مجلة وفاء wafaamagazine
أشار أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلّين “المرابطون” العميد مصطفى حمدان، إلى أنه “انطلاقاً من أن ما قبل الانفجار النكبة في مرفأ بيروت ليس كما بعده، تبرز الارتدادات والتداعيات، ليأتي التدخّل الفرنسي المباشر على أعلى المستويات، ولا بد أن نضع الحراك الفرنسي في إطاره الاقليمي والدولي”.
وفي حديث لـ”النشرة”، لفت حمدان الى أنه “على الصعيد الدولي هناك فوضى عارمة يفتعلها الرئيس الاميركي دونالد ترامب ليستخدمها في معركته الانتخابية، وهي تمتد من شرق آسيا مروراً بمنطقة الشرق الأوسط وصولاً الى قلب أميركا”، مشيرًا الى أنه “على الصعيد الإقليمي في المنطقة العربية نجد أن أميركا قد تتناقض سياساتها استناداً الى الجغرافيا والتوقيت، بدءًا من إعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ضمّ الاراضي الى الكيان اليهودي ومن ثم الخطوة الاعلامية التي صدرت عن الامارات بالتطبيع مع إسرائيل، إلى ما جرى من التدخل الفرنسي المباشر في الاحداث اللبنانية وفرض مسار معين داخلي، نتيجة انهيار نظام الفيدرالية المذهبية المُقنّعة ما قبل الانفجار وعدم قدرته على إعادة إنتاج نفسه من خلال تقدم الانتفاضة الشعبية ووصول الوضع الاقتصادي المالي إلى القاع”.
وتابع حمدان: “من هنا نرى أن الرئيس الفرنسي (ايمانويل ماكرون) وبتقييم استراتيجي مهم، يتجه الى لبنان ليتدخل في الصغيرة والكبيرة ويعطي دروساً في الإصلاح والنظام المصرفي وغيره، ويكاد يفرض ما لا يستطيع ان ينفّذه في بلاده، فالمؤتمر الصحفي الاخير كان عنواناً لموضوع التدخل الفرنسي في الساحة اللبنانية، ففي الشكل كدنا أن نظن أنّ الرئيس إيمانويل ماكرون رئيساً للمجلس النيابي أو رئيساً مكلفاً بتاليف الحكومة اللبنانية، وكدنا ننسى لغته الفرنسية بالشكل والمضمون مما طرحه على الصعيد اللبناني”.
ورأى حمدان أن “الخلوة الصدمة الذي حصلت لمدة عشر دقائق بين ماكرون والنائب محمد رعد، كانت بداية التحضير للمبادرة الفرنسية الاتية والتي استقبلها حزب الله بخطاب هادئ ويسعى الى احتواء ما جرى”، معتبرًا أنه “بالنسبة الى التباين الفرنسي-الاميركي أظن أن هناك قناة معينة إقليمية بين ايران وفرنسا بعلم أميركا وهي غير مرئية”.
وشدّد على أن “فرنسا لا يمكن أن تتخذ مبادرات خارج إطار الدعم الأميركي، وما سمعناه أمس من خطاب وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، واتفاقه مع الفرنسيين حيال تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان وغيرها يؤكد أن ماكرون لا شك ينسق مع الاميركيين وأن زيارة المسؤول الأميركي ديفيد شينكر بعد المبادرة الفرنسية ستكون باهتة في النتائج شكلاً ومضمونًا”.
ولفت حمدان الى أن “الاندفاعة الفرنسية المدعومة أميركياً في الساحة اللبنانية تنتهي صلاحية فعاليتها في تشرين الثاني موعد الانتخابات الاميركية، ومن هنا نرى هذا الاصرار من ماكرون على الاسراع في استغلال هذه الفرصة وتجاوب حزب الله أيضا”.
وأضاف: “بالنسبة إلى إمكانية تشكيل حكومة مُنتجة، أظن أن الأمور متجهة الى استكمال التدخل الفرنسي المباشر في الشؤون الداخلية اللبنانية لإنتاج حكومة، وهناك وجوه جديدة بالاضافة الى عملية خلط للمبادئ الروتينية التي يرتكز عليها تأليف الوزارات بما يسمونه وزرات سيادية وخدماتية”، مُبيّنًا انه “يجب ألّا تتعدى الـ12 وزيراً، وهناك إصرار من أديب على ذلك، كما أن المدة الزمنية المتاحة بين الأسبوعين والشهر استناداً للتمني الفرنسي”.
من جهة اخرى استغرب حمدان حديث الجميع عن الدولة المدنية وخاصة من حكم لبنان طائفيًا ومذهبيًا، معتبرًا أن “الاساس في الدولة المدنية هي الدولة العلمانية الحقيقية، والبند الأول فيها الاعتماد على الكفاءة والنزاهة والشفافية والقدرة في تنفيذ الاختصاص الفردي على مختلف المستويات المسؤولة في الادارة الرسمية لهذه الدولة”.
وختم: “الاهم هو أن نبني المواطن اللبناني على تقبّل فكرة الواقع العلماني، وعندما اقول علماني لا اعني أنه مفهوم ضد الدين او منافٍ للجوهر الايماني للطوائف في لبنان، انما العلمانية هو الخروج من استخدام فرض السلطة الدينية واستغلالها لأمور دنيوية”.