مجلة وفاء wafaamagazine
مدّت «جبهة النصرة» الإرهابية نفوذها في الجهة الغربية من منطقة «خفض التصعيد»، وفي محيط طريق عام حلب- اللاذقية، والمعروف بطريق «M4»، على حساب شقيقاتها «الجهاديات»، وبدعم وتخطيط من مشغلها النظام التركي الذي تابع نقض تعهداته لروسيا الخاصة بإقصاء الإرهابيين من المنطقة، وفق ما نص عليه «اتفاق سوتشي» لعام ٢٠١٨ و«اتفاق موسكو» لعام ٢٠٢٠.
وأكدت مصادر معارضة مقربة من الميليشيات الممولة من تركيا لـ«الوطن»، أن سياسة نظام رجب طيب أردوغان تتعمد وبشكل ممنهج مواصلة تبييض صفحة «النصرة»، والإيحاء بأنها تحل التنظيمات الإرهابية في «خفض التصعيد» لتوجيه رسائل «طمأنة» إلى واشنطن، بهدف إزالتها من قائمة الإرهاب الدولية، لكنها في المقابل تقوي من نفوذ الفرع السوري لتنظيم القاعدة وتغضب موسكو من خلال الإخلال بالتزامتها إزاءها.
وبخصوص ذلك أوضحت المصادر، أن «النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام»، تمكّنت خلال الأيام الثلاثة الماضية من تفكيك جامعة «جنود الشام» الإسلامية المتطرفة، والتي تتخذ من جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي مقراً لها، بعد مفاوضات بين الطرفين قادها الإرهابي أبو ماريا القحطاني من الأولى والإرهابي مسلم الشيشاني من الثانية، واستمرت أكثر من ١٠ أيام في مقر الجماعة بمدينة جسر الشغور.
وبينت المصادر أن اتفاق الفريقين أفضى إلى موافقة «جنود الشام»، على إفراغ مقراتها ونقاط ارتكازها في جبهة الكبانة ومحيطها وتسليمها إلى «النصرة»، التي سارعت إلى إرسال أرتال عسكرية لملء فراغ انسحاب الجماعة الإرهابية، وأضافت: «يسعى الفرع السوري لتنظيم القاعدة ومن خلفه النظام التركي من هذه الخطوة إلى خداع الإدارة الأميركية ودول الغرب، بأنه يعمل على تفكيك التنظيمات الراديكالية على الرغم من أن «جنود الشام» جماعة صغيرة لا يتعدى عدد عناصرها ١٥٠ إرهابياً، ٢٥ منهم من العرب والأجانب فقط.
وكشفت أن «النصرة» بصدد الإعلان قريباً عن خطوة مماثلة بحل جماعتي «جند الله» و«أنصار الإسلام»، اللتين ينتشر إرهابيوهما في جبهات جبلي الأكراد والتركمان شمال شرق محافظة اللاذقية، إثر مفاوضات بين ممثلين عن الجانبين توصلت إلى اتفاق ملزم الخميس الماضي بسير الجماعتين على خطا شقيقتهما «الجهادية» القوقازية «جنود الشام».
وأشارت إلى أن «أنصار الإسلام»، التي أنشأت فرعها الشمالي بإدلب عام ٢٠١٥، وتعمل تحت مظلة غرفة عمليات «وحضر المؤمنين» إلى جانب تنظيم «حراس الدين» منذ ٢٠١٨، طالبت بتعويضات مالية ضخمة من «النصرة» ومموليها لقاء حل نفسها.
ورجّحت المصادر انضمام إرهابيي «جنود الشام» و«جند الله» «وأنصار الإسلام» إلى «النصرة»، وتوزيعهم على نقاط اشتباك أخرى جديدة، لاسيما في جبل الزاوية جنوب إدلب وسهل الغاب غربي حماة إثر الضغط الكبير الذي مارسه النظام التركي على الجماعتين لإفساح المجال أمام «النصرة» للسيطرة على أكبر مقاطع ممكنة من طريق عام حلب- اللاذقية.
ولفتت إلى أن المشهد العسكري على «M4» يجري ترتيبه من النظام التركي وجيش احتلاله في «خفض التصعيد» بحيث تسيطر «النصرة» على طول محور الطريق الدولي الممتد من بلدة ترنبة غربي سراقب بريف إدلب الشرقي إلى تل حور بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وذلك بعد أن نجح الفرع السوري لتنظيم القاعدة في تموز ٢٠٢٠ بإقصاء «حراس الدين» من سهل الغاب جنوبي الطريق الدولي وتفكيك غرفة عمليات «فاثبتوا» التي تضم مناوئين للنظام التركي.