
مجلة وفاء wafaamagazine
لم تهدأ عاصفة التعيينات المالية و الإدارية التي اقرها مجلس الوزراء في جلسته الاخيرة حتى هبت عاصفة تحذير الموفد الاميركي توم باراك من أنه إذا لم يتحرك لبنان فسيعود إلى بلاد الشام.
كلام باراك لم يلقَ أيَّ ردٍّ رسمي لبناني حتى الساعة، إلا أنه عاد ووضح لاحقًا كلامه قائلاً عبر منصة “إكس” إن كلامه ليس تهديدًا للبنان، بل كان يمدح التقدم المذهل الذي حققته سوريا. واشنطن تدعم العلاقة بين سوريا ولبنان كجارَين متساويَيْن وذوي سيادة ينعمان بالسلام والازدهار، وقادة سوريا يريدون فقط التعايش والازدهار المتبادل مع لبنان، وواشنطن ملتزمة بدعم هذه العلاقة.وأضاف باراك أن سوريا تتحرك بسرعة البرق لاغتنام الفرصة التاريخية التي أتاحها رفع العقوبات من قبل الرئيس ترامب، إضافة إلى “استثمارات من تركيا والخليج، تواصل دبلوماسي مع الدول المجاورة، ورؤية واضحة للمستقبل”.مصدر متابع ذكر بكلام سابق كان قد قاله باراك في حديث تلفزيوني ردًا على سؤال عن التسريبات الصحفية في شأن تسليم طرابلس والبقاع إلى سوريا: “هذا خيال، هذا كارتون”، وقال في مقابلته مع الإعلامي ريكاردو كرم: لبنان هو الممر بالنسبة للسوريين، واللبنانيون والسوريون مرتبطون منذ أيام “ببلاد الشام”. هذه الحدود والخرائط.. لا أحد يريد أرضًا جديدة، خاصة من ذهب من إدلب إلى السيطرة على كل سوريا، مضيفًا: لم أسمع كلمة واحدة عن موضوع الضم، ولا أي شخص موثوق في دوائر العمل معنا في سوريا تحدث عن ذلك.أما في ملف التعيينات، قالت مصادر وزارية لـ”الجديد” إن التعيينات لم تتم أبدًا وفق الآلية التي أقرها مجلس الوزراء والتي يُفترض أن تكون منطلقًا لأي تعيين على طاولة مجلس الوزراء، مضيفةً أن بعض الوزراء تفاجأوا بأسماء الذين سيتم تعيينهم عبر وسائل الإعلام.وقال وزير قواتي في الحكومة لـ”الجديد” إن ما حصل تهريبة بين الرئاستين الثانية والثالثة.ولفتت المصادر إلى أن وزراء القوات اعترضوا على آلية التعيين، خصوصًا أن السير الذاتية للمعينين لم تصلهم سابقًا، على عكس بعض الوزراء، وأضافت المصادر أننا عدنا إلى منطق المحاصصة والمحسوبيات كما كان يحصل في الحكومات السابقة.ولفتت إلى أن وزيرة الشباب والرياضة اعترضت بشدة على اسم نائب حاكم مصرف لبنان الأرمني، مؤكدة ضرورة مراعاة التوازن والأحجام السياسية، فرد عليها رئيس الحكومة بأن نوابًا أرمنًا قد زاروه وأكدوا موافقتهم على التعيين، فقالت إنه من الضروري العودة إلى مجلس حكام الأرمن الذي يضم مختلف الأحزاب الأرمنية.وعلى خط العلاقات اللبنانية-السورية، تحدثت مصادر متابعة لـ”الجديد” عن “تواصل حثيث بين لبنان وسوريا للتوصل إلى حل في ملف عدد من الموقوفين السوريين في لبنان”. وأكدت أن التواصل يهدف أيضًا للعمل على “توقيع معاهدة قضائية بين وزارتي العدل في البلدين تسمح بإكمال محكومية بعضهم في سوريا باستثناء المتهمين بالإرهاب وجرائم الاغتصاب”، وأشارت المصادر إلى زيارة مرتقبة لمسؤول سوري إلى لبنان لوضع الخطوط العريضة للاتفاق.