الرئيسية / محليات / الأسواق الشعبية للتخفيف عن الناس: هل تتحرك البلديات لمدّ يدّ العون؟

الأسواق الشعبية للتخفيف عن الناس: هل تتحرك البلديات لمدّ يدّ العون؟

مجلة وفاء wafaamagazine

تعتبر الأسواق في بلدان ​العالم​ أساسية لتساعد المواطنين على شراء الحاجيات وبأرخص الأسعار، وفي ​فرنسا​ مثلاً أصبحت “تراثاً” حقيقياً يتغنّى به الشعب الفرنسي فأغلب الأماكن أو Les Places في أيّ من الأسواق تنتقل ملكيّتها من الأجداد الى الأولاد فالأحفاد…


في العادة تنظّم البلديّات الأسواق بحسب الأيّام والمناطق وتكون مسؤولة عن إدارة هذا السوق، بحيث يقوم الأشخاص بإستئجار الأمكنة فيها مقابل بدل مادي يتضمّن ​الكهرباء​ وجمع النفايات.
عن تجربة الأسواق الفرنسية يتحدث صاحب سلسلة مطاعم زعتر وزيت في ​باريس​ بشارة أنطون الى أن “لدينا محلا ثابتا ومجموعة أماكن في عدة أسواق في مختلف المناطق منذ أكثر من 20 عاماً، وأهميّة السوق أن المواطن يشتري الأغراض أرخص بكثير مما يشتريها في المحلات، مثلاً تبيع سندويش الشاورمابالسوق بـ5 يورو أما في المحلاّت خارج الاسواق فهو بـ10 يورو”، مضيفا: “نربح عندما نبيع على سبيل المثال كميات 200 سندويش بالسعر المخفّض للواحد بينما لا يبيع أكثر من 30 سندويشاًمن يسّعرهأغلى”.
بدورها المواطنة اللبنانية سعاد حداد التي تعيش في فرنسا منذ العام 1990، تتحدث عبر “النشرة” عن سوق رنجيس وهو أحد أهمّ الأسواق بضواحي باريس، لافتة الى أن “العرب يقصدونه دائماً لشراء ​الفواكه​ والخضار والمأكولات وغيره”، مشيرة الى أنها “أسبوعياً تقصده لتحضر أغراض المنزل وهي توفّر حوالي 100 يورو أسبوعيا عبر شرائها من هناك”، مضيفة: “كيلو الباذنجان بـ1 يورو في السوق بينما في المحلات بـ4 يورو”. في السياق نفسه يشدّد بشارة أنطون الى أن “السوق المذكور هو من أهمّ الأسواق”، معطيا أمثلة عن الخضار “إذا كان صندوق البندورة في السوق بـ1.5 يورو تكون في مكان آخر بـ2 يورو وفي المحلات العادية بحوالي 5 يورو”.
هذا النموذج من الأسواق موجود في ​أوروبا​ كلّها، و​هولندا​ واحدة من هذه البلدان. و​البلدية​ أيضاً مسؤولة عن تنظيم هذه الأسواق، بحسب ما تؤكد تريز زغيب مواطنة لبنانيّة تعمل في بلديّة إحدى المدن الهولندية منذ سنوات طويلة، مشيرة الى أن “الاسواق في المدنالمكتظّة تنظّم المبيع يومي الثلاثاء والسبت، وفي الأحياء البعيدة عن وسط المدينة تنظّم مرّة واحدة في الأسبوع”.
تشير تريز زغيب عبر “النشرة” الى أن “كل أنواع المأكولات من خضار وفواكه ولحوم وغيرها تباع طازجة في الأسواق”، لافتة الى أن “كيلو الباذنجان يصل سعره الى 8 يورو في المحلاّت، بينما في الاسواق تباع القطعة الواحدةبـ80 قرشاً، حتى الفواكه تباع في المحلات بـ2 يورو، وفي الاسواق يصل سعرالـ10 كيلو الى 5 يورو”.
“ما تشتهر به هولندا هو وجودها على البحر وبالتالي فإن أسواقها تعتبر مقصداً للألمان الذي يحضرون لشراء السمك”. هذا ما تؤكده تريز زغيب، لافتة الى أن “السبب يعود لموقع ​المانيا​ البعيد عن البحر”، مشدّدة على أن “سمك الأجاج هو أكثر ما يبتاعونه ويصل سعر الكيلو في الاسواق الى 8 يورو بينما في السوبرماركت يصل الى 21 يورو”.
إذاً للأسواق أو Marche في العديد من الدول الاوروبية أهميّة كبيرة توفّر على المستهلك كثيراً، في حين أن البائع يؤمّن ربحا لا بأس به نظراً الى العدد الكبير من الأشخاص الذين يقصدون المكان لشراء الحاجيات…. واليوم لبنان في الوضع الذي يمرّ به وارتفاع الأسعار بشكل هستيري بات بحاجة الى مثل هذه النماذج لتخفف على المواطنين، فهل تتحرّك البلديات؟!.