الأحد 13 تشرين الأول 2019
مجلة وفاء wafaamagazine
أكد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان أنّ “الحل للخروج من نفق الازمة السياسية والاقتصادية المستعصية بسيط، وهو الشراكة بين القطاعين العام والخاص”.
وفي ظل النقاش حول الموازنة وأهمية تضمنها إجراءات إصلاحية، اعتبر أنّ “الاصلاح هو بالشراكة بين القطاعين، فكل الاعباء التي تتحملها الخزينة معروفة المصدر كقطاع الكهرباء او كمشاريع البنى التحتية والطرقات”.
وتابع: “الدولة تتكلف على قطاع الكهرباء نحو 40 مليار دولار منذ عشرات السنين، في وقت لو خصصنا هذا القطاع او اقله اسسنا لشراكة بين القطاعين لكان بامكاننا توفير هذا المبلغ، اما بالنسبة الى موضوع الاتصالات فالامر سيان، كذلك بالنسبة الى قطاع الطرقات والبنى التحتية”.
كلام قيومجيان جاء خلال رعايته افتتاح المركز الجديد لجمعية “شعاع الامل” في المعلقة – زحلة، بحضور وزيرة الثقافة والتعليم البلجيكية الدا كريولي، النواب: سليم عون، جورج عقيص وعاصم عراجي، رئيس بلدية زحلة المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب، عقيلة نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي اولغينا الفرزلي، رئيسة “Mutualite chretienne” في بلجيكا فيرجيني لوكلير، الفنان غسان صليبا، وحشد من رجال الدين، أعضاء المجلس البلدي وعدد من الجمعيات وفاعليات سياسية وحزبية وثقافية واجتماعية واعلامية.
ولفت الى ان “شعاع الامل” نموذج عن الشراكة التي يتحدث عنها، موضحا انها ليست قطاعا خاصا بالمعنى الاستثماري، بل هي تستثمر في الانسان، مشددا على ان الجمعيات ومؤسسات الرعاية تقدم الخدمات التي لا تستطيع الدولة تأمينها.
أضاف: “انتم نموذج، للشراكة انتم تقومون بهذه الخدمات، والدولة ترعى وتسن قوانين، وتؤمن لكم جزءا من مستحقاتكم كي تتابعوا خدمة هؤلاء الناس، وهذا ما قصدته بنموذج الشراكة. الدولة تشرع وتسن القوانين وتخطط والقطاع الخاص من الناحية الاستثمارية هو الذي ينفذ هذه المشاريع. في وقت الناس جاهزة ان تدفع، على الدولة استحصال الضرائب وسنكون بألف خير حينها، الا اذا كنا نستغل موقعنا في الدولة كي نقوم بمشاريع ونحصل على عمولة منها، ونقوم بتعبئة الجيوب على حساب المصلحة العامة وعلى حساب الناس ونغرق الإدارة بفائض من الموظفين”.
واكد وزير الشؤون الاجتماعية انه سيبقى الى جانب الجمعيات، وقال: “امام الراي العام، هذه هي الجمعيات الوهمية التي تدعمها وزارة الشؤون الاجتماعية، زوروها وانظروا الى الخدمات التي تقدمها”.
وتطرق الى الدراسات الأخيرة التي اثبتت ان “واحدا من اصل خمسة لبنانيين لديه مشاكل نفسية نتيجة الوضع المعيشي”، شاكرا المؤسسات التي لا تحتضن الأولاد فقط بل تحتضن أهلهم أيضا.
ولفت الى ان “المركز الجديد لشعاع الامل مجهز بأحدث التقنيات ومؤهل للقيام بالعديد من الخدمات، فمن واجبات الدولة والحكومة والجمعيات التركيز على صحة الإنسان، وسعادته ورفاهيته”.
وفي الزيارة الثالثة له الى زحلة منذ توليه منصبه، اعتبر ان “من زحلة خرجت انوار في الثقافة والسياسة والفن والفلسفة والمعرفة والإنسانية، انتشرت في لبنان وكل بلدان الإغتراب واعطى ابناؤها المنتشرون صورة واضحة وجلية عن المنطقة”. كما أشار الى ان “زحلة تبشر بشعاع امل الى كل انسان، والى ذوي الاحتياجات الخاصة والى كل فقير”.
وختم متوجها الى أصحاب المركز مهنئا، وقال: “هذا المركز لا يأوي ويهتم بذوي الاحتياجات الخاصة والارادات الصلبة ويعلمهم فقط بل اصبح في محلة متقدمة اذ يساعدهم على التخصص وتعلم المهن ويساعدهم على ايجاد فرص عمل وعلى الانخراط في المجتمع. أنتم تعطون كما اعطيتم في السابق اشعة امل لانساننا في لبنان كي يعيش في طمأنينة وكرامة، ما هو انجاز كبير”.
