الثلاثاء 23 تموز 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
شكّلت الزيارة الأخيرة لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إلى الولايات المتحدة أوائل الشهر الجاري، المحطة الأحدث في سياق طويل ابتدأته الدوحة منذ اندلاع الأزمة الخليجية في حزيران/ يونيو 2017. محطة أثبتت نجاح الإمارة الصغيرة في حيازة الرضى الأميركي بعدما بدا لوهلة أن واشنطن تنحاز إلى حليفتها الأكبر على حساب صغار الأصدقاء.
لكن ذلك لم يكن، حقيقة، أكثر من زلّة لسان أو قدم لدونالد ترامب سرعان ما تم تداركها. لا وكالة أميركية حصرية لأيّ من الحلفاء مهما علا شأنه، والقطريون يظلّون مفتاحاً أساسياً في غير ملف، بما في ذلك الصراع الفلسطيني ــ الإسرائيلي. هذا المحدّد ظهر واضحاً أنه يكمن في خلفية التعامل الأميركي الأخير مع الدوحة، التي أتقنت من جانبها سياسة التودّد إلى واشنطن، من طرق شتّى، تبدأ بالاستثمارات ولا تنتهي بالتقرب من تل أبيب. اليوم، تبدو إمارة الغاز متفوّقة على مقاطِعيها (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لناحية قدرتها على لعب دور حيوي بالنسبة إلى الأميركيين، على رغم كل محاولات إبعادها من الفلك الأميركي من قِبَل «الرباعي العربي».
أما إدارة ترامب فتظهر الأكثر استفادة من كل ما حدث بين «الأشقاء» خلال العامين الماضيين: بئر بليونات ووظائف، ومقار للقواعد العسكرية تبنى بأموال «المضيفين»
المصدر: الاخبار