مجلة وفاء wafaamagazine
تفقد المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية، البروفيسور ابراهيم آدم الدخيري، يرافقه المدير المالي والإداري في المنظمة رائد حتر، والمدير العام لصندوق الاقليم للتنمية الدكتور عماد حمدان، موقع “مجمع الإقليم للتمنية” في بلدة بكيفا في منطقة إقليم الخروب، حيث وافق مجلس وزراء الزراعة العرب على طلب لبنان إقامة “المركز العربي لرواد الأعمال الزراعيين”، في الموقع، والذي يقدم خدماته لـ 21 دولة عربية في مجال التكنولوجيا الزراعية الذكية.
وبعد الجولة الميدانية، أقام حمدان لوفد المنظمة العربية مأدبة غداء تكريمية على شرفهم في مطعم “تلة البحر” في جون، في حضور أعضاء من مجمع الاقليم للتنمية.
بداية، تحدث حمدان مبديا أسفا كبيرا “لتأخر الأعمال في موقع المركز بسبب الروتين الاداري في الوزارات والإدارات اللبنانية”، شاكرا وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى على توقيعه “اليوم تراخيص الإستصلاح”، متوقعا “ان تنجز اعمال بناء المركز خلال ثلاثة أشهر”.
وقال: “إن زيارة وفد المنظمة العربية للتنمية الزراعية، لموقع المشروع، تأتي في إطار زيارته للبنان ولقائه مع وزير الزراعة، تنفيذا للقرارات المتخذة في الاجتماعات التي عقدت على مستوى جامعة الدول العربية في القاهرة لمساعدة لبنان بالأزمة العصيبة التي عصفت من جراء انفجار مرفأ بيروت”.
وأشار الى ان “الدخيري دشن منذ أكثر من عام المركز العربي لرواد الأعمال الزراعية، وهو مركز مهم جدا للبنان واقليم الخروب، حيث اتخذ فيه قرار في 5 أيلول في مؤتمر وزراء الزراعة العرب الذي عقد في الخرطوم بالسودان، وصادقت عليه المؤسسات التابعة للمنظمة العربية، ومنه المجلس التنفيذي”، وقال: “لدينا لقاء قريب مع وزير الزراعة في لبنان لشرح هذا الموضوع ومتابعته على مستوى الحكومة”.
وتابع حمدان: “بالنسبة لنا، المركز العربي لرواد الأعمال الزراعية، اتخذ القرار بناء لرغبة المدير العام الدخيري انطلاقا من محبته وغيرته على لبنان على مختلف المستويات، ودعمه المطلق لمشروع صندوق الاقليم للتنمية والابتكار، الذي ينفذ المنطقة الإقتصادية النموذجية في اقليم الخروب النموذج الذي من المتوقع ان يطبق في مختلف المناطق العربية”.
وأكد ان “المركز العربي لرواد الأعمال الزراعيين، هدفه نقل التكنولوجيا للقطاع الزراعي وقطاع تربية المواشي، وتعليم وتدريب وتأهيل مختلف المزارعين العرب على استعمال احدث انواع التكنولوجيا في مشاريعهم، والتي تخفض التكلفة وتحسن الإنتاج وتسمح لهم من الدخول في المنافسة في الاسواق الداخلية والخارجية”.
وقال: “هدفنا مع المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن نثبت أننا قادرون على إدارة مشاريع على مستوى عالمي، حيث أن المشاريع التي ننفذها هي مزراع ذكية وزراعات ذكية. ونحن نخلق منتجا جديدا بهدف تكبير الاقتصاد ويوفر فرص عمل ويثبت اللبنانيين في مناطقهم ويخفف من حركة النزوح نحو المدينة، وهذه الأهداف نلتقي بها مع المنظمة العربية”.
وشكر الرئيس سعد الحريري على “جهوده ومساعيه في تحقيق هذا المشروع، حيث ان الاتفاقية مع المنظمة العربية تمت بناء على طلب من الرئيس الحريري عندما كان رئيسا للحكومة، والذي التقى وقتها مع الدخيري وتمنى عليه ان يكون هذا المركز في اقليم الخروب”، مؤكدا على “الجهود التي يقوم بها الدخيري في تحقيق المشروع على ارض الواقع، لا سيما في مجال تأمين التمويل للمشروع، حيث اتى بموافقة من البنك الاسلامي للتنمية”.
