مجلة وفاء wafaamagazine
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده، قداس الأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس.
بعد الإنجيل، قال في عظته: “اليوم هو الأحد الذي يلي عيد رفع الصليب الكريم المحيي. يعلمنا الرب يسوع في إنجيل اليوم أن الخلاص لا يأتي بالراحة بل بالكد وحمل الصليب، فيقول: من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها، ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلصها. إلا أن التعب الذي يتحدث عنه الرب هنا ليس تعبا وجهدا في سبيل ربح مادي، بل من أجل ربح ملكوت السماوات: فإنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟. أما القسم الثاني من إنجيل اليوم، فيحملنا مسؤولية الشهادة للرب في هذا العالم، بلا خجل، لئلا يستحي بنا ابن البشر في ملكوته”.
وتابع: “مثلما هي العائلة، كذلك هو الوطن. ما نشهده في بلدنا هو طغيان حب الأنا، إذ إن كل طرف يريد مصلحته الشخصية فقط، على حساب عائلة الوطن. هذا ما جعل من العلاقة العائلية، بين الشعب والمسؤولين علاقة فاشلة، فاقدة للمحبة، مليئة بالكراهية والنزاعات. كل ما ينطبق على العائلة الصغيرة ينطبق على الكبيرة، وخصوصا من جهة حضور الله في العلاقات، والحرية التي يجب أن يتحلى بها أبناء الشعب الذي لا يعيش حاليا سوى الإحباط، والشعور بفقد الكرامة. عندما يكون الله حاضرا في حياة جميع مكونات الوطن من زعماء ومسؤولين ومواطنين، وعندما تسود المحبة والتواضع والصدق والوفاء للوطن، وتعم الفضائل يصبح البلد فردوسا أرضيا. لذا، ندعو الجميع إلى العودة إلى الله، عندئذ يستقيم عمل الجميع وننجو جميعا من الهلاك”.
وختم عوده: “في النهاية، على المسيحي أن يكون جاهزا دوما لحمل الصليب، في كل أعماله، جاهزا للموت المحيي الذي يدفع الإنسان إلى الكرامة الممنوحة من الله، وألا يخجل من أن يعيش مسيحيته أينما حل، لأن الشهادة للرب وإنجيله تحتاج إلى جرأة على مثال الأنبياء والرسل والشهداء والمعترفين، الذين لم يهابوا موتا ولا أحدا أو شيئا، بل كان جل هدفهم أن يخلصوا البشر من الشيطان المتربص بهم”.