مجلة وفاء wafaamagazine
أقام “التنظيم الشعبي الناصري” وتجمع “إرادة الشعب” عصر اليوم، لقاء حواريا في حديقة ساحة الشهداء في مدينة صيدا، بمشاركة الأمين العام للتنظيم النائب أسامة سعد، بهدف وضع أسس لتنظيم تحركات شعبية هادفة تعبر عن إرادة الشعب.
ورفعت في حديقة الساحة لافتة كبيرة بعنوان “المرحلة الانتقالية هي السبيل الى الإنقاذ الوطني، تضمنت مطالب اللقاء وفي مقدمها:
“1- حكومة انتقالية إنقاذية بصلاحيات تشريعية استثنائية، تتشكل من خارج منظومة السلطة الفاسد وتحمل اهداف الانتفاضة الشعبية.
2- سلطة قضائية مستقلة ونزيهة تتولى حماية حقوق الناس ومحاسبة ناهبي الدولة وودائع المواطنين.
3- محاسبة المسؤولين السياسيين والأمنيين عن انفجار المرفأ، ومحاسبة كل من نكل بالمتظاهرين وأطلق النار على عيونهم.
4- تطهير مؤسسات الدولة من الزبائنية والفساد.
5- قانون انتخاب عصري على قاعدة النسبية وخارج القيد الطائفي.
6- حماية الحريات العامة.
7- وضع أسس الانتقال الى الدولة الوطنية المدنية الديموقراطية الحديثة العادلة.
8- الحوار الوطني الشامل حول القضايا الخلافية ومن بينها السياسة الدفاعية والسياسة الخارجية”.
سعد
ثم كانت مداخلة لسعد قال فيها: “إن الانهيارات والأزمات والمخاطر المحدقة بلبنان من كل صوب، والساحة الان تشهد انسدادا سياسيا غير مسبوق، وتداعيات خطيرة على الأوضاع المعيشية للشعب اللبناني، من دون أن نرى في الأفق القريب او المتوسط اي حلولا جدية من قبل القوى الحاكمة التي تسببت بكل هذه الأزمات والانهيارات، وتضع لبنان في فوهة بركان المخاطر التي تهدد أمنه واستقراره”.
أضاف: “هذه المنظومة تتحمل بكامل تركيبتها المسؤولية عن كل المخاطر، وما ينتج عنها من آلام وتهديد لمستقبل البلد والأجيال الصاعدة. المسؤولون يتهربون من أي مسؤولية عما جرى ويجري على اللبنانيين، والمشهد في الساحات اليوم فوضى عارمة تشهدها المناطق اللبنانية، وهي محاولة جديدة لهذه القوى للهروب من تحمل مسؤولياتها، وكأنها من يريد هذه الفوضى في لبنان. وتتحمل هذه القوى كل المسؤولية وكل ما ينتج عن هذه الأوضاع، الناس لا تتحمل فوضى ولا اهتزازات أمنية ولا الخسائر التي هم سببها اصلا، فالناس ضحية سياساتهم، في مجالات الصحة وفرص العمل والسكن وغيرها”.
وتابع: “الشعب لن يسكت، وعندما نقول نريد التحرك نتحرك تحت الراية الوطنية ضد الطائفية وضد المذهبية، وضد تقطيع أوصال هذا الوطن. ان هذا المشهد من تقطيع الأوصال هو مؤامرة على الوطن وعلى الناس، وتقطيع الأوصال يعني الفوضى. إنهم يأخذون البلد للأمن الذاتي”.
وأردف: “من أنتم وإلى أين تأخذون البلد؟ هذا الشعب هو شعب حي حرر ارضه بدماء أبنائه، لا لتذلوه بلقمة عيشه وتعليم اولاده ولكي يموت على أبواب المستشفيات. نحن نتحرك دفاعا عن وحدتنا الوطنية، وكرامة هذا الوطن، ومن أجل كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، ومن أجل انقاذ البلد من كل الانهيارات. ونطرح برنامجنا السياسي الوطني الآمن، للانتقال من حال الانهيارات والأزمات والمخاطر المحدقة. وعبر صراع وطني سلمي هادف وحاشد من قوى سياسية وشعبية نعمل على فرض موازين قوى جديدة تنصف الأجيال اللبنانية التي زرعوا فيها كل أشكال الاحباط واليأس”.
