مجلة وفاء wafaamagazine
نظمت اللجنة العلمية في نقابة المهندسين – طرابلس، بالتعاون مع SAP and Inflection Tech، ورشة عمل عبر تطبيق Zoom، بعنوان “التحول الرقمي للشركات”.
بداية النشيد الوطني وتحدثت أمينة سر اللجنة العلمية غنى الولي، فأكدت أن “التطور المذهل في الأجهزة والآلات والأنظمة الذكية يؤدي لإختصار الوقت وخفض التكلفة وتحقيق مرونة أكبر وكفاية أكثر من العملية الإنتاجية، ولا شك أن هذه المستجدات ستعمل على اتساع نطاق التطوير والتغيير وحدوث تحولات غير مسبوقة في الإقتصاد وسوق العمل والقطاع الصناعي حيث يمثل التحول الرقمي واحدا من أهم دوافع ومحفزات النمو في الشركات الكبرى والدوائر الحكومية مما يفرض على الشركات سباقا حاسما لتطوير حلول مبتكرة تضمن إستمراريتها في دائرة المنافسة”.
ورأت أن “التحول الرقمي يخلق فرص لتقديم خدمات مبتكرة وإبداعية بعيدا من الطرق التقليدية في تقديم الخدمات ويساعد المؤسسات الحكومية والشركات على التوسع والإنتشار في نطاق اوسع للوصول إلى شريحة اكبر من الناس”.
المصري
كما، تحدث رئيس اللجنة العلمية الدكتور علي المصري، فأعرب عن سعادته بأن “نقابة المهندسين تقوم بدور مميز من خلال تنظيمها للأنشطة والمؤتمرات العلمية الإسبوعية، حيث سبق أن تم تنظيم ورشات عمل ولقاءات هندسية منذ أسابيع واليوم تنظم اللجنة العلمية ورشة العمل هذه في إطار متابعة موضوع التحول الرقمي وتطبيقاته”.
وتابع: “يشارك في الإضاءة على هذا الموضوع خبراء يعملون على أرض الواقع وإكتسبوا العلم والكفاية في شرح التحول الرقمي ووضع هذه الشروحات في متناول القيمين والراغبين في المتابعة”.
زيادة
وألقى نقيب المهندسين بسام زيادة كلمة قال فيها: “قد لا يمر يوم إلا ونسمع خطبا هنا وهناك في العالم العربي عن ضرورة التحول الرقمي والإفادة منه في تحقيق ونمو وتنمية اقتصادية للشعوب العربية، وحتى اليوم لم يتحقق المأمول من هذا التحول الرقمي، وفي الحقيقة إن المستقبل اليوم وغدا هو لمن يتفوق رقميا، دعونا نأخذ الإمارات العربية نموذجا فقد وضعت الحكومة الإماراتية خطوات التحول الرقمي كأهم أولويتها ووضعت العديد من الخطط والاستراتيجيات واستشرفت المستقبل مبكرا عبر بنية تحتية رقمية متطورة تسمح بتوفير محتوى متميز ومتنوع يغطي مختلف المجالات الحياتية بما يسهم في نقل وتبادل المعرفة والخدمات على مستوى العالم وجاءت جائحة كورونا لتعزز ذلك التحول”.
وتابع: “رغم كورونا فقد فازت دبي بجائزة أفضل مدينة ذكية للعام 2020، ونجحت في الإستثمار في راس المال البشري مع الحفاظ على رأس المال المادي بدلا من استغلاله ونضوبه وتحويل حياة الناس بشكل كبير نحو الأفضل على المدى الطويل”.
وقال: “ففي لبنان لا يعد المصطلح غريبا على الخطاب الشائع فقد ورد مرات عدة في البيانات الوزارية وفي رؤية لبنان الاقتصادية التي أعدتها شركة ماكينزي وكذلك في استراتيجية التحول الرقمي للعام 2018 الصادرة عن مكتب وزير الدولة للتنمية الإدارية(OMSAR). في كانون الأول 2019 أنشأت الحكومة في حينها وزارة دولة للإستثمار والتكنولوجيا، التي هدفها التركيز على إقتصاد المعرفة وتسهيل ممارسة الأعمال وتشجيع الإستثمارات الأجنبية بهدف دعم إقتصاد المعرفة كجزء منتج ضمن القطاع الخاص”.
