مجلة وفاء wafaamagazine
تحت عنوان : توسيع العقوبات وصفة لودريان للضغط على معرقلي التسوية في لبنان
كتب منير الربيع في صحيفة “الجريدة”
من دون أي اختراق، أنهى وزير الخارجية الفرنسي زيارة لبيروت، وجه خلالها رسالة واضحة بأن باريس تدعم الشعب اللبناني، لكنها ضاقت ذرعاً بالنخبة السياسية التي تقاعست عن الالتزام بتعهداتها، وأن صبر فرنسا بدأ ينفد في ظل تعثر محادثات تشكيل الحكومة الذي أدى لتفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وهنا يظهر التغير الكبير في المسار الفرنسي الذي كان منذ إطلاق المبادرة الفرنسية يسعى إلى إعادة إنتاج وتعويم الطبقة السياسية ذاتها بناء على تسوية يتم الوصول إليها، أما وقد فشلت المحاولة فأصبح لا بدّ من التعاطي مع القوى الأخرى، في الوقت الذي تستعد الدوائر الفرنسية للبدء بتنفيذ سياسة العقوبات على شخصيات سياسية وشخصيات متهمة بالفساد.
وفق ما تكشف مصادر فرنسية، فإنّ لائحة العقوبات هذه كان قد تم العمل عليها منذ نحو سنتين وتطال شخصيات لبنانية محسوبة على القوى السياسية، ولكنها متهمة بالفساد، في ملفات الكهرباء والمقاولات وغيرها من المشاريع، تلك اللائحة سيتم توسيعها بعد فشل زيارة لودريان وسيتم وضعها موضع التنفيذ، وستتخذ أشكالا متعددة أولها منع السفر عن المسؤولين اللبنانيين إلى فرنسا، وتجميد أموال وحسابات لرجال أعمال ومقاولين.
أصبحت الأزمة اللبنانية متشعبة جداً ومرتبطة بكل التطورات الحاصلة في المنطقة. رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه وصهره جبران باسيل يحاولون تجيير هذه التطورات لمصلحتهما في مواجهة سعد الحريري، خصوصاً بعد تعويلهما على احتمال نجاح المفاوضات الإيرانية السعودية في العراق، وما نقل عن زيارة سعودية إلى سورية، إضافة إلى معلومات أخرى كُشفت لـ “الجريدة” عن زيارة سرية أجراها وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السعودية في الأيام الماضية. يستعجل باسيل وعون قطف ثمار هذه التطورات من خلال محاولة قطع الطريق على الحريري ودفعه إلى الاعتذار.
أما محلياً فتكشف المعلومات عن تواصل حصل في الساعات الماضية بين الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ووليد جنبلاط ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، بهدف تنسيق المواقف، وأرسل بري رسالة إلى حزب الله بأنه في حال أراد الحزب الاستمرار بدعم باسيل وسياسته، فهو مضطر للذهاب مع الحريري والمردة إلى المعارضة، إضافة إلى حوالي 20 نائباً مسيحياً من الذين صوّتوا للحريري، مما يعني فقدان نصاب مجلس النواب في مواجهة أي حكومة يسعى باسيل وعون إلى تشكيلها، فما كان من الحزب الا ان أرسل جواباً لبرّي مضمونه أنه لا يزال يتمسك بالحريري رئيساً للحكومة، ولا يريد تكرار تجربة حكومة حسان دياب، لأنه سيدفع ثمنها مرة ثانية.