الجمعة 04 تشرين الاول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
كشفت مجلّة “ساينس أدفانسيز” العلمية الأميركية عن “سيناريو كارثِيّ” لاندلاع حربٍ نوويّة محتملة بين الهند وباكستان، متوقّعة أنّ أيّ حرب من هذا النوع قد تودي بحياة 125 مليون شخص.وبحسب المجلّة، فإنّ السيناريو يبدأ بهجوم عام 2025 على البرلمان الهندي، ما يؤدّي إلى مقتل غالبية أعضائه، لتردّ الهند بإرسال دباباتها إلى القسم الخاضع لسيطرة باكستان في كشمير. وبعدما تتخوّف باكستان من اجتياح لكاملِ أراضيها، تأمر بقصف القوات الهندية بعدّة قنابل نووية “تكتيكية”، لتندلع عندها “أسوأ حرب” يمكن أن تصيب البشرية، فيقتل على الفور نحو 100 مليون شخص، كما سيدفع الدخان الأسود المتصاعد من القنابل النووية إلى انخفاض كارثي في حرارة الجو. أحداث كارثية
وبحسب ما ذكرت وكالة “فرانس برس”، فقد قام عددٌ من العلماء بتخيّل هذه الأحداث الكارثية بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر بين البلدين بسبب النزاع في كشمير.
وتملك كلّ من الهند وباكستان حالياً نحو 150 رأساً نووية، من المتوقّع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 200 بحلول العام 2025. وقال البروفسور آلان بروك أستاذ العلوم البيئية في جامعة “راتغرز” في الولايات المتحدة وأحد معدّي هذه الدراسة لوكالة “فرانس برس”: “لسوء الحظ الاحتمال وارد، لأنّ الهند وباكستان تتنازعان كشمير ويسقط شهريا ضحايا على الحدود بين البلدين”. ويقول العلماء في دراستهم إنّ عدد القتلى قد يرتفع إلى 125 مليون شخص في حال استخدام قنابل بزنة 100 كيلوطن (6 مرات أكبر من قنبلة هيروشيما).
وقتل خلال الحرب العالمية الثانية ما بين 75 و80 مليون شخص من عسكريين ومدنيين. وتوضح الدراسة أنّ ما بين 16 و36 طناً من “السخام” (وهي ضبوب من جسيمات الكربون من نواتج الاحتراق غير الكامل للهيدروكربونات)، سترتفع في الغلاف الجوي نتيجة الانفجارات. وستمتصّ هذه الكمية الكبيرة من “السخام” أشعة الشمس وستسخّن الهواء، ما سيؤدي إلى ارتفاع الدخان إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي، الأمر الذي سيخفّض قوة نور الشمس الذي يصل إلى الأرض بما بين 20 و35%.
أسلحة الإبادة الجماعية
أما انخفاض الحرارة على سطح الأرض فسيكون ما بين 2 و5 درجات، وستتراجع نسبة هطول الأمطار بما بين 15 و30%. وأبرز نتائج هذه الكارثة ستكون نقصاً كبيراً في المواد الغذائية طيلة سنوات وحتى إلى عقد على كامل مناطق الكرة الأرضية، بحسب الدراسة. وتابع آلان روبوك: “آمل أن يقتنع الناس بعد هذه الدراسة أنه لا يجوز على الإطلاق استخدام الأسلحة النووية، إنّها أسلحة إبادة جماعية”. وخلص إلى القول: “بلدان بحوزتهما عدد محدود من الأسلحة النووية على جانب آخر من الكرة الأرضية يهددان العالم أجمع، لا يمكن تجاهل ذلك”. وزادت حدّة التوتر مجدداً بين الجانبَيْن الهندي والباكستاني، عندما ألغت الهند الوضع الخاص للجزء الذي تسيطر عليه من كشمير والمعروف باسم جامو وكشمير، في 5 آب الماضي، وتحركت لقمع الاضطرابات واسعة النطاق عن طريق قطع الاتصالات وفرض قيود على حرية التنقل. وتعتبر منطقة جامو وكشمير، الولاية الوحيدة في البلاد ذات الأكثرية المسلمة، وتنشط في هذه المنطقة دعوات للاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان. وفي الوقت نفسه، لا توجد حدود رسمية بين الهند وباكستان في كشمير – ما يجعل إمكانية الصدام المسلح بين جيشَيْ البلدين تتكرّر باستمرار، حيث إن الدولتين لهما مطالب في هذه المنطقة. وتتّهم نيودلهي باستمرار السلطات الباكستانية بدعم الانفصاليين المسلحين، الشيء الذي تنفيه إسلام أباد، مشيرة إلى أنّ سكان كشمير “يناضلون بشكل مستقل من أجل حقوقهم”. المصدر: سبوتنيك