حاورته وفاء بيضون
هو الطب .. مهنة إنسانية تفوق جميع المهن نبالة ، وأخلاقا تكاد تصل حد القداسة ، لما تتضمنه من صفات قيمة . فسمة كل طبيب تكمن في عمله الإنساني ، وطريقة تعاطيه مع مرضاه ، نحن اليوم أمام أحد أطباء العصر الذين يمتلكون جواز عبور إلى كل القلوب والعقول ، و هذا ليس بسبب حرفته المشهود لها ، بل لكثرة الصفات الخيرة المجتمعة في شخصه ، والنادرة في زمن الشح بالمشاعر الإنسانية.
الطبيب حسن يوسف دهيني أخصائي أمراض جهاز التنفس والحساسية ، وطب النوم خريج جامعة خاركوف ( أوكرانيا ) عضو في جمعية الصدر، وأمراض الجهاز التنفسي الأوروبية ، والأمريكية ، واللبنانية ، شارك في عدة مؤتمرات عالمية ، كان آخرها مؤتمر ميلانو الطبي في إيطاليا .
بما اننا اليوم على أبواب فصل الشتاء الذي يحمل لنا معه الكثير من المشاكل الصحية والتي تتفاوت بين شخص و آخر ، كان لا بد لنا من زيارة عيادة الدكتور حسن يوسف دهيني للوقوف عند أسباب وأمراض الجهاز التنفسي وأعراضها وكيفية الوقاية ، منها بالإضافة إلى سبل علاجها
نظرا لأن الربو ( الأزمة – Asthma ) هو من أكثر حالات ضيق التنفس انتشارا في كافة المراحل العمرية ، استطلعنا مع الدكتور كل ما له صلة بتلك الحالة ..
فقال :
إن أسباب ضيق التنفس عديدة منها ما يتعلق بالرئتين ، ومنها ما يتعلق بالقلب ، وحالات أخرى أذكرها تباعا في سياق الحديث
بالنسبة للرئتين قد يكون السبب هو الإنسداد الرئوي ، ( مرض الإنسداد الرئوي عند المدخنين ، و مرضى الربو الأزمة – Asthma حساسية على القصبات الهوائية ) أو نسيج الرئة ، و التليف الرئوي
ذا كلفة العلاج الباهظة ( إن وزارة الصحة تقدم حاليا العلاج مجاني للمرضى وهو علاج مساعد يؤخذ لمدى الحياة ).
كذلك ضيق التنفس ، الذي يكون عند مرضى السرطان ( ماء على الرئتين ) بحيث تضغط على التنفس ، أيضا قد يكون ضعف في عضلة القلب ، و هذا ينتج عنه احتقانا في الرئتين ، و الشخص الذي يعاني من مشاكل في شرايين القلب يشعر بالتعب ، و بضيق التنفس عند القيام بأي جهد .
وهناك حالات أخرى :
مشاكل في الغدة
أسيد على المعدة ، والحموضة التي تسمى ( الارتداد الصامت )
نتيجة أطعمة معينة تظهر عوارضه عند النوم فيتحرك الأسيد بشكل صامت من دون الشعور بالحموضة فيسبب ضيق التنفس
من المسببات أيضا :
التوتر ، نقص في الحديد
فهذه هي الأسباب الأساسية الناتجة عن ضيق التنفس التي نشاهدها بشكل يومي تقريبا ما فوق %95
بالنسبة الى مرض الربو ( الأزمة – Asthma ) هو مرض مزمن يصيب القصبات الهوائية وهو مرض وراثي ، أكثر الحالات التي نشاهدها الربو التحسسي تظهر عوارضه منذ الولادة ، في هذه الحالة يكون الوضع جيد لان عوارضه تختفي ( يختبئ الربو ) على عمر يراوح ما بين الست او سبع سنوات ، ومنهم تطول الى سن البلوغ لفترة زمنية طويلة ، وفي سن الأربعين او أكثر او اقل بقليل تظهر العوارض مجددا على المريض ، ولغاية الآن لا نعلم ما هي النتيجة ، قد يكون تغير المناخ ، او تغييرات هرمونية لدى المريض ، او ممكن ان تكون نتيجة ( كريب او زكام ) فتظهر العوارض مجددا ، حيث تصنف حالاته من الدرجة الأولى الى الدرجة الرابعة
