مجلة وفاء wafaamagazine
من فرنسا الى الولايات المتحدة مروراً بالصين وروسيا وبريطانيا ومصر، عقد المانحون الدوليون اجتماعاً إفتراضياً عبر تقنية الاتصال المرئي دعا اليه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالمشاركة مع الامم المتحدة.
أكد البيان الختامي لـ«مؤتمر الدعم الدولي لبيروت وللشعب اللبناني» أنّ «انفجار بيروت الذي ضرب المدينة في قلبها، كان بمثابة صدمة للشعب اللبناني بأسره ولأصدقائه وشركائه في الخارج».
وأشادوا بالشجاعة الملفتة التي اظهرها اول المُستجيبين والأطقم الطبية وفرق البحث والانقاذ وجميع اللبنانيين والفرق الدولية المرسلة لمساعدة الضحايا وتقديم جهود طارئة، بما في ذلك الصليب الاحمر والدفاع المدني اللبنانيين.
وأكد المشاركون انّ المجتمع الدولي وأقرب اصدقاء لبنان وشركائه لن يخذلوا الشعب اللبناني.
وقرروا العمل بحزم وبالتضامن لمساعدة بيروت والشعب اللبناني على تجاوز نتائج مأساة 4 آب. واتفقوا على حشد موارد مهمة في الايام والاسابيع القادمة بهدف تلبية الاحتياجات الفورية لبيروت والشعب اللبناني.
وقال البيان: «وفقاً لتقييم الامم المتحدة، هناك حاجات واضحة بصورة خاصة في القطاع الطبي والصحي، في المجال التربوي، في القطاع الغذائي وعلى صعيد إعادة التأهيل المدنية، وهذه المحاور سوف تحظى بالاولوية ضمن برامج المساعدات الدولية الطارئة».
وتوافق المؤتمرون على ان تكون مساعداتهم سريعة وكافية ومتناسبة مع احتياجات الشعب اللبناني ومنسّقة جيداً تحت قيادة الامم المتحدة، وان تُسلَّم مباشرة للشعب اللبناني، بأعلى درجات الفعالية والشفافية.
وأشار البيان إلى أنه «بناءً على طلب لبنان، انّ المساعدة من أجل تحقيق محايد وموثوق ومستقل في انفجار 4 آب تشكّل حاجة فورية وهي متوفّرة. وأبدى الشركاء استعدادهم لدعم النهوض الاقتصادي والمالي للبنان، ممّا يستدعي، في إطار استراتيجية لتحقيق الاستقرار، التزام السلطات اللبنانية بالكامل القيام سريعاً بالاجراءات والاصلاحات التي يتوقّعها الشعب اللبناني».
وأوضح البيان الختامي أنه «في هذه الاوقات العصيبة، لبنان ليس وحده. فالمجتمع الدولي، بما فيه أهمّ شركاء لبنان، اجتمع مع فرنسا والامم المتحدة للوقوف الى جانب بيروت والشعب اللبناني، وهم سيواصلون بذل قصارى جهودهم لتلبية احتياجاتهم الأكثر إلحاحاً».
إشارة إلى أنه شارك في المؤتمر، الذي عقد في باريس لمساعدة بيروت والشعب اللبناني، 36 دولة ومؤسسة دولية.
وفي بداية المؤتمر، وقف المشاركون وقفة تضامنية مع لبنان، كما أعربوا عن تعازيهم القلبية لسكان بيروت.
ميشال عون
وشكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على مبادرته عقد المؤتمر الافتراضي لدعم لبنان بعد كارثة الانفجار في مرفأ بيروت مع الامم المتحدة، كما وجّه الشكر للدول الشقيقة والصديقة على مسارعتها لمساعدة لبنان.
وشرح عون «ما سَبّبته هذه الكارثة في بيروت على جميع المستويات: الانسانية والاجتماعية والصحية والتربوية والاقتصادية، وتركت جروحها في كل بيت ولدى كل عائلة، فهذا الزلزال ضربنا ونحن في خضمّ أزمات اقتصادية ومالية، ونزوح كثيف كَلّف لبنان حتى تاريخه أكثر من 30 مليار دولار اميركي، بالاضافة الى انعكاسات جائحة «كوفيد-19»، ممّا يجعل تداعياته تتخطّى قدرة هذا الوطن الصغير وشعبه على الرغم من كل روح التضامن التي أظهرها».
وقال: «لا يسعني الّا ان أثمّن عالياً، باسمي وباسم الشعب اللبناني، التضامن الدولي الذي تجلّى بمسارعة قادة الدول والمسؤولين الى الحضور او الاتصال والاعراب عن التعاطف والمؤازرة في لملمة الجراح، كمبادرة الدول الشقيقة والصديقة الى إرسال المساعدات الانسانية والطبية الطارئة».
