مجلة وفاء wafaamagazine
أشاد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب في خطبة الجمعة التي القاها في مسجد لبايا – البقاع الغربي ب”الموقف الجريء الذي اطلقه ممثل البعثة الدبلوماسية اللبنانية في مجلس مجلس حقوق الإنسان في الامم المتحدة السفير احمد سويدان، الذي اطلق صرخة حق في وجه الباطل والظلم العالمي، وندعو ان يكون هذا الموقف هو الحاكم لتوجهات حكام العرب والمسلمين في مواجهة المشروع الصهيو- اميركي الذي يريد طمس الحقائق وتزييف الواقع واخضاع الشعوب العربية وسلب خيراتها ونهب ثرواتها، ونحن اذ نؤكد ان الصراع مع الكيان الصهيوني ومن يدعمه ويتحالف معه، لا يخضع لاهواء ومصالح خاصة لان الكيان الصهيوني يجسد الشر المطلق الذي يحرم التعامل معه والاعتراف به، والقدس كانت ولا تزال هي عنوان الحق لما تمثله من قضية محورية في وجدان الشعوب العربية والاسلامية، ولما تكتسبه ارضها من قداسة بوصفها مدينة الانبياء ومسرى رسول الله وقبلة المسلمين الاولى، وقد اثبتت التجارب ان اي تراجع عن هذا الموقف سيزيد العدو صلفا وتعنتا وطمعا بالمزيد من التنازلات، ولذلك فان على الجميع ان يتعلم من التجارب السابقة والاتفاقيات التي اثبتت ان هذا العدو لا يلتزم بعهد ولا ميثاق وانما يتخذ هذه الاتفاقيات وامثالها نهجا لتحقيق اطماعه بشكل تدريجي، ويرى في مواقف العالم العربي نقاط ضعف يستغلها لتحقيق اطماعه”.
واعتبر العلامة الخطيب “ان الحديث عن موقف حيادي للمظلوم من الظالم لامعنى له ، وان صدر عن حسن نية، وهو يأتي في الوقت الذي تشتد فيه الضغوط على لبنان ، وندعو اصحاب هذه الدعوات الى عدم الوقوع في هذا الفخ، والمقاومة في لبنان التي رفعت لواء الحق وحررت الارض ودحرت الارهابين الصهيوني والتكفيري هي عنوان للحق في مواجهة الشر الجاثم على ارض لبنان في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والذي ينتهك سيادة لبنان على الدوام، من هنا فاننا نؤكد ان كل دعوة لتحييد لبنان عن الصراع مع العدو المتربص شرا بلبنان، مجافية للحقيقة لانفصالها عن الواقع الذي يشهد على استمرار العدوان الصهيوني في تهديد لبنان واحتلال ارضه ومصادرة ثرواته فضلا عن فرض التوطين عليه، وندعو أصحاب هذه الدعوات الى عدم التنكر لتضحيات المقاومة التي حمت مع الجيش اللبناني كل اللبنانيين في دحرها الارهابين التكفيري والصهيوني، ولا يجوز تحميل المقاومة مسؤولية تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي، كمن يحمل المظلوم وزر ظلامته ويبرئ الظالم. كما لا يجوز العمل على اثارة الانقسام الداخلي، وتفكيك قواه التي حمت لبنان المتمثلة بالشعب والجيش والمقاومة، وعلى اللبنانيين ان يتمسكوا بالمعادلة التي حمت لبنان فيقفوا خلف الجيش والمقاومة في معركة الدفاع عن لبنان في مواجهة الاطماع والتهديدات الاسرائيلية، ويشكلوا معهما سدا منيعا يحمي لبنان من الاخطار التي تتهدده وتحيق به من كل حدب وصوب”.
واكد الخطيب “ان مواجهة المشروع الصهيو – أميركي والتصدي له، ضرورة ومسؤولية وطنية لاستعادة سيادتنا والتخلص من العقوبات الجائرة على لبنان، واولى خطوات النهوض الاقتصادي تستدعي التحرر من الضغوط والاملاءات الاميركية التي تندرج في اطار فرض تبعات ما يسمى صفقة القرن على لبنان، وفي مقدمها التوطين والرضوخ الى مطالب اسرائيل في ترسيم الحدود والسماح لها بقرصنة الثروات المائية. ونؤكد مقولتنا الدائمة ان الثمن الذي يستدعيه المواجهة مع العدو الاسرائيلي هو اقل بكثير من الاستسلام لاملاءات العدو والقوى التي تقف خلفه”.
وطالب السياسيين ب”ان يتضامنوا لإنقاذ لبنان من ازماته، ويتعاونوا مع الحكومة في إجراءاتها الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد الوطني ومكافحة الفساد واستعادة المال المنهوب وحفظ النقد الوطني والقيام بالاصلاحات التي الزمت نفسها بها، فهذه العناوين تمثل خارطة طريق على كل مواطن ومسؤول يريد الخير لوطنه، ويجب ان تشكل نقطة تلاق بين اللبنانيين الذين سئموا من الفساد وانتفضوا في وجه سياسة المحاصصة واغراق لبنان في الديون وتعميم ثقافة الربى. وندعو اللبنانيين الى الاعتماد على انفسهم والاتكال على سواعدهم والاستفادة من خبراتهم في دعم القطاعات المنتجة التي تفعل الدورة الاقتصادية وتحد من البطالة المتفشية، وعلى الحكومة ان تسرع بإجراءاتها في تخفيف الصعوبات المعيشية التي تضغط على اللبنانيين حتى يلمس المواطن اثار هذه الاجراءات، ونطالبها بدعم قطاعي الزراعة والصناعة فتسخر كل امكانياتها وعلاقاتها في سبيل انتاج وطني. كما نكرر دعوتنا للحكومة بالانفتاح على كل الدول التي تريد المساهمة في دعم لبنان و ندعم الحكومة في سعيها إقامة علاقات تعاون على أوسع نطاق مع كل الدول المستعدة لتقديم مساعدتها الى وطننا”.