وأشار حمدان كذلك، الى ان “اللقاء مع حاكم مصرف لبنان كان ايجابيا جدا وابدى الاستعداد لدعم مثل هذه المشاريع في لبنان، مشيدا بهذه الرغبة والنية التي مازالت موجودة في المؤسسات والمنظمات العربية، والتي التزمت بهذا المشروع ودعمته”، لافتا الى انه “سيتم تعميم هذا المشروع في أربع مناطق لبنانية بناء على رغبة لبنان ممثلة برئيس حكومته انذاك والمدير العام، بتمويل متوقع أن يصل في مختلف المناطق اللبنانية الى حوالي 80 مليون دولار”.
وقال: “باشرنا بالدراسات وأخذنا أرضا في منطقة المنية في شمال لبنان لكي يكون المشروع الثاني وبعده ننتقل الى البقاع بعد ان تتحسن الظروف والاوضاع”.
وشكر “كل ابناء اقليم الخروب وفعالياتهم وبلدياتهم على دعم المشروع وخصوصا صاحب الأرض المقدمة كاستثمار مطرانية صيدا المارونية بشخص المطران مارون العمار المشجع الكبير للتنمية في كل المنطقة ولمصلحة كل ابنائها”.
الدخيري
ثم تحدث الدخيري، فأشار الى ان “المنظمة العربية للتنمية الزراعية هي أحد أعمدة العمل العربي المشترك، فهناك المنظمة العربية للتنمية الصناعية والإدارية واتحادات أخرى، فكلها تحت مظلة جامعة الدول العربية والتي رئاستها في القاهرة”، لافتا الى ان “المكتب الرئيسي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية في الخرطوم في السودان، بالإضافة الى مكاتب اقليمية للمشرق العربي في الأردن وفي المغرب العربي في الجزائر ومكتب وادي النيل في القاهرة، والذي يشمل مصر والسودان وجيبوتي وجزر القمر والصومال، ومكتب مجلس التعاون الخليجي، والذي افتتح قبل أزمة كورونا في دولة الكويت”.
وأكد أن “أهداف المنظمة التي انشئت في العام 1970، دعم التنمية الزراعية في الوطن العربي والتركيز على قضايا الأمن الغذائي والحفاظ على الموارد الطبيعية”.
وقدم الدخيري لمحة عن مسيرة المنظمة وعملها والاستراتيجيات التي اتبعتها منذ تأسيسها، وريادة الأعمال، مؤكدا ان هذا الموضوع “حيوي جدا”.
وبالنسبة لمشروع اقليم الخروب، شدد على ان المنظمة “تعهدت ان تنشئ المكتب العربي لريادة الأعمال الزراعية، قائلا: “أنجزنا هذا العمل، حيث زرت لبنان عدة مرات وقمنا بتأمين التراخيص المطلوبة، ودشنا وقتها مع الرئيس سعد الحريري مقر المركز”.
وركز على “ضرورة دعم هذا المشروع الذي هو المدخل الحقيقي للتحول بالقطاع الزراعي في لبنان”. ولفت الى أن المشروع يعتمد على نقل التقنيات وتدريب الفئات المستهدفة للنساء الريفيات والشباب الريفي الذين يشاركون في هذه المشاريع بأفكار متعددة”، مشددا على أهميته في المنطقة .
وتناول الدخيري المعايير المطلوبة في المشروع على مستوى السوق المحلي والعالمي، مؤكدا “أهمية التدريب الموجه في المركز العربي لرواد الاعمال، حتى نبني قدرات المنتجين، ليتمكنوا من التعامل مع هذا الحدث، والدفع بالزراعة الى الأمام”.
وأمل “أن يحل الأمن والاستقرار في العالم العربي، وتفتح آفاق فرص العمل والنهوض بالعمل العربي المشترك”، شاكرا لبنان ومنطقة إقليم الخروب على هذه الدعوة، مؤكدا العمل مع وزارة الزراعة اللبنانية لتقديم الدعم العربي للبنان”. وشدد على “متابعة مشروع منطقة اقليم الخروب لتحقيقه بشكل كامل والتحول بالقطاع الزراعي”.