الجمعة 08 اذار 2019
مازن الحميد – إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمن ولا يتحول مع الفصول ، قلب المرأة ينازع طويلا ولكنه لا يموت ، قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه ، فهو يقتلع أشجارها ويحرق أعشابها ويلطّخ صخورها بالدماء ، ويغرس تربتها بالعظام والجماجم، ولكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئنة ويظل فيها الربيع ربيعاً والخريف خريفاً إلى نهاية الدهور (جبران خليل جبران)
لا أحد منصف للمرأة فحتى المطالبين بالمساواة ظلموها وحتى المتدينين دفنوها وحتى المرأة لنفسها ظالمة بصمتها وخضوعها ووهمها بأنها الحلقة الأضعف لا أحد منصف لك الا أنتِ فثوري كما تريدين فلك الحرية الكاملة ، تذكري بأن جسدك كامل وليس عورة وأن عقلك كامل وليس نصفاً وأن قلبك مدينة كاملة لايسكنها الا من يستحقها أنت خالدة تمنحين الحياة في كل مكان فأنت الأم وأنت الحب وأنت الحياة وأنت الثورة لغة وأفعالا.
ثوري ولا تكوني ضعيفة أنت الأم التي أعدت جيلاً طيب الأعراقِ ، عظيم التضحيات والبطولات والتطلعات وأنت جامعة الحياة في البدايات والنهايات ورائحة الذكريات.
انت الأخت والرفيقه والأسيرة والشهيدة ، صاحبة رسالة توارثتها جيلاً بعد جيل ونسجت خيوطاً من الوفاء.
هي الجدة التي غرست الزيتون في الأرض ابتسامة وأمل وصنعت تراثاً مزركشاً عنواناً من عناوين الوجود التاريخي والحضاري لأجيال تناقلته عبر العصور وظل أحد أهم ركائز تطور المجتمعات وتحضرها .
وهي الزوجة الحبيبة والعشيقة والصديقة حافظة البقاء حتى الأبد ، ورفيقة الحياة وعبقها الدائم المتجدد في أبدية المكان.
هي النفس وروح الحياة المنبعث في فضاء الكون ، وحاضنة الرسالة الإنسانية الخالدة وجواز عبورها الى المجد بابتسامه وثقة وأمل متجدد مفعماً بالحياة.
هي المقاتلة والمناضلة والثائرة المنبعثة نوراً وحياة من بغداد لبيروت للشام الى القدس ، حارسة الحلم وضامنة البقاء وموقدة نار الثورة ومدرسة العهد الجديد.
*اليوم العالمي للمرأة هو احتفال عالمي يحدث في اليوم الثامن من شهر آذار من كل عام، ويقام للدلالة على الإحترام العام، وتقدير وحب المرأة لإنجازاتها الإقتصادية، والسياسية والإجتماعية. وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم ..