مجلة وفاء wafaamagazine
نظّمت المحامية اللبنانية الأميركية سيلين عطالله، في إطار نشاطاتها الهادفة إلى دعم لبنان ومصالحه، لقاءً حوارياً بين مختلف أفرقاء الجالية اللبنانية الأميركية مع السيناتور الديمقراطية عن ولاية “نيو هامبشاير” الأميركيّة وعضو لجنتي “الشؤون الخارجيّة” و”الشؤون العسكريّة” في مجلس الشيوخ جاين شاهين وذلك لدعم استمرار تقديم المساعدات الأميركية للجيش والقوى الأمنيّة اللبنانيّة، والعمل الممنهج من أجل عودة النازحين السوريّين إلى بلدهم، ومضاعفة دعم الـUSAID للشعب اللبناني في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان.
وقد شارك المحامية عطالله في الحوار كل من رئيس “المركز اللبناني للمعلومات” (Lebanese Information Center) في أميركا الممثّل لـ”القوّات اللبنانيّة” الدكتور جوزف جبيلي، ورئيسة “الهيئة اللبنانية الأميركية للديمقراطية” (Lebanese American Commission for Democracy) في “نيو إنغلاند” الممثّلة لـ”التيّار الوطني الحر” السيّدة نتالي حمصي.
وقد أسفت شاهين لكون مسألة النازحين السوريّين ليست ضمن أولويّات الإدارة الأميركيّة اليوم، مشدّدة على ضرورة القيام بكل ما أمكن “لعودة اللاجئين السوريّين إلى بلدهم”. وأكّدت استمرار دعم بلادها للقوى المسلّحة اللبنانيّة.
وقالت عطالله إنّه في الخلاصة تمّ التوافق بين الأفرقاء في الندوة على 3 أمور هي استمرار دعم القوات المسلّحة، ومتابعة منظمة USAID تقديم مساعداتها للبنان واللبنانيّين، وإيجاد حلٍ لعودة النازحين السوريين إلى بلدهم. وشدّدت على أنّه في المرحلة الأولى من الضروري عودة مرتكبي الجرائم، ومن يقصد بلده بشكل دوري، ومن يقيم بطريقة غير شرعيّة وليس من اللاجئين.
من جهته، أكّد الدكتور جوزف جبيلي دعم لبنان سيّد ومستقل، وأن تكون القوى المسلّحة اللبنانيّة الجهة الوحيدة للدفاع عن استقلال لبنان وسيادته. وأشار إلى أنّ لبنان يعاني اليوم من فساد الطبقة الحاكمة على حساب ناخبيها. وشدّد على أنّ لبنان بحاجة في هذه الظروف إلى حلفاء أقوياء كأميركا وأصدقاء موثوقين في واشنطن كالسيناتور جاين شاهين.
أما السيّدة نتالي حمصي فقالت إنّنا كلبنانيّين أميركيّين قلقون بما يحصل في لبنان في ظلّ وضع سياسي متوتّر واقتصادي مزرٍ، الذي تفاقم بوجود أكثر من مليون لاجئ سوري وطبعاً بوجود وباء كورونا. وأشارت إلى أنّ دور الجيش اللبناني مقدّر جداً وهو يحظى بدعم أميركي من تدريب وتجهيز ما يساعد لبنان على المحافظة على ديمقراطيته ومحاربة الإرهاب وحفظ الإستقرار. ورأت أنّ من دون ذلك الدعم سيواجه لبنان مخاطر الراديكالية وعدم الاستقرار. وأضافت أنّ رئيس الجمهوريّة ميشال عون والدولة اللبنانيّة يحاولان تطبيق قوانين مكافحة الفساد بهدف إعادة الازدهار إلى ربوع البلد. وشدّدت على أنّ دعم أميركا يبقى مهماً جداً. ودعت السيناتور شاهين إلى متابعة دعمها للجيش اللبناني شاكرة إيّاها لحرصها على استمرار أفضل العلاقات بين الدولتين.
وقالت السيناتور شاهين: “كما تعلمون أنّ قصة سوريا تراجيديّة جداً، وقد كانت لها تداعيات على المنطقة، وعلى لبنان. وعدد اللاجئين في لبنان يطرح تحدّيات قويّة عليه، وعلينا القيام بكل ما في وسعنا لعودة اللاجئين السوريّين إلى بلدهم. وهذا أحد الأسباب التي عارضتُ فيها سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألفي عنصر من الجيش الأميركي من شمال سوريا لأنّهم كانوا يؤمّنون استقراراً هناك، وقد رأينا عدداً كبيراً من اللاجئين يعودون إلى هذه المنطقة.