وقال: “نحن على يقين بأن هذا الجيل عندما يرى ان هناك مشروعا جديا وطنيا انقاذيا يفتح الافاق من أجل دولة عصرية عادلة وديمقراطية، فلن يتردد بدعم هذه الخيارات الوطنية. وبدل الرهانات على الخارج نحن بحاجة الى حل وطني سلمي آمن للانتقال من الحالة المأساوية الى مجال عام، فرض فيه غضب الشباب الانتقال من شرعية ثورية شعبية الى شرعية دستورية. نحن نريد بناء دولة وليس مزارع أو كنتونات. وهذا طريق سنسير به مهما كلفنا من تضحيات وجهد، وهو طريق بحاجة الى وعي وطني وسياسي”.
أضاف: “على مؤسسات الدولة ان تتحمل مسؤولياتها، من الوزارات كالمالية والصحة والاقتصاد وغيرها، ومصرف لبنان ومؤسسة كهرباء لبنان، ومؤسسات المياه وغيرها. وهي مؤسسات للشعب يجب ان تقوم بدورها. وبدورنا سنتحرك ولكن بالحفاظ على سلمية التحركات والحماس والأهداف، مع عدم الانحراف عن اهدافنا من أجل تحقيق تطلعاتنا بالدولة المدنية العصرية الديمقراطية العادلة. وفي اللحظة الراهنة، لن نترك القضايا التي تهم الناس، كل الأمور مهمة، الأوضاع المأساوية في كل المجالات: الغذاء، والصحة، وغيرها، الناس باتت تشتهي الغذاء”.
وتابع: “البلد غير قابل للتقاسم، فنحن شعب واحد من الجنوب الى صيدا الى بيروت والجبل الى طرابلس وعكار وبعلبك والبقاع، شعب واحد وقضايانا واحدة ولا احد سيفرقنا، وسنخوض معركتنا بنفس طويل. وانتم تريدون تحميلنا الخسائر، انتم سببتم الأزمات، وانتم من سيتحمل المسؤولية. التحركات ستكون واعية ومدروسة، وتحت الراية الوطنية، لا مذهبية ولا طائفية، ولا مناطقية، ولا فئوية، هذه المعركة المصيرية ستنقذ لبنان”.
وأردف: “هم سيعيدون انتاج النظام نفسه، اما نحن فنريد دولة تشبه الشباب وعصرهم وطموحاتهم، دولة حديثة عصرية تشبه الأجيال القادمة التي ستبني الوطن. وسنقف إلى جانب الشباب بتقديم الخبرة النضالية والسياسية لهم، هذه خياراتنا السياسية والاجتماعية”.
وختم: “من المهم الخروج من هذا التجمع بخلاصة وتحديد خطة للحراك وأن هذه الساحة، ساحة الشهداء حيث التجمع، ستكون ساحة حوار للجميع، وليس للتنظيم فقط وانما لكل الناس ولكل من يريد التغيير. وهي مفتوحة لكل حوار ونقاش وللتحركات الهادفة والحاشدة التي تحمل آمال وتطلعات الناس. وستكون ساحة للدفاع عن حقوق الناس في كل المجالات، ولردع كل احتكار، وتخلي عن المسؤولية. كل ذلك من أجل فرض آليات جديدة لصراع سلمي ديمقراطي عبر تشكيل موازين قوى جديدة. وسنسعى لتشكيل اوسع كتلة وطنية تؤمن بالتغيير، ولتشكيل كتلة شعبية وازنة تمكننا من فرض معادلات جديدة، وتفرض على السلطة مسارا تغييريا في هذا البلد، وبرنامجا انقاذيا لما نعيشه الان، ومرحلة انتقالية تأخذنا الى مجال عام ومجال سياسي جديد”.
الوكالة الوطنية للاعلام