وتابع: «إنّ إعادة بناء ما دمّر واستعادة بيروت بريقها تتطلّبان الكثير، فالاحتياجات كما يتبيّن لكم، ايها الاصدقاء، كبيرة جداً وعلينا الاسراع في تلبيتها خصوصاً قبل حلول فصل الشتاء، حيث ستزداد معاناة المواطنين الذين هم من دون مأوى في ظل كل تلك الاوضاع الضاغطة. وفي ما يتعلق بصندوق التبرعات المنوي إنشاؤه، أشدد على ان تكون ادارته منبثقة من هذا المؤتمر».
وأكّد: «إلتزمتُ امام شعبي بتحقيق العدالة، والتزمت ايضاً بأن لا احد فوق سقف القانون، وانّ كل من يثبت التحقيق تورّطه سوف يحاسب وفق القوانين اللبنانية. تعهدتُ ايضاً بمحاربة الفساد وبالاصلاح، وعلى الرغم من كل العوائق، بدأت التدابير الملموسة وفي طليعتها التحقيق المالي الجنائي الذي لن يقتصر على مؤسسة واحدة، بل سيشمل كل المؤسسات».
وختم: «هي ليست المرة الاولى التي تدمّر فيها بيروت، ولكنها في كل مرة تنهض من تحت أنقاضها. واليوم، كلّي ايمان بأنّ بيروتنا ستنهض كما كل مرة. نعم ستنهض، بمساعدتكم، وبعزيمة أهلها وكل اللبنانيين».
فرنسا
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد افتتح المؤتمر بكلمة شدّد فيها «على وجوب العمل بسرعة وفاعلية لمساعدة لبنان وشعبه لمواجهة الكارثة التي حلّت به، والرد بسرعة على حاجات اللبنانيين من خلال إيصال المساعدات عبر الامم المتحدة مباشرة الى الشعب بمشاركة صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية الدولية».
وطالبَ ماكرون بـ»تحقيق غير متحيّز، ذي مصداقية، ومستقل لكشف ملابسات الانفجار»، ودعا الى «الحرص على وجوب عدم حصول أي فوضى في لبنان منعاً لتهديد الامن والاستقرار فيه وفي المنطقة»، معتبراً انّ «مستقبل لبنان وشعبه على المحك». ولفت الى اهمية ان تقوم السلطات اللبنانية بإصلاحات سياسية واقتصادية.
غوتيريس
ثم ألقت الأمينة العامة المساعدة للامم المتحدة، السيدة امينة محمد، كلمة ركّزت فيها على دعم منظمات الامم المتحدة للبنان في هذه الظروف الصعبة.
واستهلّت كلمتها بنقل «تحيات الأمين العام أنطونيو غوتيريس وتضامنه مع لبنان والتزامه القوي بخيره وسلامته، وأسفه لعدم التمكن من الانضمام الى هذا المؤتمر».
وقالت: «لقد صدم انفجار بيروت العالم. أقدم تعازيّ الحارة للذين فقدوا أحبّتهم، وأدعو بالشفاء العاجل للجرحى، وأتعهّد بالتزام الأمم المتحدة بمساعدة لبنان بكل السبل الممكنة».
ترامب
بدوره، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن «تعازيه الخالصة»، مشيراً إلى أنّ «المساعدات قد تحركت بالفعل نحو لبنان بعد الحادثة المفجعة، حيث وصل قسم منها والقسم الآخر بات في طريقه».
وشدّد على «وجوب معرفة من يقف وراء هذا الانفجار والسبب، وهل كان بالفعل حادثاً أم لا»، مؤكداً «أننا ملتزمون العمل على مساعدة لبنان لتخطّي هذه الكارثة التي لم أشهد مثلها من قبل».
وبحسب بيان صادر عن البيت الأبيض، حَضّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحكومة اللبنانية على إجراء تحقيق «كامل وشفاف» في انفجار مرفأ بيروت»، لافتاً الى «استعداد الولايات المتحدة للمساعدة فيه».
وقال البيان: «إنّ الرئيس ترامب أعاد تأكيد استعداد ورغبة الولايات المتحدة في مواصلة توفير المساعدة لشعب لبنان»، مشيراً الى أنّ ترامب «اتفق مع القادة الآخرين على ضرورة تنسيق الاستجابة الدولية بشكل وثيق».
ودعا ترامب إلى الهدوء في لبنان مع إقراره بـ«مشروعية الدعوات التي أطلقها المتظاهرون السلميون الى الشفافية والإصلاحات وتحمّل المسؤوليات»، بحسب البيان.
الكويت
ترأس رئيس مجلس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد، وفد الكويت المشارك في المؤتمر الدولي لمساعدة ودعم بيروت والشعب اللبناني.
وأعلن الشيخ الخالد عن «استعداد الكويت لتقديم الدعم في مواجهة هذه الكارثة، بالتزامات مسبقة على الصندوق الكويتي للتنمية يُعاد تخصيصها لمصلحة لبنان بما يقارب 30 مليون دولار سيتمّ التنسيق بشأنها مع السلطات اللبنانية لدعم الأمن الغذائي، إضافة إلى مساعدات طبية وغذائية عاجلة تصل إلى 11 مليون دولار، إضافة إلى تبرعات الجمعيات الخيرية الكويتية».
