الرئيسية / سياسة / طعمه: رفيق الحريري وبيروت لا يموتان

طعمه: رفيق الحريري وبيروت لا يموتان

مجلة وفاء wafaamagazine

اعتبر النائب السابق نضال طعمه في بيان، لمناسبة ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، أن “القيم شاخت على قمم بلادي، وسرقوا الأمل يوم اغتالوك يا شيخ الشهداء. وعندما حاول ثلج القمم أن يجدد بياضه، ويكرس صفاءه، ويستعيد رجاء بنيه وأصالتهم، لعبوا بمسار الزمن، وأداروا آلة الموت تمشي خبط عشواء، تلتهم كل من يصر على ثقافة الحياة”.

وتابع: “نعم يا دولة الشهيد، ما استسلم أبناؤك وورثة فكرك، وظلوا نبضا يهدر في ضمير من سرق ويسرق وثبتنا الحضارية الجميلة، وتصميمنا على بناء وطن، بعد سنوات الحرب والخطف على الهوية، واختراع المتاريس وخطوط التماس. لم ينكسر تطلع اللبنانيين إلى قيامة الحب في بلدهم، بعدما قامت بيروت من تحت الردم، وعلا طيف المستقبل ملوحا بالخير فوق سطوح أبنية رنت إلى رغد الأيام الآتية، وعجت الحياة في مقاهيها ومسارحها ومساهرها، فهالهم المشهد، لأنهم أبناء العتمة وقرروا أن يعيدوها باغتيالك إلى قلب السواد الأبكم”.

أضاف: “لم يستطع تهويلهم إيقاف نهر الكرامة، وظل هدير النهر يناغي أناشيد الحرية، فهالهم صوت الفتية يطلب التجديد، فكيف سيصمتون وقد ظنوا أنهم عندما أزاحوك بالانفجار الغاشم وسط بيروت، سيزيحون كل نبض يحاول أن يستعيد حقه. فهم اعتادوا أن يصادروا كل ما هو لنا، ويتركوا البعض منه فتات منة على موائد عربدتهم، ومخططاتهم. وهالهم يا شهيد لبنان، ورفيق شرفائه، أن دمك الزكي أشغل همة الأجيال التي أرادوا أن يرعبوها، فطوقوا صوت الناس في الزواريب والأرصفة والشعاب، ليجدوه صادخا في ألف دسكرة وبيت ومصطبة”.

وتابع: “تساءلوا أنى لشعب أفقرناه وروعناه وأرهبناه وهددناه، أن يبقى محافظا على إصراره دون توان. داسوا القانون فما خاف الأحرار، تجاوزا الأعراف، عاثوا فسادا، استقووا بالساعد والحديد والنار، وما تراجع عاشقوا الساحات. إلى أن جاء القرار الكبير، أن يفجروا بيروت كما فجروك، أن يقتلوا بيروت ليتأكدوا أنهم قتلوك، ولكنهم ما عرفوا أن شقائق النعمان حين تنمو حيث مرت أقدام الشهداء، تعلن انتصار الحق على كل عبيد الموت وشياطينه. بكى الأرز ترحال هويته حين وجعت بيروت، كما بكاك يا عريس الشهداء. ونحن اليوم منهكون، متعبون، موجوعون. وفي الحقيقة نحن منكسرون، ويصر البعض أن يضحي بنا من أجل حفنة مصالح، وبريق كراس ومواقع”.

وختم طعمه: “رحمك الله شهيدا عزيزا أيها الرفيق، وأعطى المؤتمن على رسالة المواجهة، الشيخ سعد رفيق الحريري عزيمة لا تلين، كي يستمر مجاهدا في انتشال فرصة لبنان الذهبية، من فم التنين، ولو كره الكارهون. رفيق الحريري وبيروت لا يموتان، وسيبقيان الشهب الذي يزين درب الأحرار، وكما عصي الزمن بويلاته وزلازله على بيروت، سينهزم قاتلو رفيق الحريري أمام شعب وإن طال انكساره، فسيستعيد بيديه المجرحتين كرامته المسلوبة”.