الرئيسية / سياسة / هل يقطع الحريري الجسور مع عون؟

هل يقطع الحريري الجسور مع عون؟

مجلة وفاء wafaamagazine

تطغى الحركة الخارجية في هذه المرحلة على الحركة الداخلية، بدءاً من جولة الرئيس المكلّف سعد الحريري التي تَوّجَها بلقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وما سَبقها من لقاءات له في القاهرة وأبو ظبي، وصولاً إلى زيارة وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وما بينهما المواقف الدولية حول لبنان، وفي طليعتها تلك التي أطلقها قداسة البابا فرنسيس في مناسبة اللقاء التقليدي السنوي مع أعضاء السلك الديبلوماسي المعتمَد لدى الكرسي الرسولي في الفاتيكان، فيما يُنتظَر أن تستأنف الحركة المحلية، وتحديداً المتعلقة بتأليف الحكومة، بعد عودة الحريري مساء أمس من باريس.

ويتوقّع أن تنشط هذه الحركة الأسبوع المقبل، لأنّ تركيز الحريري سينصَبّ على كلمته في الذكرى الـ16 لاغتيال والده الشهيد رفيق الحريري، وما يمكن ان تتضَمّنه من مواقف عالية النبرة في موضوع تأليف الحكومة، فيما استبعدت اوساط متابعة ان يقطع الحريري الجسور مع رئيس الجمهورية ميشال عون في هذه الكلمة عن طريق تسمية الأشياء بأسمائها، لأربعة أسباب أساسية:

ـ السبب الأول، يرتبط بتمسّكه بالتكليف ورفضه الاعتذار وسَعيه إلى تخريج الحكومة، الأمر الذي يستدعي التوافق مع العهد لا التصادم. وبالتالي، على رغم الخلاف القائم بينهما في وجهات النظر، إلّا انه ما زال تحت السيطرة، وسيبقى كذلك طالما انّ الحكومة العتيدة لن تبصر النور من دون توقيعهما المشترك.

ـ السبب الثاني، يتعلّق بجولته الخارجية التي سمع فيها كلاماً واضحاص بضرورة تأليف الحكومة، وإخراج لبنان من حال الفراغ، ومفاعيل هذه الجولة لم تنتهِ مع انتهائها، لأنّ العواصم المعنية، وتحديداً باريس، ستواصل سعيها للتأليف وتُفعِّله في الاتجاه الذي يُزيل العوائق المتبقية، ومع هذه الجولة يكون الحريري قد وضع العهد في مواجهة مع عواصم القرار، ومن مصلحته ان يكون في موقع المتعاوِن، ويُظهِر غيره في موقع المعرقل، خصوصاً انّ هذه الجولة أعطته دفعاً معنوياً مهماً.

ـ السبب الثالث، يتصل بـ”المومنتوم” الخارجي الذي يعتبر أكثر من مواتٍ لإمرار الحكومة، والخشية في حال راوَح الفراغ أن تطرأ مواقف وأحداث خارجية تجعل التأليف متعذراً، وبالتالي يجب الاستفادة من هذا الوضع لإخراج التأليف من عتمة الفراغ.

ـ السبب الرابع، يرتبط بالواقع المالي والمعيشي والاجتماعي والاقتصادي الذي لم يعد يحتمل تأخير التأليف الذي يشكّل في حد ذاته صدمة إيجايية، فيما استمرار التأخير قد يُدخِل لبنان في متاهات يصبح من الصعب معها ترتيب الأمور وإبقائها تحت السيطرة.