أضاف: “تتمثل ثروة لبنان الأكبر بسكانه، إذ يبين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن نحو 30% من مجمل المقيمين فيه تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاما، وهي فئة حائزة على تعليم جيد إذ يبلغ معدل الإلمام بالقراءة والكتابة ضمن هذه الفئة 99.75 % إضافة إلى ذلك يكشف تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الإقتصادي العالمي، إن التعليم الثانوي والجامعي شائع في لبنان وأن من السهل العثور على موظفين كفوئين لسوق العمل ذوي مهارات عالية ويجيدون لغات عدة وأجورهم تنافسية”.
أضاف: “كذلك وفر تعميم مصرف لبنان 331 الصادر في العام 2014 تمويلا لرواد الأعمال وإطارا للمصارف للإستثمار في الشركات الناشئة، ما أدى إلى زيادة لافتة في هذه الإستثمارات، إذ سجل مسرع الأعمال speed في منطقة بيروت الرقمية،11 حاضنة أعمال، و15 منظمة دعم و13 صندوقا لتمويل الشركات الناشئة، وبلغ حجم إستثماراتها نحو 459 مليون دولار، في حين قدمت حاضنة الأعمال Berytech نموذجا لكيفية تحقيق أنظمة رواد الأعمال فوائد كبيرة، إذ وفرت إستثماراتها القائمة منذ العام 2002، والبالغة نحو70 مليون دولار، نحو ألفي وظيفة”.
وتابع: “يعتبر مشهد الشركات التكنولوجية اللبنانية الناشئة واعدا بشكل عام، وهو أمر معترف به دوليا، بحيث يصنف المؤشرالعالمي لريادة الأعمال والتنمية في لبنان في المرتبة 59 من أصل 137 بلدا، فيما يحل لبنان في المرتبة الرابعة في نشاط ريادة المنتجات الجديدة وفق تصنيف إنسياد للقدرة التنافسية للعام 2019، مع الإشارة إلى أن مسرع الأعمال،UK Lebanon tech hub سجل قصص نجاح عديدة مثل Proximie وهي منصة للواقع المعرّز تجري عمليات جراحية عن بعد”.
وقال: “لا يعتبر ازدهار قطاع الشركات الناشئة في لبنان منيعا ضد العوائق التي تواجهه،إذ يؤدي ضعف البنية التحتية الأساسية، وضعف الحوكمة في القطاع العام الذي يتسم بعدم كفاية الأداء الحكومي الإلكتروني وإنخفاض المعرفة التقنية بين الموظفين العامين،إلى إعاقة هذه الإمكانات. تعتبر البنية التحتية الأساسية ربما العامل الأهم المفقود في الإقتصاد الرقمي في لبنان، على سبيل المثال يكاد يكون من المستحيل الحصول على كهرباء على مدار الساعة،لاسيما خلال الأزمة الإقتصادية الراهنة من دون وجود مولد كهربائي الذي قد تكون كلفته باهظة جدا على الشركات. في هذا السياق بينت دراسة إستقصائية أعدها صندوق النقد الدولي في العام 2019 أن نقص الكهرباء هو ثاني أكبر عائق أمام القدرة التنافسية في لبنان”.
وتابع: “كما نشير إلى وجود ثغرات في التنظيم والإطار التشريعي ما يعتبرونه عائقا امام الشركات الناشئة بحيث يتوقع المستثمرون توفر مستوى أساسي من الأمن والإستقرار،فضلا عن ذلك يؤدي نقص الخدمات الحكومية الإلكترونية إلى إبطاء عملية إطلاق الأعمال ،وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإرساء الحكومة الإلكترونية على مدى عقود طويلة إلآ أنها لم تحرز سوى تقدم ضئيل مرتبط بتوفير بعض الخدمات عبر الإنترنت، وفيما تمتلك العديد من الوزارات والهيئات العامة مواقع إلكترونية وحسابات على وسائل التواصل الإجتماعي تنشر من خلالها المعلومات الأساسية إلآ أن أمن الخدمات الحكومية التي يمكن إجراؤها عبر الإنترنت ضئيلة.