الدرجة الرابعة التي هي أقوى الدرجات تصنف وتعرف بالتخطيط للتنفس عبر معرفة حجم ضيق القصبات الهوائية ، كما انه من المهم جدا إعطاء العلاج حسب النسبة لدى مريض الربو لما له من عوارض جانبية في حال كان هناك زيادة في الجرعة ، و إعطاءه الادوية الوقائية للحؤول دون تعرضه لنوبات الربو
ثم تابع :
يوجد حالات تعالج عن طريق البخاخات وهي جيدة وعلاج مساعد لمريض الربو ، و البخاخة في تطور مستمر حيث أصبح بإمكان مريض الربو ان يعيش حياته بشكل طبيعي وان يتواجد في أماكن تحسسية بالنسبة له
اسهل انواع الربو الحساسية على الحيوانات Pets ( الكلاب ، القطط ، الاحصنة ) فقط تجنبها والابتعاد عنها
الخيار الثاني الذي يعمل بمفعول %100 على الحساسية الأنفية ، و %70 على الرئتين ( الربو ) يسمى العلاج المناعي
العلاج المناعي هو عبارة عن فحص يجرى للمريض لمعرفة مسببات التحسس لديه ، مسببات نستطيع ابعاده عنها الا انه يكون هناك مسببات من الصعب تفاديها ( الغبار ، العث المنزلي ، رائحة الزهر في الربيع ، عشبة تسمى عشبة الزجاج ) في هذه الحالات يحضر لكل حالة دواء خاص اسمه ( العلاج المناعي – Staloral ) يصنع في معامل في فرنسا ويوزع على كل البلدان في العالم ويصل عبر الصيدليات و يؤخذ لمدة ثلاث سنوات .
اما كيفية هذا الدواء ( العلاج المناعي -Staloral ) نبدأ بإعطاء المريض المادة التي يتحسس عليها بجرعات خفيفة تحت اللسان ، تزاد تدريجيا لمدة ثلاث سنوات ، بعد هذه المدة أصبحت المناعة لديه متأقلمة وجسده لا يتحسس على المسببات التي كان يعاني منها
كثر هم المرضى اللذين كانوا يعانون من الحساسية الأنفية تماثلوا للشفاء مع العلاج المناعي واصبحوا بحالة صحية جيدة
استمرارية استفادة المريض من العلاج المناعي الدراسات تقول ممكن ان تستمر لمدة تترواح ما بين العشر سنوات الى الاثنى عشر سنة ، عندما ننظر من الناحية الايجابية نرى ان هذا المريض قد ارتاح مع العلاج المناعي لفترة زمنية من العوارض التي كان يعاني منها
إجمالا اغلب المرضى ( مرضى الربو ) يتبعون الوقاية في طريقة عيشهم ، وهذا من الضروريات لتفادي ازمات الربو والحساسية ، وحاليا الطب في تطور دائم والعلاج اصبح حديث لدرجة عدم وجود عوارض جانبية
ثم أضاف الدكتور دهيني :
بالنسبة للمرأة الحامل المصابة بالربو يجب عليها طوال فترة الحمل ان تأخذ بخاخة حتى لا تتعرض لنوبة ربو ، لانه في حال تعرضها للنوبة يجب ان تأخذ الكورتيزون ، وفي هذه الحالة يكون له تأثير على الجنين
كما انه من الممكن ان يحصل عندها نقص بالاوكسجين ، وبالتالي نقص بالاوكسجين لدى الجنين
هنا ألفت النظر أنه أحيانا قد يكون الشخص سليما لا تظهر عليه أية عوارض ، لكن من خلال تعرضه لرائحة قوية مثال ( خلطات المنظفات المنزلية ) تبدأ عوارض ومشاكل الربو لديه ، لأن هذه الغازات المنبعثة التي لا نراها تدخل على الغشاء المخاطي ذات اللون الزهري يتأثر بشكل كبير فيصبح لونه أحمر ، في هذه الحالة مريض الربو يصاب بضيق في التنفس مما يتطلب الدخول الى المستشفى وتلقي العلاج
هناك نوع من الربو يسمى ( أزمة الربو الحادة Angioedema ) وهذه الحالة من الممكن ان لا يصل معنا المريض الى المستشفى
