الرئيسية / بريد القراء / يا بنيَّ لا تقترفِ الشعرَ .. بقلم الشاعرة سوسن بحمد

يا بنيَّ لا تقترفِ الشعرَ .. بقلم الشاعرة سوسن بحمد

الاحد 23 حزيران 2019

مجلة وفاء wafaamagazine

يا بنيَّ لا تقترفِ الشعرَ .. بقلم الشاعرة سوسن بحمد

…يا بنيَّ لا تقترفِ الشعرَ!!!
بسم الله الرحمن الرّحيم
ألم ترّ كيف ضربَ اللهُ مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعُها في السّماء……صدق الله العليُّ العظيم.
يختلفُ الباحثونَ والمفسرونَ وعالمو اللغةِ حولَ مفهومِ الكلمةِ وقد وردت في القرأن الكريم بمعانٍ عدّة، مرّة تكون بمعنى اللفظ (فتلقّى آدمُ من ربِّهِ كلماتٍ فتاب عليه إنّهُ هو التّواب الرّحيم) كلماتٌ يعلمَ اللهَ جمالَها وقدسيتَها….
ومرّة تكونُ بمعنى الأمر وتمت كلمةُ ربِّك صدقاً وعدلاً ولا مبدِّل لكلماته وهو السميع العليم. وأخرى بمعنى الانسان الذي هو سببُ كلِّ فضيلة.ذ قالت الملائكةُ يا مريمُ إنّ الله يبشرُك (بكلمةٍ) منه اسمه المسيحُ عيسى ابن مريمَ وجيهاً في الدنيا والآخرة.
وأيّا كانَ الكلم الطيبُ يبقى الطّريقُ الوحيدُ الى كنهِ الله وكماله. ولأنهُ هو الجمالُ والكمال .. في البَدءِ كانتِ الكلمة ُ… ومن أبهى صورِ الكلامِ هو الشعر. كلمةً طيبة تُسقى من الإحساسِ، تسيلُ على ايقاعِ القلب فتزهر السماءُ فتعالوا الى كلمةٍ سواء بيننا وبينكم لننقذَ واقعَ الشعرِ مما آلَ اليهِ من التشرذمِ والتفككِ والبعدِ عن الأصالة والجمال
حيثُ كثرتِ الأمسياتُ وقلّ الود. صارتِ المحبّةُ خطيئةً، والكرهُ جرأةً
والعداءُ شجاعة. والاعترافُ بالخطأ ضعف ،والافتراءُ قوّةً ةالنّقدُ جريمة..لا تنسيقَ ولا توثيقَ والرّتبةُ صارتْ في التعليقِ.
ألقابٌ تُمنح ، وأجواخٌ تُمسح ، وأعراضٌ تُفضح ، وأقلامٌ تذبح.
وسائل التواصل صارت للتباعد تبارك الغدرَ، تتجاهل السحرَ ،ونسمّي النثرَ شعراا…ويأتي من ينحر الزهرَ ولا يدري أنه سينزف طيباً وعطراً.قيّمون الشّخص، ويهملون النص ، وهناك أشخاص من غير عرس لهم ألف قرصٍ وقرص.. كنّا نقولُ لأولادِنا أنّ الشّعر َيهذّبُ النّفسَ ويُنطقُ العدم ، ويحييالماضي ويُمجّدُ القيم، يحفظُ التاريخَ من القدم و يشحذ الهمم، هوصورةُ الفرح والحبّ والألم، نزفُ إحساسٍ يسيلُ من قلم، خلقٌ نحتٌ، نورٌ ، عزفٌ، نغم
بتنا نقول : يا بنيَّ لا تقترفِ الشّعرَ درءًا للنّدم.
كلنا مسؤولون عن هذا الواقع الذي وصل اليهِ حالُ الثقافة ، حينَ نُهلّلُ للخيّالِ . وننس صاحبَ الإلهامِ والخيال ،ونتركُ الإبداعَ ونتبعُ البدع وحين نصفّقُ للأسماءِ دون أن نسمع. أملنا في العهد الثّقافيّ الجديد أن يلين أمرُ الثقافةِ لداوودَ فيأمرُ بقلبٍ من حديد ..لا للتساهل في أمرِ اللغةِ العربية. لا للدواوينِ المتكاثرةِ الشعواءِ العشواء المشبعةِ بالأخطاءِ التي تسمم عقولَ القرّاء، لا لنسفِ تراثِنا الأدبيّ المحكيّ بلسانِ أبناء أهلِ الوطنِ العزيز لبنان.
نعم للرقابة والتدقيق . وتشجيعِ المواهب ونشر المكاتب……
من هنا انطلقت عليةُ جبلِ عامل الثّقافيّة بمهمتّا في تشجيع العملِ الثّقافيِّ بحيث نحافظ على أصالة الادب وفنونه المختلفة دون ايّ شكل من أشكال التحيّز معلنةً الانتماء الأوّلَ والأخيرَ للوطن ، كما أرادهاالسيدُ الأمينُ على الكلمة الطيبة العلامة أحمد شوقي الأمين ، طيّبَ اللهُ ثراه..وأولادهُ السّائرون على خطاه. حيث يقول مديرُ العليةِ السيّد مصباح الأمين : تعالْواعن كلمةِ السّوء وتعالوا إلى كلمةٍ سواء…
الى جانب هذا يؤدّي الإعلامُ دورا رئيسا في نشرِ الثقافة ،وقد عملت مجموعةُ الوادي الاعلامية بجدٍّ وصدق لمواكبة كل الأحداثِ والأخبارِ آلتي تُعنى بالانسان وتواكبُ كلَّ حدثٍ وخبرٍ دون تمييز.
ويفيض نبعُ الحروفِ فيسيلُ النهرُشعرًا على ضفافِ الأحلام، لذا ينطلقُ منتدى شعرونهر في هذا الموسم الثقافي الحافل بالمبدعين، بحضورِ الذَّواقينَ الرّائعين، من فُلٍّ ياسمين .فلا شعرَ بدونِ حضور ولا حديقة غنّاء من دونِ زهور.
ويسرّ منتدى العلية ومجموعة الوادي الثقافية وشعر ونهر ويسرني أن نستقبلكم على ضفاف الشعر حيث كلماتُ التقديمِ مغنيةٌ بالحسن ومارُ الشعرِ يحوّلُ ماءَ النّهرِ الى عطر ٍ(تتفركش فيهِ الروح) فتحولُ العتمةَ السوداءَ شقرا. ونتساب ديانا في الأوردةِ لتتفحّصَ خلايا الحب والشوقِ النّائمة فتوقظُ فيها الحنين. فيسعفنا الشعرُالحسن الذي لم يخلُ يوماً في الإبداع. فيرتقي بلالُ المنبرَ ليؤذنَ للجمال.ويبقى الشعر رسالةً أغلى من الذهب فدعونا نحيي ما تبقّى من تراثٍ للأدب بعد أن تبَّ الوهنُ أمجاداً وتبّ ، يا حيفَ قانا مجدنا ،يا حيفا خسفاً بالعرب

سوسن سعيد بحمد .. شاعرة لبنانية