الرئيسية / محليات / محفوض: لن نقبل بتغيير حرف واحد في الدستور

محفوض: لن نقبل بتغيير حرف واحد في الدستور

مجلة وفاء wafaamagazine 

عقد رئيس “حركة التغيير” المحامي إيلي محفوض مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في مكتبه بعنوان “الخطر على الجمهورية والكيان والدولة آخر فصول مشروع حزب الله لإسقاط الجمهورية اللبنانية بالتزامن مع إنهيار مؤسسات المجتمع الكنسي المسيحي والماروني”، رد خلاله على كلام الفتي الجعفري الشيح أحمد قبلان.

وقال محفوض: “ليست المشكلة في كلام المفتي قبلان بل في التوقيت والأهداف في هذه المرحلة بالتحديد، وقد يكون للرجل حسابات خاصة تتعلق بتعيينات في مواقع ومراكز وهذا لا شأن لنا به، نحن معنيون بما يتعلق بالكيان والدستور والدولة والمؤسسات .أما الخوف أو البلبلة التي رافقت خطاب الشيخ فهي ناتجة عن غياب الدور والحضور الفعال لكبار القوم في مجتمعنا ولولا الفراغ ولو كنا في دولة فعلية حقيقية لما علت مثل هكذا أصوات ولا شعر اللبنانيون بالخطر أو بالخوف على مصيرهم وعلى وجودهم الحر”.

أضاف: “في المقابل ورغم الردود على هذا الخطاب، فلبنان يبقى أكبر من كل الأحزاب والتيارات والأفكار، خصوصا جماعة السلاح. اقرأوا التاريخ جيدا وتعلموا منه فلا مشاريع فوق الدستور والجمهورية والشرعية، فحتى جيوش الإحتلال رحلت وبقي لبنان. وكلام الشيخ قبلان هو نتيجة شعوره بأنه ينتمي لبيئة لديها ما يكفي من القوة والسلاح حتى يسمح لنفسه بإطلاق مثل هكذا مواقف، وكان الحري به لو رفع صوته على فساد التهريب. كلام الشيخ ليس وليد صدفة، هو يأتي نتيجة تنامي الحضور العسكري لحزب الله”.

وتابع: “اليوم على اللبنانيين أن يختاروا: إما لبنان الدولة والجمهورية وإما حزب الله وما يعنيه ذلك من زوال لما تبقى من دولة. لا أحد يمتلك لبنان، هذا اللبنان ليس ملكية خاصة لأحد”.

وشدد على أن “لا خوف على مارونية أو مسيحية رئيس الجمهورية، سيبقى الرئيس مارونيا لكن ما نفع موقعيته ومسيحيته ومارونيته ولبنانيته إذا كان من صنيعة ميليشيا مسلحة. وللموارنة الواقفين عند باب السيد حسن نصرالله أقول: أفلا إعلموا أن الأهم من أن تصبحوا رؤساء للجمهورية أن تبقى الجمهورية وتبقوا على هيبتها وأن يكون رئيسها رئيسا بالفعل والقول والسمعة والإحترام” .

وقال محفوض: “أنصح بعدم الإنجرار للعبة الردود على الشيخ قبلان من زاوية مسيحية. ردوا عليه لبنانيا تربحون الجولة ونربح معركة الكيان والحضور الحر. وعليه نقول لسماحة الشيخ إن رفضك للنظام اللبناني أي الدستور يعني أنكم بصدد الإنقلاب، لأن الدساتير يضعها الشعب بواسطة السلطة التشريعية التي مناطة وحدها بإجراء التعديلات وأنتم بما وبمن تمثلون لستم وحدكم في هذا الوطن، أنتم جزء من ولستم كل، والخراب الذي وصلنا اليه سببه سلاح ميليشيا حزب الله التي تعمل لدى إيران. هذه هي الحقيقة كما هي وبالتالي قبل إزالة هذا السلاح وحل المنظمة العسكرية المسماة حزب الله لن نقبل بتغيير حرف واحد في الدستور”.

أضاف: “السيادة أهم من مشاريعكم وأحلامكم. نسترجع السيادة أولا ونعود لنتحدث بما ترغبون وطالما تحتفظون بالسلاح وحدكم وتتحكمون بكل مفاصل الحكم فلن تستقيم الأمور. نحقق السيادة أولا ومن ثم للحديث تتمة. وإذا إعتقدتم أنكم بالسلاح تفرضون التغيير وتحققون مشروعكم فأنتم واهمون. طالما أنكم ميليشيا تحمل السلاح فلا كلام ولا سلام ولا نظام غير الدستور اللبناني. وإن كنتم قادرين على إحداث هذا التغيير فاذهبوا اليه لكن أنتم أضعف من أي وقت مضى وسلاحكم لن يخيفنا وسلاحكم لن يفرض نظاما لا يناسب وجودنا الحر. حضوركم العسكري لن يمكنكم من خطف لبنان والتحكم بقراراته وإستعماله كورقة ضغط. وإذا أردتم التفاوض معنا فبشكلكم الراهن لا تفاوض. سلموا سلاحكم وبعدها نقرر بإرادتنا وبدون أن يكون المسدس على طاولة التفاوض والحوار. أخطأتم التقدير عندما إعتقدتم أن اللبنانيين كلهم على شاكلة أؤلئك الذين إستسلموا لكم بعدما باعوا القضية بثلاثين من فضة من أجل كراسي ومواقع وأصوات إنتخابية. نحن اليوم معركتنا رفع بندقيتكم عن رؤوسنا بعدها نقرر” .

دور الكنيسة المارونية والرهبانيات
وتوقف محفوض عند “المنحى الخطير الذي وصلت اليه المؤسسات المجتمعية الخاصة التابعة للكنيسة المارونية وللرهبانيات”. وقال: “كان لافتا الكتاب المفتوح الذي وجهه الرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبانيات في لبنان إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون حيث أفصحوا عن توجه ما يقل عن 80% من المدارس نحو الإقفال القسري. وإنني سأنطلق من هنا من هذا الكتاب. فليسمعني قادة الكنيسة من رأس بكركي وسيدها حتى آخر راهب ماروني في قرية منجز، قيمة الموارنة ليست في عدد كنائسهم وضخامة أديرتهم وعديد راهباتهم ورهبانهم، قيمة الموارنة أنهم صنوان ولبنان. وعليه أمام مشهد الإنهيار لا بد من خطة طوارىء تاريخية لهذه المرجعيات كي تمنع الإنهيار لصروح ومؤسسات صحية وتربوية”.

ودعا “كلا من الرهبانية اللبنانية المارونية والرهبانية الأنطونية والرهبانية المريمية للعب دورها لإنقاذ مؤسسات مجتمعية التابعة منها لها وغير التابعة لها، فلا تسمح بإقفال مستشفى ولا بإقفال مدرسة ولا بفسخ عقود مع أكاديميين في صروحها الجامعية.
إن الرهبانيات المارونية وبرغم الظروف الصعبة بإمكانها تأمين كل مستلزمات الصمود. أنتم مؤتمنون على شعبكم فلا تتركوه يتوه في صحراء الجوع والفقر والعوز. فما نفع الصروح وبناء الكنائس وعظمة هندستها بينما المؤمنون يرزحون جوعا”.