الرئيسية / أخبار العالم / ما بعد تحويل “آيا صوفيا” مسجداً.. أردوغان “أقوى” وأحزاب المعارضة بخطر

ما بعد تحويل “آيا صوفيا” مسجداً.. أردوغان “أقوى” وأحزاب المعارضة بخطر

مجلة وفاء wafaamagazine

رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإدانة الدولية لقرار تغيير وضع معلم آيا صوفيا في اسطنبول من متحف إلى مسجد، قائلا إنه يمثل إرادة بلاده في استخدام “حقوقها السيادية”.

وقال أردوغان في حفل حضره عبر الفيديو عبر الهاتف أمس السبت: “إن أولئك الذين لا يتخذون خطوة ضد كراهية الإسلام في بلادهم … يهاجمون إرادة تركيا لاستخدام حقوقها السيادية”.

وأضاف “اتخذنا هذا القرار ليس استنادا إلى ما سيقوله الآخرون بل في ضوء حقوقنا كما فعلنا في سوريا وليبيا وأي بلد آخر”.

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عن أردوغان قوله: “ومن المؤكد أن نفس هذه العقلية (التي تعارض مسألة إعادة آيا صوفيا لمسجد) من الممكن أن تتقدم بمقترح لتحويل مسجد السلطان أحمد، درة مساجد إسطنبول، إلى متحف”.

وقال: “هذه العقلية في الماضي، فكرت في استخدام هذا المسجد (السلطان أحمد) كمعرض للصور، وقصر يلديز (التاريخي بإسطنبول) كدار للقمار، وآيا صوفيا كناد لموسيقى الجاز، حتى أنهم نفذوا بعض هذه الأمور”.

وأضاف، وفقا لوكالة “الأناضول” التركية: “وجهة النظر هذه كعادتها في كل الفترات ما هي إلا مظهر من المفاهيم المناهضة للعصرية التي تنضوي تحت ما يسمى بالحداثة، وما الإصرار على غلق الفاتيكان وتحويله على متحف، والإبقاء على آيا صوفيا كمتحف، إلا نتاج نفس المنطق”.

وتابع قائلا: “ومن ثم ولا نستغرب إذا ما نادى هؤلاء لاحقا بتحويل الكعبة التي هي أقدم دار عبادة أو المسجد الأقصى إلى متحف، ونسأل الله تعالى أن يحفظ وطننا والإنسانية من هذه العقلية إلى الأبد، وألا يختبر هذه الأمة ثانية بمن يكنون العداوة لقيمها”.

واعتبر أردوغان أنه “لا شك أنه من حق تركيا تحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد بشكل يوافق ما جاء في سند وقفية السلطان محمد الفاتح”.

ومضى أردوغان في تنفيذ “خطته” على الرغم من مناشدات الولايات المتحدة حليفة حلف شمال الأطلسي وروسيا، التي أقامت أنقرة علاقات وثيقة معها في السنوات الأخيرة.
من جهتها، أدانت اليونان هذه الخطوة بسرعة ووصفتها بأنها استفزاز، واستنكرت فرنسا ذلك، بينما أعربت الولايات المتحدة أيضًا عن خيبة أملها.

من جانبه، قال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر جروشكو يوم السبت إن موسكو تأسف للقرار. وقال في تصريح: “ان الكاتدرائية تقع على الاراضى التركية ، لكنها بلا شك تراث الجميع”.

بدوره، كتب مجلس الكنائس العالمي إلى أردوغان معبراً عن “الحزن والفزع” بشأن هذه الخطوة وحثه على عكس قراره.

وقال الأمين العام المؤقت إيوان ساوكا في الرسالة التي نشرت يوم السبت إن آيا صوفيا كمتحف للتراث العالمي “كانت آيا صوفيا مكانا للانفتاح والالتقاء والإلهام للناس من جميع الدول”.
وقال ساوكا إن وضع المتحف كان “تعبيرا قويا” عن التزام تركيا بالاندماج والعلمانية.
كما أعرب الأسقف المؤثر هيلاريون، الذي يرأس قسم العلاقات الخارجية للكنيسة الأرثوذكسية الروسية ، عن حزنه. وقال: “إنها ضربة للمسيحية العالمية”.

في المقابل، اعتبر أوزغور أنلوهيسارسيكلي، مدير صندوق مارشال الألماني في أنقرة، أنّ الخطوة ستكسب القلوب والعقول في الداخل لأن معظم الأتراك “يفضلون مثل هذا القرار بسبب المشاعر الدينية أو القومية”.

وقال أنلوهيسارسيكلي: “هذه مناظرة لا يمكن للرئيس أردوغان أن يخسرها ولا يمكن للمعارضة أن تفوز. في الواقع، هذه القضية لديها القدرة على تفكيك أحزاب المعارضة”.

من جانبه، رحب ديفليت باهجلي حليف أردوغان القومي بالقرار، قائلاً إن إعادة فتح آيا صوفيا للعبادة الإسلامية “كانت رغبتنا منذ فترة طويلة”.

الشرطة التركية تقيم الحواجز

يوم السبت، وضعت الشرطة حواجز حول آيا صوفيا.

وفي هذا الإطار، قال سائح إيطالي: “أردنا المجيء وزيارة اسطنبول ومتحف آيا صوفيا ولكن للأسف أدركنا أنه مغلق اليوم”.

أمّا كسينيا بيسونوفا، وهي روسية تعيش في اسطنبول، فقالت: “لقد كان حلمنا الصغير لأنه منذ ولادة ابنتنا لم نكن قادرين على المجيء وهنا نذهب”.
وأعربت عن أملها في أن السلطات لن تغير أي شيء في الداخل.

ويوم الجمعة، حوّل أردوغان آيا صوفيا بشكل رسمي إلى مسجد وأعلن أنه مفتوح للعبادة الإسلامية، بعد ساعات من إلغاء محكمة عليا لقرار عام 1934 الذي حوله إلى متحف. وقال إن صلاة المسلمين ستبدأ في موقع التراث العالمي لليونسكو في 24 تموز.

تم بناء آيا صوفيا الضخمة منذ 1500 عام ككاتدرائية مسيحية أرثوذكسية وتم تحويلها إلى مسجد بعد أن غزا العثمانيون القسطنطينية، اسطنبول الآن، عام 1453. وفي العام 1934، قررت الحكومة التركية العلمانية أن تجعلها متحفًا.