هنا أنوه بأهمية بل الحرص الشديد على أخذ العلاج في أوقاته وعدم الإهمال ، نحن كأطباء نعطي الأدوية حتى نمنع النوبات من حدوثها
أما بالنسبة الى علاجات ( الربو ) الحديثة ونتيجة الوقاية احب أن اشير أن هناك مرضى ربو ليس فقط استطاعوا ان يعيشوا حياة طبيعية بل أيضا استطاعوا ان يجهدوا الرئتان و ان يكونوا من الأسماء المهمة وحصد الجوائز العالمية في الرياضة ( كرة السلة ، كرة القدم ، الملاكمة )
فالاهتمام بالعلاج والوقاية مهم جدا
ثم أضاف الدكتور دهيني أما أنواع الحساسية الموجودة في العالم ، فهي أكثر من 700 نوعا،
يوجد حالات من الحساسية على الطعام ( القمح ، الحليب ، الشوكولا ، البندق ، المأكولات البحرية ) واكثرها على الاصناف البحرية ، كذلك الحساسية على أصناف من الفاكهة تسمى الوبريات واكثر الحالات المسجلة ( دراق ، لوز ، فريز )
أيضا هناك حالة لديها تحسس على ( الأرز )
وبعض الحالات على خلطات معينة من البهارات
في هذه الحالات كلها مجرد الامتناع عن تناولها تنتهي مشكلة المريض ، اهم نقطة في ما يتعلق بمشاكل الحساسية معرفة السبب ، لدينا من الاسباب المعروفة حوالي 28 مسبب ، من خلالها اصبح المكتشف لدينا حوالي % 32 نوعا من الحساسية تشكل بمثابة % 90 من مسببات الحساسية
هناك نسبة % 10 ممن لا تعرف مسببات التحسس لديهم
اما ما هو مهم جدا الحساسية على الدواء والتي هي سهلة وصعبة في آن
من المهم جدا لمريض الحساسية على دواء معين ان يدون على بطاقة خاصة التركيبة المعينة التي تسبب له مضاعفات الحساسية
أيضا من الضروري جدا عند إعطاء الدواء لأي مريض سؤاله ان كان يعاني من الحساسية على دواء معين ، وعند تناول اي دواء حتى ولو كانت حبة اسبرين وحصلت معه اية عوارض مثال ( ضيق تنفس ، حكة بالجلد ، ورم في مكان معين في جسمه ) من الضروري جدا ان يتواصل مع الطبيب المعالج واتباع ارشاداته ، هناك نوعا خطيرا من الحساسية على نوع من المسكنات عند اخذ المسكن لا تصيبهم عوارض جلدية ، بل يحصل معهم ورم وانتفاخ في القصبة الهوائية ( مجرى التنفس ) هذه العوارض هي من أخطر الحالات ، لانه ان لم يكن هناك مراقبة او معرفة مسبقة تكون العاقبة حزينة
هناك أيضا الحساسية من التعرض للسعة النحل صاحب هذه الحالة من الضروري جدا ان يكون لديه إبرة كورتيزون في حال تعرض للسعة النحل ، كما انه يوجد أنواعا من الحساسية غير معروفة السبب وعوارضها خطيرة جدا ، ففي أوروبا اليوم بات لديهم قلما أو إبرة خاصة استعمالها شبيه بإبرة الانسولين تسمى ( قلم – epipen ) مبدأه عندما يتعرض المريض لانتفاخ في الوجه يسبب له الاختناق و لا يعرف سببه وبشكل مفاجئ ومن الممكن ان لا يصل الى المستشفى لإسعافه ، سريعا في هذه الحالة يقوم المريض بوخز نفسه بالابرة ( قلم – epipen )
لكن للأسف هذا العلاج حاليا غير متوفر في لبنان
لذلك أنصح الجميع عند اخذ اي حبة دواء علينا الانتباه جيدا ، لانه قد يكون أي منا لديه ذلك التحسس الصامت دون ان يدري ، من هنا علينا مراقبة أنفسنا عند ظهور اي عوارض التوقف مباشرة عن اخذ الدواء والاتصال بالطبيب ، واتباع ارشاداته ..