مجلة وفاء wafaamagazine
نظم ملتقى “الشباب الجامعي” بالتعاون مع جمعية “الوفاق الثقافية”، ندوة فكرية حملت عنوان: “طرابلس إلى أين”؟، في قاعة المؤتمرات في الرابطة الثقافية، ضمن فعاليات معرض الكتاب السادس والأربعين، تطرق خلالها المشاركون إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية في لبنان عامة، وطرابلس على وجه الخصوص.
قدمت الندوة الناشطة غزل خالد التي أشارت إلى أن “طرابلس مدينة تاريخية تملك تراثا عريقا، فهي مؤمنة دون تعصب متسامحة ومحبة للآخر وحريصة على العيش المشترك ومتمسكة بثوابت لا تحيد عنها، مهما طالها من حرمان وتكاثرت عليها المحن”.
خالد
ولفت رئيس منتدى “الحوار الوطني الديمقراطي” عبدالله خالد، إلى أنه “بعد إعلان دولة لبنان الكبير وظهور اعتراضات متبادلة بين مكوناتها أخذت بعدا طائفيا مذهبيا، تنامى معه الشعور بالغبن لدى طرف والخوف من الذوبان في المحيط، ليشكل هذا الأمر إشكالية لم نجد حلا لها وما زلنا نعاني من تداعياتها حتى اليوم، بعد أن أدى التفاوت في المعاملة إلى تكريس التناقض الطائفي وبروز مصالح قطرية، استأثر بها طرف واحد في ظل تغييب وإهمال الأطراف الأخرى، وكان مرفأ طرابلس الضحية الأولى لتلك السياسة بعد أن حوصر لإنعاش مرفأ بيروت”، مشيرا الى إستمرار مسيرة الفساد والنهب والمديونية ومنع تطوير الإقتصاد المنتج، فارضا هيمنة الإقتصاد الريعي المستند إلى خصخصة المؤسسات العامة ورفض أي رؤيا إقتصادية تستند إلى خطة واضحة”.
وقال “إن المدخل لإستعادة مكانة طرابلس وتعزيز دورها ووظيفتها، بإعتبارها مدينة العلم والعلماء وحاضرة الثقافة والمعرفة وواسطة العقد وصلة الوصل والتواصل بين العالم الخارجي، يبدأ بإستعادة قرار المدينة الذي صودر منذ زمن وأصبح يرسم خارجها ليصبح بيد أبنائها وقيادتها الواعية، والتوافق بين مكوناتها على تقديم مصلحة طرابلس على أي مصلحة أخرى، واتخاذ قرار سياسي بتحديد دور ووظيفة طرابلس وتوفير المقومات الكفيلة بإنجاحها، عبر تعاون وثيق مع الدولة التي يفترض أن تقوم بدورها والقوى الطرابلسية الفاعلة التي تشكل نواة القوة الشعبية الضاعطة التي تجبر الحكومة على التخلي عن سياسة التسويف والمماطلة، في تنفيذ المشاريع التي تعيد طرابلس إلى خريطة لبنان التنموية، ضمن خطة مركزية متكاملة تعزز وحدة النسيج الوطني”.
صاري
وشكرالقاضي نبيل صاري ملتقى الشباب الجامعي وجمعية الوفاق الثقافية على دعوتهما إلى هذا اللقاء، منوها بدور الرابطة الثقافية “كواحة أخيرة للثقافة في طرابلس”، وقال: “هناك صعوبة في الإجابة على هذا السؤال: “طرابلس إلى أين”؟ لأن الأوان هو أوان العمل لا الكلمات، وهناك ترابط عضوي بين هذا السؤال وسؤال” لبنان إلى أين، واشدد على دور الشباب ودعم المثقفين لهم لوضع خريطة طريق لإنقاذ الوطن”.
الشريف
وتطرق الدكتور خلدون الشريف في مستهل كلمته الى أن آخر إحصاء أجرته وكالة متخصصة حول الرأي العام الطرابلسي، وكيفية توزعه المستقبلي إذا جرت انتخابات نيابية مبكرة، أشار إلى أن نسبة 47 بالمئة ما زالت متمسكة بخياراتها السابقة، مقابل 20 بالمئة تفكر بتغيير قناعاتها، وأن 33 بالمئة ما زالت تفكر ولم تصل بعد إلى قرار إيجابي أو سلبي، “الأمر الذي يدعو مجددا إلى التفكير بطريقة مختلفة عن التفكير الذي ما زال سائدا حتى اليوم، خصوصا وأننا كلنا لا نملك القدرة على التغيير في الأحداث التي تسود المنطقة، الأمر الذي يحتم علينا أن نأخذ بالإعتبار ضرورة التوافق على خطوط عريضة لا مبرر للإختلاف حولها، وتحديدا على صعيد مصلحة طرابلس وامتلاك قرارها بيد أبنائها، وتنطلق أبجدية هذا التوافق من البعد عن الإدعاء غير المستند إلى وقائع، والمبالغة في تقدير نتائجه سلبا وإيجابا خصوصا وأن أحدا منا لا يملك القدرة على امتلاك الحقيقة الكاملة”.
وشدد الشريف على “ضرورة وأهمية الخروج من الإنغلاق والتقوقع إلى الدائرة الوطنية الأوسع التي تأخذ بالإعتبار تفهم الآخر، والإستفادة من تجارب الآخرين بهدف عدم تكرار تجارب ثبت فشلها، والتمسك بما يعزز وحدة الوطن أرضا وشعبا ومؤسسات”.
عامودي
وأطلق عبدالرحيم عامودي “صرخة وجع وألم تعكس خطورة الوضع الإقتصادي المتردي الذي وصلت إليه المدينة، وتحديدا في الأسواق الداخلية، بدءا بباب التبانة مرورا بالقبة والسويقة والنحاسين والبازركان والكندرجية، التي كانت من باب التبانة إلى جبل النار في الحدادين وباب الرمل تعج بالحركة، وأصبح أصحابها اليوم غير قادرين على تأمين إيجاز محلاتهم ورواتب العاملين فيها”.
وختم “تتساءلون عن طرابلس إلى أين؟ وأقول: لقد مررنا بمطبات كثيرة وتجاوزناها كلها وإذا كان المطلوب أن نرحل فهذا الأمر لن يحصل، نحن باقون هنا شاء من شاء وأبى من أبى، وسيعود لساحة عبدالحميد كرامي وساحة التل والسراي العتيقة والزاهرية والأسواق الداخلية رونقها ودورها، ورغم أن طرابلس مستهدفة منذ زمن بعيد بعد أن تسلط عليها الزعران، إلا أنها ستعود لأهلها وستمنع استهدافها لتعود كما كانت مدينة المحبة والتسامح، قلعة وطنية بإمتياز”.
الوكالة الوطنية