وأعربت عن اعتقادها بأنّه إلى حين الإنتهاء من تنظيم “داعش” في سوريا ورؤية كيفيّة تعامل حكومة الرئيس السوري بشّار الأسد مع اللاجئين السوريّين العائدين، فسيكون هناك تحدٍ في إعادة السوريّين إلى بلدهم. وأضافت أنّ هذا أحد الأٍسباب التي توجب على الإدارة الأميركيّة أن تستمر في تفاوضها مع روسيا وإيران وسوريا. وكما نعلم أنّ ذلك لا يحصل في هذه المرحلة ولكنّه أمر ضروري جداً لأنه باعتقادي أنّ دور أميركا في محاولة التأكيد للناس بأنّ هناك استقراراً في سوريا الأمر الذي يطمئنهم إلى سلامة العودة، ولكن مع الأسف لم نصل إلى هذه المرحلة بعد.
واعتبرت أنّ إحدى تحدّيات وجود سياسة خارجيّة أميركية أقل تواصلاً مع العالم، هو أنّه عندما ننسحب غالباً ما يقع فراغ؛ وفي هذه الحالة إما أن يبقى هذا الفراغ قائماً أو أن تملأه دول مثل روسيا والصين وإيران التي لا تتشارك معنا القيم ذاتها بأمور عدة. وتابعت: علينا أن نساعد، ولكن يجب أن نساعد بالتعاون مع حلفائنا في المنطقة ومع المجتمع اللبناني.
وفي ما خصّ دعم القوّات المسلّحة اللبنانيّة، قالت السيناتور شاهين إنّ بلادها مستمرّة في ذلك. وأضافت: ليس هناك من شك باعتقادي لجهة أنّ العلاقة بين أميركا والقوّات المسلّحة هي مهمّة جداً. وسنستمر في تقديم هذا الدعم، ونحن في حاجة لمتابعة دعم لبنان خصوصاً خلال هذه الفترة الصعبة جداً حالياً التي يواجهها لبنان”.
وعن الوضع الاقتصادي الذي يمرّ به لبنان، قالت شاهين: كما نعلم لبنان بحاجة إلى بعض التمويل الخارجي و”صندوق النقد الدولي” يفاوض لتشجيع بعض الإصلاحات في لبنان، وهناك جهود للتوجّه نحو هذه الإصلاحات. ولفتت إلى أنّ بعض هذه الجهود نجح أكثر من غيره، ولكن هناك التحدّيات والحاجة إلى التمويل وعلى أميركا أن تعمل مع لبنان والمجتمع الدولي لمحاولة تحديد حاجات لبنان.
وإذ شدّدت على أنّه للتوصّل إلى اتفاق يجب أن يحصل تقدّماً على مستوى الإصلاحات وهذا ما كان يطالب به الشعب اللبناني وقد تظاهر لتحقيقه، تمنّت شاهين رؤية بعض التقدّم كي تُحوَّل بعض رؤوس الأموال إلى لبنان لتؤمِّن شيء من الاستقرار فيه.
وقالت: علينا أن ننظر في كيفيّة مساهمة المستثمرين في القطاع الخاص اللبناني؛ فأحد التحديات الكبيرة هناك هو عدم الاستقرار ومن الصعب أن يأتي المستثمرون في هذا الوضع؛ وإذا لم يجد هؤلاء أنّ لبنان مكان جيّد للتوظيف المالي فيه، أو على العكس، أنّ الدولة ستضع يدها على استثماراتهم فيه، فهم لن يأتوا إلى لبنان.
وشكرت شاهين المحامية اللبنانيّة الأميركيّة سيلين عطالله على تنظيمها لهذا اللقاء وعلى نشاطاتها من أجل لبنان والمجتمع اللبناني، واعتبرت أنّها مع كل من الـLIC والـLACD يشكّلون مثالاً رائعاً على كيفيّة مساعدة المجتمع المدني في لبنان. ونوّهت، في ختام مداخلتها، بالعمل الجبّار الذي يقوم به الجميع من أجل استمرار العلاقات الجيّدة بين لبنان وأميركا، وأضافت: علينا أن نستمر في دعم الجهود لتأمين الاستقرار والفرص للناس والعمل على عودة اللاجئين إلى سوريا كي يستعيد لبنان استقراره وازدهاره، وهذا ما نريده لهذا البلد، أنْ يعود “باريس الشرق الأوسط”.
