن النقابة لن توفر أي وسيلة في سبيل الحقوق المشروعة. وفي حال عدم تجاوب المؤسسات الصحية المخالفة، كونوا مستعدين للخطوات التصعيدية والإحتجاجية. إن معاناة التمريض تزداد يوما بعد يوم، والوضع لم يعد يحتمل وتخطى الخطوط الحمر، لكن ما زلنا لغاية اللحظة نعول على حكمة المسؤولين وعلى تجاوب المعنيين فورا مع مطالبنا المتكررة قبل فوات الأوان. إن الأوطان لا تصان بدون القوى العسكرية والأمنية. والصحة لا تصان أيضا بدون الممرضات والممرضين المدافعين عن صحة الناس”.
وختمت: “تحية من القلب الى كل ممرضة وممرض في جميع المناطق اللبنانية، ونخص بالذكر الممرضات والممرضين الذين عملوا في أقسام الكورونا وفي جميع أماكن العمل من مستشفيات، مدارس، مراكز رعاية صحية، حضانات، مؤسسات تعليمية… كان آداؤكم رائعا ومميزا. إما أن تكون حقوقكم مؤمنة ومحترمة وإلا فليتحمل الجميع مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع. التمريض في خطر وصحة الناس ستصبح في خطر. أشهد أني حذرت”.