مجلة وفاء wafaamagazine
استمرت قضية مقاطعة السعودية للمنتجات الزراعية اللبنانية بالتفاعل بعد ضبط شحنة الرمان الملغومة بالمخدرات. وكشف مصدر مطلع لـ «الديار» امس ان الاتصالات التي اجراها وزير الداخلية محمد فهمي بعد تكليفه متابعة الموضوع مع السلطات السعودية احرزت «تقدما يبنى عليه لمتابعة العمل من اجل معالجة هذه الازمة وطمأنة السعودية الى فعالية الاجراءات التي بدأ لبنان اتخاذها في ضوء قرارات اجتماع بعبدا الذي ترأسه رئيس الجمهورية من اجل منع التهريب وضبط حركة التصدير برا وبحرا وجوا».
وقال «ان هذا التقدم يحتاج الى مزيد من الجهود على مستوى تفعيل الاجراءات واستكمالها وايضا على صعيد تزويد الرياض بكل العناصر التي تجعلها تعود عن قرارها وتعيد الامور الى ما كانت عليه».
وردا على سؤال قال المصدر «من الصعب الآن تحديد موعد عودة السعودية عن قرارها «، مشيرا الى ان الرياض لم تطرح مباشرة شروطا سياسية، لكنها ركزت في الوقت نفسه على موضوع المعابر البرية والمرافىء البحرية والجوية ووجوب اتخاذ اجراءات جدية وواضحة لضبطها من قبل السلطات اللبنانية المعنية».
واضاف «ان ما يثير الهواجس والمخاوف هو الحملة المنظمة الفورية التي شنها ويشنها بعض وسائل الاعلام السعودية واللبنانية التي اخذت بعدا سياسيا والتي تستهدف حزب الله، لافتا الى ان هناك تساؤلات عديدة حول ابعاد هذه الحملة في هذا الوقت بالذات مع العلم ان السعودية ضبطت عمليات التهريب والمخدرات منذ فترة غير قصيرة ومن مصادر ودول عديدة».
وعلمت الديار ان هناك جهدا موازيا ايضا يتعلق بتسريع التحقيقات بهذه العملية مع الموقوفين الذين تم توقيفهم مؤخرا، وان هناك تحقيقات تتوسع مع آخرين متهمين بالاتجار وتهريب المخدرات.
واضافت المعلومات ان الرئيس عون وجه بعد اجتماع بعبدا للاسراع بالتحقيقات لكشف كل ما يتعلق بعملية الرمان الملغوم بالمخدرات الى السعودية وغيرها، وانه مهتم بالوصول الى نتائج سريعة تساعد في معالجة وحل الازمة مع الرياض.
وفي السياق نفسه اعرب مصدر سياسي للديار عن خشيته من ان يكون هناك خلفيات سياسية وراء الخطوة السعودية تهدف الى تضييق الخناق على لبنان، ملاحظا ان القرار السعودي يترافق مع معلومات عن ان الرياض تتخذ موقفا متشددا من موضوع تشكيل الحكومة اللبنانية وانها ابلغت مؤخرا جهات عديدة بانها لا تغطي ولا تدعم احدا، في اشارة الى الرئيس الحريري، وانها تركز على حكومة اختصاصيين غير حزبيين لا تخضع لنفوذ حزب الله وقادرة على القيام بالاصلاحات المطلوبة.