من جهتها، أعربت المحامية اللبنانيّة الأميركيّة سيلين عطالله، التي نظّمت حلقة الحوار، عن اعتزازها من رؤية أفرقاء لبنانيّين من مختلف المناطق والأطراف السياسية مجتمعين لدعم السيناتور جاين شاهين التي تضع مع زوجها اللبناني الأصل المحامي بيل شاهين لبنان دائماً في قلبها. ولفتت إلى دورها المحوري في لجنة الشؤون الخارجيّة حيث تُسمِع صوتها وتعمل لتأمين مصلحة لبنان والحفاظ على علاقات جيّدة معه. وأضافت أنّ طوال معرفتها بالسيناتور شاهين كانت تعمل جاهدة ليس فقط لتقديم مصلحة “نيو هامبشاير” وأميركا إنّما أيضاً مصلحة لبنان والشعب اللبناني. ولفتت إلى أنّها عملت مع السيناتور شخصياً على مسائل مهمّة جداً لمصلحة المجتمع اللبناني في أميركا وفي لبنان.
وأسفت لكون بعض الأفرقاء يحاولون جرّ لبنان، في الآونة الأخيرة، نحو الشرق ولاسيّما باتجاه إيران والصين خلافاً لقيم لبنان وثقافته ولعلاقاته التاريخيّة مع الغرب وخصوصاً أميركا. وأعربت، في المقابل، عن امتنانها من جهود السيناتور شاهين للحفاظ على العلاقات الجيّدة مع لبنان والشعب اللبناني.
وتوجّهت إلى السيناتور والمشاركين في اللقاء، وقالت عطالله: أعتقد أننا نتّفق جميعاً هنا على ثلاثة أمور بالحد الأدنى، ولبنان بحاجة إلى مساعدة فيها، وهي:
– إستمرار الولايات المتّحدة بدعم القوّات المسلّحة اللبنانيّة ولاسيّما الجيش اللبناني.
– ضرورة متابعة منظمة “USAID” في مساعدة لبنان والشعب اللبناني الذي، ونحن نتحدّث الآن، يناضل للمحافظة على معيشته.
– وإيجاد حل لعودة النازحين السوريّين إلى بلدهم.
وأضافت أنّ مسألة عودة النازحين جميعاً هي مع الأسف مسيّسة وتعتمد على التوقيت السياسي المناسب، ولكن في الغضون، وكمرحلة أولى، يمكننا أنْ نعمل على إعادة ثلاث فئات منهم في أقرب وقت، هي:
– مرتكبو الجرائم.
– من ثبت أنّه يذهب إلى سوريا ويدخل لبنان بشكل دوري، سواء عبر معابر شرعيّة أو غير شرعيّة، ما يثبت أنّ لا خطر بتاتاً على حياته.
– ومن يقيم بشكل غير قانوني أو دخل لبنان بطريقة غير شرعيّة وليس من اللاجئين طبعاً.
وعدّدت عطالله التداعيات الأمنيّة والاقتصاديّة للاجئين السوريّين في لبنان لاسيّما بوجود هذه الفئات الثلاث.
وأضافت: في نهاية المطاف نحن جميعاً بشر ونشعر مع السوريّين البريئين، ولكن لا يمكن للبنان استيعاب اللاجئين السوريّين، وبالأخص هذه الفئات الثلاث، في ظلّ بنى تحتيّة مهترئة ولاسيّما اليوم مع اقتصاد مفلس وأمن مضطرب. وأوضحت أنّ لبنان عاجز حالياً عن مساعدة شعبه فكيف مع وجود النازحين، ولذلك يجب إما إعادتهم إلى بلدهم أو إيجاد دول أخرى قادرة على استيعابهم ومهيّئة لذلك.
وشكرت عطالله السيناتور على جهودها لدعم لبنان، وقالت إنّ اللبنانيّين الأميركيّين يثقون بك ويعتبرونك تمثّلين صوتهم، وأضافت: إذا أردتم صوتكم كأميركيّين لبنانيّين أن يُسمع في أميركا لتحقيق مصالح لبنان وشعبه، فعليكم جميعاً دعم أفضل صديقة للبنان في الكونغرس الأميركي السيناتور جاين شاهين.