وختم زيادة: “رغم المستوى التعليمي الجيد للقوى العاملة، لكن لا يزال هناك فجوة في المهارات المرتبطة بإقتصاد المعرفة. تتمتع القوى العاملة اللبنانية بتعليم جيد في مجالات العلوم والهندسة والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لكن الجامعات تعرضت لإنتقادات لعدم منح المهارات التقنية والعملية الأهمية اللازمة والبطء في تحديث المناهج وتطويرها.إلى ذلك يعتبر التركيز المفرط على العلوم النظرية ونقص التنسيق بين الجامعات والقطاع الخاص سببا في فشل تزويد الطلاب بأكثر الأدوات إبتكارا والمعرفة التي يتطلبها السوق.ففيما يستمر العالم في مواجهة الأزمات والتحديات الإقتصادية المرتبطة بجائحة كورونا،تشكل التحولات الرقمية منقذا محتملا للشركات من حتمية الإغلاق نسبة إلى الفرص الهائلة التي توفرها والتي يمكن الإستفادة منها، وقد بادرت نقابة المهندسين في طرابلس إلى إنشاء مركز يعنى بالتحول الرقمي وتنمية المؤسسات الحكومية ونظم المعلومات الجغرافية. فلا ينبغي إعتبار الإقتصاد الرقمي حلا بعيد المنال كونه قطاعا فرعيا يدخل ضمن كل القطاعات الإقتصادية وعلى الرغم من شدة الأزمة الإقتصادية نعتبرها فرصة للتغيير”.
عوض
ثم، كانت مداخلة للرئيس التنفيذي للعمليات في SAP في مصر والجوار محمود عوض، قال فيها: “سعيد أن أكون معكم اليوم عبر zoom وكنت أتمنى أن أكون حاضرا بينكم لنتناول موضوع ورشة العمل سوية، وهناك سؤالان: الأول هل التحول الرقمي هو أحد أهم الركائز الموجودة في الأولويات عندكم؟ أما الثاني فهل نحن كمنشآت أو شركات أو منظمات حكومية مرنة حاليا بدرجة كافية للتأقلم بسرعة مع التغيرات السريعة التي تجري من حولنا؟”.
وتابع: “لا بد من الحديث أكثر عن التحول الرقمي في السوق بخاصة في لبنان لندعم التطور ومواكبة التحول الرقمي، وأود أن أضيف أن الشعب يتمتع بصمود كبير وهذا هو مفهومنا عن لبنان وعن اللبنانيين، ونتمنى أن تكون ورشة العمل حافلة بالأفكار التي بإمكانها أن تخدم لبنان الشقيق”.
جلسة حوارية
وأعقب ذلك جلسة حوارية عن التحول الرقمي مع رئيس المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس بالوكالة الدكتور المهندس حسان ضناوي، المدير الاقليمي ل inflexion السيد اسماعيل شمص، وأدار الجلسة المستشار في مجال المعلوماتية المهندس سمير البدوي النجار، فتناول ضناوي وشمص التحول الرقمي في القطاع العام والخاص إنطلاقا من المنطقة الاقتصادية في طرابلس كدراسة قيمة، وتوقفا عند التحول الرقمي في الشركات، وقد شمل النقاش مجالات التحول الرقمي في القطاعين العام والخاص، والاسباب الموجبة للتحول الرقمي في الشركات وكيفية الافادة منه من الجهة الربحية وضرورة مواكبة التطور وإلا تخرج الشركات من المنافسة، وتم إقتراح أحد الحلول من خلال استخدام السحب التكنولوجية التي تسهم في تخفيض التكلفة، كما طرحت فكرة الشباك الموحد الرقمي الذي يسهل على المستثمرين تأسيس الشركات والحصول على التراخيص في وقت سريع، مما يساعد على تحقيق الحوكمة والشفافية والمحاسبة”.
ورشات عمل
وأقيمت ورشات عمل تطبيقية تحدث فيها (جمال أطنه لي )، عن فوائد وتقنيات نظام التحول الرقمي وكيفية إدارة المنشأة من خلال النظام الرقمي.
كما تم عرض تجارب عبر الإنترنت مع ( أجاي براساد) ومع (نادر أبو النجا )، لاقت تجاوبا من الحضور.