مجلة وفاء wafaamagazine
اتفقت قوى عالمية في مؤتمر حول ليبيا في باريس، اليوم، على أنها ستضغط في اتجاه فرض عقوبات على أيّ جهة أو شخص يعطّل العملية الانتخابية والانتقال السياسي في ليبيا.
واستهدف الاجتماع، الذي ضم قادة فرنسا وليبيا وألمانيا وإيطاليا ومصر، بالإضافة إلى نائبة الرئيس الأميركي، تعزيز الدعم العالمي للانتخابات المقررة في 24 كانون الأول، وكذلك جهود إخراج القوات الأجنبية.
ولا يزال إجراء الانتخابات لاختيار رئيس وبرلمان جديدين محل شك، إذ لم يبقَ سوى ستة أسابيع فقط على إجراء التصويت المزمع وسط خلافات بين فصائل وهيئات سياسية متناحرة في الشرق والغرب حول القواعد التي يستند إليها الجدول الزمني للانتخابات ومن يمكنه الترشح فيها.
ويهدد الخلاف بانهيار عملية السلام الأوسع نطاقاً، والتي تشمل أيضاً جهوداً لتوحيد مؤسسات الدولة المنقسمة منذ فترة طويلة وخروج المرتزقة الأجانب الذين لا يزالون متمركزين على طول خطوط المواجهة، على الرغم من وقف إطلاق النار.
وقررت القوى المشاركة في المؤتمر في باريس أن «الأفراد أو الكيانات، سواء داخل ليبيا أو خارجها، الذين قد يحاولون عرقلة العملية الانتخابية والانتقال السياسي أو تقويضهما أو التلاعب بهما أو تزييفهما»، قد يواجهون عقوبات.
وحذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة عبر الفيديو للمؤتمر من أن «أي طرف يقوّض عمداً أو يخرّب السلام يجب أن يحاسب».
ووسط خلافات بشأن موعد الاقتراع، قالت القوى المشاركة في المؤتمر في البيان الختامي إنها تدعم تصويتاً يبدأ في 24 كانون الأول، على أن تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بشكل متزامن.
وكانت باريس تهدف في البداية إلى حضور الرئيسين التركي والروسي، لكن أنقرة انضمّت إلى موسكو في إرسال ممثلين من المستوى الأدنى، إذ تخشى من أن فرنسا تريد تسريع وتيرة رحيل القوات التركية من ليبيا.
وتحفّظت أنقرة على صياغة البيان الختامي في ما يتعلق برحيل القوات الأجنبية، وشددت تركيا مراراً على الفرق بين وجود قواتها في ليبيا بناءً على دعوة من حكومة تعترف بها الأمم المتحدة والقوات التي استعانت بها فصائل أخرى.
ويقاتل مرتزقة من مجموعة «فاغنر» الروسية إلى جانب قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) في الشرق والذي دعمته موسكو مع الإمارات ومصر.
من جانبة، قال ماكرون في مؤتمر صحافي إن «خطوة أولى جرى القيام بها أمس (…) عبر سحب 300 من المرتزقة» الداعمين للرجل القوي في الشرق الليبي المشير خليفة حفتر، لكنه أوضح أن «هذا الأمر ليس سوى بداية. على تركيا وروسيا أيضاً أن تسحبا مرتزقتهما وقواتهما العسكرية بدون تأخير لأن وجودهم يهدد الاستقرار والأمن في البلاد والمنطقة برمتها».
وفي السياق، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن تركيا لا تزال لديها بعض التحفّظات على سحب القوات من ليبيا، لكن روسيا قالت إنها مستعدة لدعم سحب متبادل للقوات من هناك، وأضافت ميركل «لا تزال هناك بعض التحفظات من الجانب التركي، لكن الجانب الروسي أقرّ بأن الأمر قابل للتنفيذ بطريقة متبادلة».
وأشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى وجوب «تدشين ضمانات وآليّات لتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه» في المؤتمر، مؤكداً أن «من المهم أن يكون الموقف الصادر عن اجتماعنا اليوم واضحاً لا لبس فيه بشأن رفض بقاء الوضع على ما هو عليه، وإدانة استمرار مخالفة المقررات الدولية ذات الصلة بإنهاء كل أشكال الوجود العسكري الأجنبي في ليبيا».
وتابع السيسي: «وربما يكون الأهم تدشين آليات وضمانات لتنفيذ ما نتفق عليه، وما تسعى لجنة 5 + 5 العسكرية المشتركة بصدق ووطنية إلى تحقيقه من خلال خطتها ذات الصلة».