كريولي
وتحدثت كريولي بدورها عن علاقتها بمؤسسي المركز، معربة عن سعادتها بوجودها في افتتاح هذا المركز الذي زارته منذ 10 سنوات، معتبرة “اننا نحتفل بالسلام وكرامة الانسان”. وتوقفت عند تجربتها مع أطفال “شعاع الامل” حين زارتهم للمرة الأولى مع توليها مسؤولية التعاون الدولي في Mutualite chretienne.
أضافت: “ان كنا من ذوي الاحتياجات او اهل او أصحاب جمعيات او سياسيين او مؤمنين يجب ان نتمتع بالامل ونتذكر في كل صباح انه لدينا اشخاص كمؤسسي هذه الجمعية يلهموننا”.
لوكلير
كذلك تطرقت لوكلير الى علاقة “mutualite chretienne” بجمعية شعاع الامل، متحدثة عن طموح مؤسسيها لبناء هذا المركز منذ سنوات. وشرحت كيت تم التعاون بين الفريقين.
صليبا
الفنان غسان صليبا الذي غنى “طفل التوحد” اكد ان هذا الموضوع الانساني يشكل له نقطة اهتمام، موضحا انه عندما سافر الى البلاد الاوروبية لدعم الجمعيات التي تعنى باطفال التوحد، لمس عن قرب معاناة الناس ووجعهم وهم بحاجة لدعم كبير انساني ومادي.
ولفت الى انه يلبي كل مناسبة يتم دعوته عليها بكل رحابة صدر، اكان في لبنان او في الخارج، لان الأهم يبقى ان نتوحد حول هذه القضية الانسانية ودعهما، معلنا عن استعداده لتقديم حفلة مجانية يعود ريعها لدعم مركز جمعية شعاع الامل.
شبلي
بدورها رأت رئيسة الجمعية امل صياح شبلي “انه ورغم الظروف الصعبة التي نعاني منها جميعا وبفضل الايادي الخيرة يشرق نور لطيف اسمه شعاع الامل”.
وتوجهت شبلي بالشكر الى صاحب الرعاية وقالت: “نحن نعلم انكم تتابعون قضية الجمعيات التي تنوء تحت ثقل مخيف بسبب التأخير الهائل في المساعدات”، واعتبرت وزارتي الشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم العالي الشريانين الاساسيين لاستكمال المسيرة، “شريان الحق في الرعاية والتعلم وشريان الحق في التعليم”. كما توجهت بالشكر ايضا الى وزير التربية والتعليم العالي اكرم شهيب على دعمه خطوة المدرسة التي بدأت في العام الماضي فاعطى الفرصة لابنائها في الاندماج المدرسي.
وتابعت: “في رحاب شعاع الامل، مهما اختلفت الاراء نتفق على مصلحة الوطن اولا وعلى محبة هؤلاء الملائكة الذين نحتفل معهم اليوم بافتتاح مركز جديد لهم”.
ورحبت بوزيرة الثقافة البلجيكية والوفد الطبي لوقوفهم المشجع الى جانبها، وبرئيس الاتحاد الوطني للاعاقة العقلية الدكتور موسى شرف الدين والجمعيات المشاركة والفنان صليبا الذي غنى التوحد “دعني اسمع صوتك”.
وكان استهل الحفل بالنشيد الوطني اللبناني بعزف طلاب “شعاع الامل” والقت مسؤولة العلاقات العامة والإعلام في الجمعية دلال القاضي الخطيب كلمة شرحت فيها اهداف الجمعية، موضحة طبيعة عملها وهي تعنى بتأهيل ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة أو ذوي الهمم، وهي تشمل مدرسة مختصة يتلقى من خلالها اولادها التعليم الأكاديمي حسب العمر العقلي، كما وبموازاة ذلك يحصل اولادها على كافة العلاجات الطبية والباراطبية من علاج نفسي الى علاج حسي حركي وعلاج نطق اضافة الى العلاج الفيزيائي.
وشرحت مهندسة المشروع سمر الصياح المراحل التي مر بها بناء المركز وتفاصيل هذا المشروع.
وكرمت الجمعية الوزير قيومجيان، الوزيرة كريولي، لو كلير، الفنان صليبا رئيس جمعية handicap liban الدكتور أنطوان نكد، ، والمدير العام في مجلس النواب كريستين زعتر المعلوف.
وبعد قص الشريط جال قيومجيان في ارجاء المركز، واختتم زيارته بالمشاركة بمأدبة عشاء اقامتها الجمعية على شرفه. وفق الوكالة الوطنية