قطر
من جهته، كشف أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمته، أنّ قطر ستعلن في الايام المقبلة مساهمتها في إعادة إعمار بيروت من خلال البرامج التي سيتم إقرارها، مشيراً الى أنها سارعت «شعباً ومؤسسات لتلبية نداء الأشقاء في لبنان وتقديم المساعدات الاغاثية العاجلة لهم بما قيمته 50 مليون دولار، إسهاماً منّا في عمليات الاغاثة للتخفيف من معاناة الشعب اللبناني وتجاوز ظروفه البالغة الصعوبة، كما قمنا بإيفاد فريق مجهّز من مجموعة البحث والانقاذ القطرية وإنشاء مستشفيات ميدانية».
أضاف: «إنّ مواجهة هذه الأزمة وتداعياتها السلبية الخطرة، رهينة بتعزيز الوحدة الوطنية وتوحيد وتكثيف الجهود الحكومية والمجتمعية في لبنان، وتقديم المجتمع الدولي كافة أشكال المساعدات اللازمة من الإغاثة وحتى الترميم وإعادة الإعمار».
الملك عبدالله
ووصف الملك الأردني عبدالله الثاني المأساة التي شهدها لبنان بالفظيعة، لافتاً إلى أهمية وقوف العالم إلى جانب لبنان. وأعلن إرسال وزير الخارجية الأردني الأسبوع المقبل إلى بيروت لتنسيق المساعدات الأردنية إلى لبنان.
النقد الدولي
إلى ذلك، قالت مدير عام صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغيفا: «انها مأساة فظيعة تحلّ في وقت عصيب. لبنان يعاني تحديات اقتصادية واجتماعية عميقة، وهي تفاقمت بهذه الجائحة، وبشكل أكبر بفِعل غياب الارادة السياسية لتبنّي وتنفيذ الإصلاحات المهمة التي لطالما طالبَ بها الشعب اللبناني. وهذه هي اللحظة الملائمة لكي يتوحّد صناع السياسات اللبنانيين لمعالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الحادة».
البرازيل
وقال الرئيس البرازيلي في «مؤتمر الدعم الدولي»: «أرسلنا مساعدات إغاثة، وستحطّ طائرة برازيلية في الايام المقبلة في بيروت تحمل مواد طبية، كما سترسل عبر السفن 400 طن من الأرز. واتفقنا مع السلطات اللبنانية على إرسال فريق تقني للمساعدة على إجراء التحقيقات في اسباب الانفجار».
قبرص
أمّا الرئيس القبرصي فأوضح عن تقديم مساعدات مالية بقيمة 5 ملايين يورو، ووَضع مطارات قبرص القريبة من لبنان في تصرف اليونيفيل والامم المتحدة والدول الراغبة في ارسال المساعدات الانسانية الى لبنان، والاستعداد لإرسال مزيد من المساعدات.
الاتحاد الأوروبي
وقال رئيس المجلس الاوروبي في «مؤتمر الدعم الدولي»: «إنّ الاتحاد الاوروبي قام بتحريك طواقمه لإرسال المساعدات الانسانية بما قيمته 33 مليون يورو، واكثر من 250 من رجال الانقاذ باتوا على الارض اللبنانية، إضافة الى أطنان من المساعدات الطارئة، وسيتم بحث امكان ارسال مساعدات اضافية بقيمة 30 مليون يورو».
أبو الغيط
من جهته، أكد أمين عام جامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط «انّ كل العالم يؤكد عدم ترك اللبنانيين لوحدهم، والأولوية هي لإعادة الاعمار واعادة الناس الى منازلهم، وستقوم الجامعة بوضع كل مواردها وخبرتها من اجل تحقيق هذا الهدف، ويحق للبنانيين معرفة حقيقة الحادث وتحقيق العدالة».
استراليا
أمّا رئيس وزراء استراليا فأشار الى «اننا قدّمنا مجموعة مليوني دولار من المساعدات الانسانية العاجلة بعد الانفجار، وسنزيد المبلغ الى 5 ملايين، وسنبقى مستعدين لتقديم المزيد من المساعدات عند الطلب».
وكانت كلمات لعديد من البلدان أكدت دعمها للبنان وشعبه، وهي: مصر، اليونان، ايطاليا، اسبانيا، السويد، العراق، فنلندا، النروج، الدانمارك، كندا، هولندا، بريطانيا، المانيا، بلجيكا، رئيس البنك الأوروبي للاستثمار، رئيس المجلس الاوروبي، سويسرا، الصين.
تقديمات
أفادت وكالة «رويترز» بأن الرئاسة الفرنسية أعلنت انها تلقت تعهدات لمساعدة لبنان على المدى القريب بنحو 252.7 مليون يورو.
الجمهورية